"أوركسترا النيل".. فرقة تعزف لحن النجاح بعد مخاض 6 سنوات
فرقة "أوركسترا النيل"، المولودة قبل أيام، بدار الأوبرا المصرية، بعد مخاض مرحلة تمتد إلى ما قبل 2010 حتى رأت النور أخيرًا.
نوتة موسيقية تجاور الآلات التي اعتادوا العزف عليها.. يرفع المايسترو معلنًا البدء، فينطلق الفريق في عزف سيمفونية تحمل اسم بلادهم، هذه هي فرقة "أوركسترا النيل"، التي كتبت شهادة ميلادها قبل أسبوعين، على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بعد مخاض مرحلة تمتد إلى ما قبل 2010 حتى رأت النور أخيرًا، بحسب قائدها.
ويروي قائد الفرقة المايسترو محمد سعد باشا لبوابة "العين" البدايات فيقول: "الفكرة كانت قديمة للغاية، بدأت مع مكتبة الإسكندرية قبل 2010ـ عندما قمنا بإعداد الأغاني للأوركسترا هناك، ثم نظمنا 4 حفلات في 2010، وبعدها كانت "أوركسترا وتريات الساقية"، والتي استمرت 6 أشهر بساقية الصاوي (مكان ثقافي)، كل ذلك وأنا أفكر في أوركسترا النيل.
يمضي المايسترو، الذي يجيد معانقة الأمل، كما يجيد التأليف الموسيقي، والتدريس في معهد الكونسرفاتوار: الفكرة كانت موجودة وكنت أعرف أن العمل عليها سيستغرق شهورًا، وفي فبراير/شباط الماضي، اتخذت قراري ببدء مسيرة الفرقة السيمفونية الجديدة.
البداية لم تكن سهلة، لكننا كنا نعمل وفق برنامج وخطة، أن تقدم أعمالا كلاسيكية ليس بالأمر الهين، خاصة أن العمل كان بالجهود الذاتية.. فالفرقة كلها والتي تضم 37 شخصًا منهم 34 عازف ومطربين (أحمد حرفوش ورولا ذكي) بالإضافة لي لم يحصلوا على أي أجر، جميعهم متطوعون وبعضهم يدرس في الكونسرفاتوار.. وجميعهم قبلوا بأن يكون أجرهم هو النجاح فحسب.
هذا النجاح الذي يتحدث عنه المايسترو محمد سعد باشا لـ"العين" بالقول: التذاكر نفدت في نفس يوم فتح الشباك، خصوصًا أن هذا النوع من الموسيقي لها جمهورها، فقدمنا لهم نحو 19 أغنية في الحفل تضمن عدة أغاني مشهورة مثل "نيويورك" لفرانك سيناترا، و"سواي" لدين مارتين، و"جو تام" للارا فابين، و"فار فروم أوفر" لفرانك ستالون" و"لافي إن روز" للويس أرمسترونج، وأغاني أخرى منها "حلوة يا بلدي" لداليدا".
حماس الجمهور وشعورهم بالسعادة، دفعهم لتداول مقاطع من الأغاني التي أديت في الحفلة، والتي تعالت خلالها صحيات الإعجاب وحصدت تصفيق الجميع، وهو ما ذكر المايسترو محمد سعد باشا، بما فعلته أوركسترا "النور والأمل" في الجمهور، رغم أن الأخيرة ماتزال تمثل بالنسبة له حالة خاصة.
وأوركسترا النور والأمل، والتي أقامت حفلها الأول مارس/آذار قبل الماضي، في إحدى قاعات الجامعة الأمريكية، كانت دليلًا على موهبة المايسترو وقدرته على تعدي الصعاب، إذ أدت نحو 24 فتاة كفيفة، من تلميذات المعهد، أعمارهن تحت 15 أوركسترا تضمنت مقطوعات موسيقية مصرية شهيرة إلى جانب أخرى أجنبية لتشايكوفسكي وشتراوس.
لكن التصفيق وحده في المرتين لم يكن كافيًا لاستكمال مسيرة الأوركسترا سوى النور والأمل أو النيل، فيقول المايسترو محمد سعد باشا: المشكلة التي تواجهنا هي التمويل، بالنسبة لنا لدينا الرغبة والقدرة الفنية على أن نذهب إلى كل مكان في العالم بهذه الأوركسترا لكن ليس لدينا تمويل ثابت.
يتابع سعد باشا، والذي كان شغوفًا بالعزف منذ أن كان عمره 8 سنوات قبل أن يلتحق بالكونسرفاتوار 1990: دار الأوبرا ساعدتنا قدر استطاعتها ومنحتنا المسرح لكي نحي الحفلة عليه، وبصدق كان الأمر إضافة لنا لأنها أكبر صرح ثقافي في مصر، لكن المؤلفات الكلاسيكية نفسها تحتاج إلى مبالغ كي نقوم بشرائها وإعادة توزيعها، فضلًا عن أجور العازفين والكتاب والموزعين، والصوت والإضاءة والفيديو.
سعد الذي يعمل مؤلفًا موسيقيًا معتمدا دوليًا وحاليًا قائدا في الأوبرا عبر رغبته في أن يأتيه الدعم من بلاده لاسيما أن الأوركسترا نفسها قوامها عازفون مصريون، لكنه لم يغلق الباب أمام أي دعم خارجي قد يأتيه، لأنه "سيفيد في تقديم الأوركسترا خارج مصر ورفع اسمها عاليًا".
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز