جماجم المقاومين الجزائريين المصادرة بباريس في طريقها للعودة
الجزائر في طريقها لإزالة آثار أحد أهم رواسب الاستعمار الفرنسي، باسترجاع جماجم المقاومين الجزائريين المحتجزة إلى اليوم بمتاحف باريس.
تشكل قضية جماجم المقاومين الجزائريين الذين استشهدوا في بدايات الاحتلال الفرنسي للجزائر، ويتم احتجازها حاليا في متاحف باريس، واحدة من أبرز الملفات التي توتر صفحة العلاقات الجزائرية الفرنسية، رسميا وشعبيا، غير أن انفراجا بدأت تعرفه الأزمة بعد إبداء السلطات الفرنسية رغبتها في تسليم الجماجم للجزائر.
وتسعى السلطات الجزائرية إلى التكفل بهذه القضية على أعلى المستويات، حيث أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني اليوم أن قطاعه "يسعى حاليا بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية، من أجل التكفل الأنجع بهذه المسألة التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن".
وبدأ الاهتمام الرسمي الجزائري كبيرا بهذا الملف في الفترة الأخيرة، فأصبحت وكالة الأنباء الرسمية تحرص في كل مناسبة على استعراض جديد القضية.
وفي آخر الأخبار التي نشرتها، إعلان متحف الإنسان بباريس عن "استعداده" لدراسة "جدية" لطلب إعادة 36 جمجمة لشهداء جزائريين سقطوا في ميدان الشرف في بداية الاستعمار الفرنسي والمحفوظة منذ أكثر من قرن.
وحسب تصريحات مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس ميشال غيرو، فإن هناك استعدادا لدراسة طلب تسليم جماجم الجزائريين المحفوظة ابلمتحف، نافيا وجود أي عائق قانوني لتسليمها، غير أن المنتظر -حسبه- هو إصدار قرارات سياسية في هذا الشأن.
ويقول مدير المتحف، إن إعادة الجماجم "يجب أن تتم عن طريق الدبلوماسية وليس من خلال الجمعيات التي ليس لها حق خاص في هذه الجماجم".
ويأتي تحرك السلطات الجزائرية عقب حملة ضغط قادها نشطاء أطلقوا عريضة إلكترونية تطالب باستعادة هذه الجماجم وإرجاعها إلى أرض الوطن بغية "دفنها بالشكل اللائق"، وقد تمكنت العريضة من جمع آلاف التوقيعات منذ تاريخ إطلاقها سنة 2011.
وكان تحقيق صحفي أجرته صحيفة "الخبر" الجزائرية، قبل سنة، قد كشف بالصور عن أن جماجم أبطال المقاومة الجزائرية يتم الاحتفاظ بها بطريقة غير لائقة بعلب كرتونية في قبو متحف الإنسان الفرنسي، إضافة إلى العديد من التحف والكنوز الأثرية التي قام الاستعمار الفرنسي بنهبها من الجزائر.
وتعود هذه الرفات للشهداء محمد لمجد بن عبد المالك المعروف باسم شريف "بوبغلة"، والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرة جنوبي الجزائر) في سنة 1849، وموسى الدرقاوي، وسي مختار بن قديودر الطيطراوي.
ومن ضمن الرفات أيضا، يوجد الرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان من ضباط شريف بوبغلة، وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمن للأمير عبدالقادر الجزائري.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز