زعيم كوريا الشمالية: قواعد أمريكا العسكرية "في مرمى صواريخنا"
واشنطن تراجع "دفاعاتها الصاروخية".. والأمم المتحدة تبحث الرد
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون رحَّب بنجاح اختبار بلاده لصاروخ جديد متوسط المدى، قادر على الوصول للقواعد الأمريكية بالمحيط الهادئ.
رحَّب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بما أسماه "نجاح" اختبار بلاده لصاروخ جديد متوسط المدى، قائلًا إنه "يشكل تهديدًا مباشرًا للقواعد العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ".
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن كيم، الذي أشرف شخصيًّا، أمس الأربعاء، على اختبار صاروخ من طراز "موسودان"، قوله إنه كان "حدثًا كبيرًا" عزز بشكل كبير قدرة بلاده على شن هجوم نووي وقائي.
وأضاف: "لدينا قدرة أكيدة على مهاجمة الأمريكيين بشكل شامل وعملي في مسرح العمليات في المحيط الهادئ".
ويتراوح مدى صاروخ "موسودان"، المعروف أيضا باسم "هواسونغ-10"، من 2500 إلى 4 آلاف كلم، وهو واحد من صاروخين تم إطلاقهما أمس.
وفى سياق مقابل، قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إنه "لا يعرف مدى نجاح أحدث اختبار أجرته كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ، لكن الصاروخ طار لمسافة أبعد من المحاولات السابقة، ويظهر الحاجة إلى تعزيز الدفاعات الصاروخية في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان".
ومتحدثًا إلى الصحفيين في فورت نوكس بولاية كنتاكي، سلّم كارتر بأن أحد الصاروخين اللذين أطلقتهما كوريا الشمالية "طار لوقت طويل."
وأضاف قائلًا: "لكن أيًّا كان السبب وأيًّا كان مستوى النجاح، فإن هذا يظهر الحاجة إلى أن نواصل ما نعمله الآن، وهو بناء هذه الدفاعات الصاروخية ذات النطاقات المتعددة لحماية كل من حلفائنا الكوريين الجنوبيين والقوات الامريكية في شبه الجزيرة الكورية واليابان والأراضي الأمريكية."
وبدأت واشنطن وسول مناقشات رسمية حول نشر نظام جديد للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية بعد أن أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة في يناير/كانون الثاني، ثم أطلقت صاروخًا إلى الفضاء في إطار برنامج ينظر إليه على أنه ستار لتطوير صواريخ "باليستية" عابرة للقارات.
وقال مسؤولون أمريكيون هذا الشهر إن خططًا لنشر نظام "ثاد" الأمريكي المتطور للدفاع الصاروخي تسير قدمًا، وإنه من المتوقع أن يصدر إعلان قريبًا على الرغم من اعتراضات من الصين.
والصاروخ الأول الذي أطلقته كوريا الشمالية اليوم كان المحاولة الخامسة غير الناجحة لإطلاق صاروخ مصمم للطيران لأكثر من 3 آلاف كيلومتر، ويمكنه من الناحية النظرية الوصول إلى أي جزء في اليابان ومنطقة جوام الأمريكية.
وقال محللون إن الإطلاق الناجح للصاروخ الثاني يبدو أنه كان مسألة حظ أكثر من أن يكون تقدمًا حقيقيًّا.
وعلى الصعيد نفسه، بدأت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة منذ أمس الأربعاء.
وأعربت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور عن أملها بصدور "إدانة سريعة وجماعية" من قبل مجلس الأمن لما وصفته بـ"تحدي" بيونج يانج للمجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وعبرت باور عن أملها بأن يصدر المجلس في البداية بيانًا يدين عمليتي الإطلاق الأخيرتين، لكنها شددت أيضًا على وجوب تعزيز تطبيق العقوبات الصارمة التي سبق وأقرها المجلس في مارس/آذار الماضي.
وقالت إن بيونج يانج أجرت منذ مارس/آذار "10 تجارب لصواريخ باليستية بتتابع سريع"، ملمحة أيضًا إلى أن واشنطن مستعدة للتفاوض على إدراج أفراد ومؤسسات إضافيين على القائمة السوداء، من الذين يساعدون بيونج يانج على تطوير برامجها النووية والباليستية.
وجاء على الاجتماع الطارئ بطلب من الولايات المتحدة واليابان، ويتوقع دبلوماسيون أن يصدر مجلس الأمن بيانًا رسميًّا يدين فيه إطلاق الصاروخين الجديدين.
ولكن خطوة مماثلة قد تستغرق ساعات أو حتى أيام، وهو الوقت المتوقع ليتشاور السفراء مع عواصمهم، ولا سيما الصين الحليف الوحيد لبيونج يانج.
وسعت بكين دائما لحماية حليفتها من العقوبات الأممية، وتحظر قرارات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية استخدام تكنولوجيا الصواريخ "الباليستية" رغم أن بيونج يانج تطلق بشكل منتظم صواريخ قصيرة المدى في البحر قبالة ساحلها الشرقي.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز