إفطار طلاب الثانوية.. جدل فقهي في مصر والجزائر
بدء امتحانات الثانوية العامة في مصر والجزائر خلال شهر رمضان، أثار جدلا فقهيا حول إمكانية إفطار الطلاب
أوجد التزامن في توقيت عقد امتحانات الثانوية العامة بين مصر والجزائر، تشابها في القضايا التي أحاطت بالامتحانات.
وبدأت امتحانات الثانوية العامة في مصر والجزائر نهاية شهر مايو/ آيار الماضي، ولا تزل مستمرة إلى الآن، ليثير تزامنها مع شهر رمضان جدلا حول إمكانية حصول الطلاب على رخصة شرعية بالإفطار في نهار رمضان، مراعاة لظروف الامتحانات.
وتداولت عده مواقع وصحف مصرية فتوى قيل إنها صادرة عن دار الإفتاء المصرية، تبيح للطلاب الإفطار في نهار رمضان، مراعاة لظروف الامتحانات.
وتسبب ما قيل إنه فتوى رسمية في انتقادات حادة تعرضت لها دار الإفتاء، التي قالت إنها لم تبح الإفطار لكل الطلاب.
وقال د. خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن الرخصة الشرعية للإفطار تخص فقط الطلاب الذين يعانون من حالات مرضية بسبب الصيام، تصل لحد فقدان الوعي وعدم القدرة على التركيز، موضحا أن هؤلاء الطلاب هم من أجازت لهم دار الإفتاء الإفطار.
وشهدت الجزائر نفس الجدل الفقهي، بعد فتوى أصدرها الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، أجازت إفطار الطلاب الذين يتأثرون بدرجات الحرارة المرتفعة التي تفقدهم الوعي.
ورغم أن الفتوى قصرت رخصة الإفطار على المرضى من الطلاب، إلا أن بعض الدعاة وجهوا لها سهام نقدهم الشديد، ومنهم الشيخ شمس الدين الجزائري.
وفي برنامجه عبر فضائية النهار الجزائرية، وصف شمس الدين الفتوى بـ " الجائرة والظالمة والجاهلة".
واستنكر شمس الدين ربط الافطار بالامتحانات، وقال: "لا يوجد في الشريعة الإسلامية مبرر للإفطار اسمه الامتحانات، ولكن الشريعة تقول إن كل من خشي على نفسه الهلاك سمح له بالإفطار، سواء كان في امتحانات أو غير امتحانات".
ووجه الداعية حديثه للطلاب الجزائرين: " يا كل طالب أفطر بسبب هذه الفتوى، عليك التوبة والقضاء والكفارة وكثرة الاستغفار".
ولم يكن الجدل الفقهي حول إفطار الطلاب، هو القضية الوحيدة التي أثارتها امتحانات الثانوية العامة في مصر والجزائر، حيث شهدت الدولتان أيضا، جدلا حول وسائل محاربة تسريب الامتحانات.
واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في كلا الدولتين لتسريب الامتحانات، الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم في مصر إلى إلغاء امتحان التربية الدينية بعد تسربه بالكامل قبل بدء الامتحانات.
وظهرت مقترحات لمواجهة هذه الظاهرة، من بينها إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي قبل فترة كافية من بدء امتحان كل مادة، على أن يعاد فتحها بعد انتهاء الامتحان، غير أن هذا الحل لم يلق قبولا، وهو الاقتراح الذي أعلنت الجزائر التي تعاني من نفس المشكلة عن تنفيذه.
وقررت السلطات الجزائرية حجب كافة مواقع التواصل الاجتماعى وفى مقدمتها "فيسبوك" و"توتير" كإجراء وقائي لتفادى وقوع حالات الغش، وأعلن رئيس الوزراء الجزائرى عبد المالك سلال إعادة الامتحانات فى مواد الثانوية العامة، التى تم تسريبها، معتبرا أن ما جرى من تسريب لامتحانات الثانوية العامة مساس بالأمن القومى وبالشعب الجزائرى.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز