"جيروزالم بوست": حماس الفائز من اتفاق إسرائيل وتركيا
صحيفة إسرائيلية ترى أن حماس هي الفائز من انفراجة العلاقات بين إسرائيل وتركيا عقب اتفاق الجانبين على تطبيع العلاقات
اعتبرت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية أن حركة حماس هي الفائز من انفراجة العلاقات بين إسرائيل وتركيا، لافتة إلى أنه بجانب أن حماس غير قادرة على تنفيذ أنشطة عسكرية من الأراضي التركية كل شيء يبقى على حاله.
وفي تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، قال المحرر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط آريل بن سولومون، إن حماس وتركيا يظهر أنهما الفائزان من الاتفاق المقبل إذا صحت تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأوضح أن إسرائيل وافقت على ما يبدو على وجود حماس في تركيا، طالما أنها لا تشترك مباشرة في هجمات إرهابية ضد إسرائيل، ولكن تقتصر على السياسة وغيرها من الأنشطة المفترض أنها غير عنيفة.
وارتأى أنه رغم ذلك، فإن عقوبة التواجد والنشاط "السياسي" لحماس في بلد تربطه علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تقوض أعوامًا من العلاقات العامة الإسرائيلية ضد الجماعة الإرهابية، حيث سعت إلى تصنيف حركة حماس مع جماعات أخرى مثل القاعدة و"داعش".
وأشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ساوى "داعش" بحماس في خطابه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول عام 2014، قائلًا إن بعض الدول "من الواضح أنها لا تفهم أن داعش وحماس فروع من نفس الشجرة السامة".
وأضاف نتنياهو "داعش وحماس يتشاركان مذهبًا متعصبًا، يسعى كلاهما إلى فرضه أبعد من الأراضي الواقعة تحت سيطرتهما"، مشيرًا إلى أن كلا الجماعتين تدعو إلى إنشاء الخلافة بتطلعات عالمية.
وتابع متسائلًا، إذا كانت حماس هي "داعش" لماذا تفرض إسرائيل عقوبات على نشاطها، حتى وإن لم تكن ترتبط بشكل مباشرة بالإرهاب، في بلد تريد تطبيع العلاقات معه؟ لافتًا إلى أن وسائل الإعلام التركية ذكرت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتمع مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في إسطنبول يوم الجمعة لبحث المفاوضات مع إسرائيل.
وتساءل قائلًا: "هل كانت إسرائيل أو أي دولة غربية أخرى تسمح لزعيم دولة صديقة تربطها بها علاقات دبلوماسية أن يجتمع مع زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وتسمح للتنظيم بالعمل داخل أراضيها؟".
ونقل عن جوناثان سكانزير، نائب رئيس الأبحاث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن" قوله، إن الاتفاق المقبل هو "انتصار للوضع الراهن حيث لم يتغير شيء حقًّا".
وإلى جانب أن حماس لن تكون قادرة على تنفيذ نشاط عسكري من الأراضي التركية، كل شيء يبقى على حاله: حماس تحتفظ بمقرها التركي، وتركيا تواصل مساعدة غزة التي تحكمها حماس وإسرائيل تسهل هذا.
وفي المقابل، تربح إسرائيل إلغاء وتجميد دعاوى قضائية ضد جنودها في مقابل تسوية بعدة ملايين من الدولارات لعائلات الأتراك الذين قتلوا أو جرحوا في أسطول مرمرة، ولكن بخلاف ذلك "إنه انتصار لأردوغان".
وبحسب الكاتب ذاته، فقد بذلت إسرائيل وبعض المحللين جهدًا كبيرًا للإشارة إلى أن منظمات إرهابية مثل حماس و"حزب الله"، لا يمكن فصلها إلى كيانات سياسية وعسكرية؛ لأنها تغذي وتدعم بعضها البعض كجزء من نفس المؤسسة.
ولفت إلى أنه عندما قرر الاتحاد الأوروبي حظر الجناح العسكري لمنظمة "حزب الله"، وليس جناحها السياسي في عام 2013، انتقد مؤيدو إسرائيل القرار؛ لأنه لم يصل إلى المدى الكافي.
وقال نتنياهو آنذاك، إنه كان يأمل في أن يفضي القرار إلى خطوات حقيقية في أوروبا ضد الجماعة، وذكر أنه في وجهة نظر إسرائيل، "حزب الله" منظمة واحدة لا تتجزأ.
وحذر بن سولومون من أنه بالتالي السماح لحماس بمواصلة العمل في أي مكان يقوض أمن إسرائيل.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، فإن مؤسسة الإغاثة التركية (آي إتش إتش)، وهي نفس المنظمة التي كانت وراء قافلة "مافي مرمرة" التي سعت إلى كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة في مايو/أيار 2010 تعترض على أي تقارب مع إسرائيل، بحسب صحيفة "حريت ديلي نيوز" الإسرائيلية.
ونقل عن سيلين ناسي، الكاتبة في صحيفة "حريت" التركية، و"سالوم" اليهودية التركية، قولها إذا كانت التقارير حول الاتفاق المقبل صحيحًا، ووافقت تركيا على تخفيف الحصار ولكن ليس رفعه، إذن "فإنه يمكن أن تكون له تكلفة سياسية مع دائرته السياسية المحافظة هنا في تركيا".
بعد معارضة اسرائيل بشدة في الماضي، أصبح أردوغان في وضع غير مريح، ولكن بسبب الحروب المشتعلة في سوريا، والعراق، والتمرد الكردي المحلي، فضلًا عن العلاقات السيئة مع روسيا والعديد من الدول المجاورة في الشرق الأوسط، رأى أنه لابد من التضحية بشيء.
وأشار سكانزير، إلى أنه من وجهة نظر إسرائيل، فإن الحكومة ترغب في تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية بشكل عام.
وأضاف "لكن لا توجد وسيلة لتطبيع العلاقات الحقيقية مع حكومة أردوغان، إنه من المستحيل تصوره عمليًّا، بالنظر إلى أن تركيا لا تزال دولة إسلامية الحكم ذات علاقات وثيقة مع حماس وغيرها من المنظمات المعادية لإسرائيل".
ولعل الاتفاق يمكن وصفه بأنه أفضل اتفاق "لوقف القتال العلني، في الوقت الذي يتواصل الاختلاف بهدوء على كل شيء تقريبًا".