إنفوجراف.. عرب 48 في إسرائيل يسعون إلى "المساواة"
في تقرير بعنوان "مواطنو الدرجة الثانية في إسرائيل"، سردت مجلة "فورين آفيرز" رؤيتها عن تآكل حقوق عرب 48 وسعيهم للمساواة
دائمًا ما يقول الساسة الإسرائيليين، إن بلادهم "يهودية وديمقراطية"، ولكن يبدو أن تحركاتهم الأخيرة تتخذ منحى لتأكيد يهودية الدولة على حساب ديمقراطيتها، وذلك بعد تآكل كبير في حقوق العرب المقيمين في إسرائيل نتيجة خطوات الحكومة لحرمانهم منها.
وهكذا رأت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية وضع عرب إسرائيل، في تقرير بعددها المنتظر نشره أول شهر يوليو/تموز، تحت عنوان "مواطنو الدرجة الثانية في إسرائيل"، تناقش فيه "معاناة عرب 48 للحصول على حقوق متساوية".
عندما يركز العالم اليوم على الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية، ينصب اهتمامه على مأزق 4 ملايين و600 ألف فلسطيني يعيشيون في قطاع غزة والضفة الغربية، ولكن سؤال مُلِح آخر يطارد السياسات الإسرائيلية، وهو حالة ومستقبل عرب 48 أنفسهم البالغ عددهم مليون و700 ألف شخص يمثلون 21% من سكان الدولة اليهودية.
وبحسب المجلة، تمكن عرب 48 تحسين وضعهم الاقتصادي والاجتماعي وضمان مكان دائم لهم في العملية السياسية للبلاد، ولكن ذلك حتى 2009 عندما بدأ رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو فترته الثانية في منصبه.
ومنذ ذلك الحين، شهد عرب 48 تآكلا في حقوقهم بعد اتخاذ الحكومة الإسرائيلية عددًا من الخطوات لحرمانهم منها، وبات المشرعين الإسرائيليين الذين عرفّوا دولتهم طويلًا بأنها "يهودية وديمقراطية"، يركزون على يهوديتها على حساب ديمقراطيتها.
ورغم ذلك إلا أن عرب 48 في المجمل يعيشون وضعًا أفضل وأرقى وأغنى من أي وقت مضى، ولكن مازالوا يتخلفون عن نظرائهم الإسرائيليين وهو ما يتضح في متوسط الدخل السنوي للعربي وقيمته 27 ألف دولار أمريكي، بينما الإسرائيلي 47 ألف دولار، وقياسًا على ذلك في العديد من المجالات ونواحي الحياة الأخرى.
واستجابة من عرب 48 على انقضاض الحكومة الإسرائيلية عليهم، انطلق جدال بين قادتهم اختلفت فيه الرؤى والطلبات، ولكن تنحصر أجنداتهم السياسية غالبًا في إطارين كل منهما مبني على فهم مختلف لانقسام الهوية العربية الإسرائيلية.
فالإطار الأول يتلخص في تعميق اندماج عرب 48 بالمجتمع والاتحاد مع اليسار الإسرائيلي للدفع نحو المساواة على الساحة القومية، حيث يتخذ ذلك المعسكر من الجنسية الإسرائيلية نقطة بداية له بدلًا من الهوية العربية، مطالبًا بالاعتراف.
ويقترح ذلك الإطار أن المساواة سيتم تحقيقها إذا اعترفت الدولة الإسرائيلية بأن العرب مساوين للمواطنين الإسرائيليين، وبالتالي تشرع في دمجهم بشكل منصف داخل المؤسسات مختلفة المجالات القائمة بالفعل في الدولة.
بينما يتلخص الإطار الآخر في انسحاب الساسة العرب من السياسة الإسرائيلية مرة واحدة، ثم يخلقون ثقافة وتعليما ومؤسسات سياسية مستقلة بهم بدلًا من الإسرائيلية، حيث يتخذ هذا المعسكر من "الهوية العربية" بدلًا من الجنسية الإسرائيلية نقطة بداية له، ليطالب بالتغيير.
ومن هذا المنطلق، ينبغي على الحكومة الإسرائيلية توسيع تمكين العرب في المجتمعات الإسرائيلية، ليحكموا مجتمعاتهم بشكل مستقل عن الحكومة، فعلى سبيل المثال على السلطات أن تشجع المسؤولين العرب بتشكيل المناهج الدراسية للمدارس العربية.
ولفتت المجلة إلى أن العرب يفضلون حاليًا الحل الأول، ولكن رأت أن الاستراتيجية الأفضل هي توليف تلك الرؤى المتواجهة في برنامج موحد، يطالبون من خلال الحكومة الإسرائيلية بدمج العرب داخل البنية السياسية الموجودة حتى إذا تطلب ذلك حكم ذاتهم للعرب في مناطق مثل التعليم والثقافة، وهو ما يضمن حقوق متساوية للعرب والإسرائيليين.
ورأت المجلة أن مستقبل العرب في إسرائيل يعتمد جزء منه على قدرتهم على تخطي تلك الانقسامات الداخلية، والتي أعاقت قدرة القيادة العربية لتحقيق تقدم فعّال وواقعي.
ولكن حسب المجلة، تظل أزمة عرب 48 تكمن في تطورات لا يمكنهم التحكم بها، أولها هو كيفية تعامل نيتانياهو وخليفته مع النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، وثانيها هو بالفعل كيفية تعامل الحكومة الإسرائيلية مع المواطنين العرب.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز