نايجل فاراج .. "مهندس" طلاق بريطانيا والاتحاد الأوروبي
نايجل فاراج، من سمسار لمبيعات السلع إلى زعيم حزب الاستقلال البريطاني ومهندس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
بين عشية وضحاها بات نايجل فاراج، أحد أبرز الأسماء على الساحة السياسية البريطانية، حاليا، لا سيما بعد نجاح حملته لخروج المملكة المتحدة من "التسلط الأوروبي" على حد وصفه.
فدائما كان له صوت معارض، وبشدة، لوجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، فمنذ تزعمه رئاسة حزب الاستقلال البريطاني عمل فاراج بشكل مكثف على الوصول لتلك النتيجة، ، لكن ما هي قصته؟.
ولد نايجل بول فاراج في 1964 في قرية دوون جنوب لندن، وأتم الثانوية في 1982، لكنه قرر عدم الذهاب إلى الجامعة والعمل في التجارة في لندن، وبدأ عمله الأول في بورصة لندن للمعادن، ثم تحول إلى سمسار لمبيعات السلع حتى 2003 حيث أصبح من كبار سماسرة السلع في بريطانيا.
وبالنسبة لنشاطه السياسي، كان فاراج نشطا في حزب المحافظين خلال فترة دراسته، لكنه تحول للتصويت لصالح الحزب الأخضر البريطاني المناهض لفكرة تأسيس الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت، حيث خرج من حزب المحافظين في 1992 احتجاجا على توقيع اتفاقية ماستريخت من قبل حكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور، وكان عضوا مؤسسا لحزب الاستقلال البريطاني في 1993.
والمدهش أن فاراج تم انتخابه ليمثل بريطانيا في البرلمان الأوروبي في 1999، وتم إعادة انتخابه في 2004 و2009 و2014، لكن فتراته لم تخلو من المشاكل، فقد اتهم فاراج ممثل فرنسا في برلمان الأوروبي سنة 2004 جاك بارو باختلاس ما قيمته 2 مليون جنيه إسترليني من الأموال الحكومية لصالح حزبه في فرنسا، وطلب جوسيب بوريل، رئيس البرلمان الأوروبي في ذلك الوقت، من فاراج سحب اتهامه الذي أدلى به علنا خلال جلسة للبرلمان مهددا بـ "تبعات قانونية" قد تطاله بسبب الاتهام.
وفي 2006 انتخب فاراج كرئيس لحزب الاستقلال البريطاني، وفي 2014 قاد فاراج الحزب للفوز بانتخابات البرلمان الأوروبي، ولكنه استقال من رئاسة الحزب بعد فشله في الحصول على مقعد للحزب في مجلس العموم البريطاني، لكنه عاد في منتصف 2015 ليقود زعامة الحزب.
وقد حاول فاراج الترشح لمنصب عمدة لندن في 2012، لكن حزبه نسي وضع اسمه ضمن المتقدمين للترشح واصفا الخطأ "بخطأ تقني داخلي"، وبادر في التركيز مع الحملات المختلفة التي يقودها حزبه.
وقاد فاراج الحملة الشرسة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، حيث أعلن في خطاب للبرلمان الأوروبي أن التبعات السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون أكثر ضررا لأوروبا من بريطانيا نفسها، في إشارة إلى معاقبة أوروبا، واتهم الأعضاء الآخرين في البرلمان بأنهم "لم يعملوا شيئا يذكر في حياتهم".
وقال "عندما أتيت إلى هنا منذ 17 عاما قلت إنني أريد أن أخرج بريطانيا من براثن الاتحاد الأوروبي، الذي عمل دائما على استغلال البلاد سياسيا واقتصاديا، ضحكتم علي، واليوم أرى أنكم لم تعدوا تضحكون" في إشارة إلى أن دول أخرى في الاتحاد تريد الخروج.
ونجح فاراج بالفوز في استفتاء بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث أدى خطابه الموجه إلى البريطانيين البيض المحافظين إلى إشعال النعرة القومية لديهم، واصفا إياهم بمنقذي بريطانيا وأن أمجادها ستعود من جديد، لكن نتيجته تلك خلفت خسائر كبيرة في الاقتصاد البريطاني بالإضافة إلى تزايد حملات الاعتداء على العرقيات والأقليات الأخرى.