"اغتيالات عدن" .. الاسم "داعش" والفعل حوثي
مسؤول حكومي ومحللان سياسيان، رأوها محاولة لخلط الأوراق قبل مؤتمر جنيف
الظهور المفاجئ لداعش باليمن، لم يقنع مسؤول حكومي ومحللين سياسيين، رأوه محاولة لخلط الأوراق قبل مؤتمر جنيف
خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، كان هناك ثلاث حالات اغتيال في عدن، شملت المحافظ ورئيس محكمة أمن الدولة وضابط استخبارات، وقبلها عرضت مشاهد هوليودية لإعدام 19 يمنيًّا في محافظة أبين بطرق مختلفة ما بين التفجير للقارب والذبح والتفخيخ للأجساد وتفجيرها.
كل هذه الأحداث، تبناها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، غير أن هذا الظهور المفاجئ لداعش بالأرض اليمنية، وتكثيف عمليات الاغتيال والقتل، لم يقنع مسؤول حكومي ومحللين سياسيين، واستبعدوا وجود التنظيم، ومالوا إلى أن منفذي هذه العمليات جماعة الحوثيين وجماعات متطرفة يحركها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بهدف خلط الأوراق وإظهار الحكومة ضعيفة قبل الدخول إلى مؤتمر جنيف منتصف الشهر الجاري.
ويقول رئيس مركز الجزيرة والخليج للدراسات الاستراتيجية د. نجيب غلاب: "هذه الأحداث التي شهدتها عدن وابين، هي الخيارات الاستراتيجية التي توعد بها الانقلابيون".
واستبعد غلاب وقوف داعش خلف هذه الأحداث، حتى وإن صدر بيان عنها يقول ذلك، وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة العين: "ما حدث هو من تنفيذ جماعات بيد الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، ويتم تحريكها متى كانت الحاجة لذلك".
غلاب استند في رأيه إلى أمرين، أولهما الاستعجال في تبني المسؤولية عن الأحداث، وثانيهما توقيت الظهور قبل أيام من مفاوضات جنيف، بين المتمردين الحوثيين والحكومة المنتخبة.
وقال: "هذان الأمران معًا يؤكدان، أنه مخطط يهدف لإظهار الدولة بأنها عاجزة وضعيفة ولا أمل في دعم الإقليم والعالم لها وهي رسائل تهدف بالأساس إلى نسفها والدخول إلى جنيف ليس من أجل الالتزام بالقرارات الدولية لمجلس الأمن، ولكن من أجل تفصيل الدولة بمقاسات جديدة"، مشيرًا إلى أن الحالة اللبنانية قد تكون أحد الخيارات التي يراد فرضها وإسقاطها على اليمن.
ويتفق مع الرأي السابق عبد الحكيم هلال المحلل السياسي اليمني، والذي كتب في مقالة له نشرتها شبكة الجزيرة الإخبارية، إن علي عبد الله صالح قام بتوجيه قيادات عسكرية لها علاقة تواصل وعمل مع تنظيم القاعدة، بعضها ذات ولاء مزدوج له وللتنظيم، للعمل كنواة لتأسيس ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" في اليمن، أو "داعش" اليمن.
ويعود هلال للخلق قليلًا، مشيرًا إلى هذا النشاط الذي أسسه صالح، أسفر قبل أشهر عن تفجير بسيارات مفخخة على مساجد محسوبة على الحوثيين، وسرعان ما كانت حسابات إلكترونية على "تويتر" تقوم بتبني تلك العمليات باسم "داعش"، والهدف كان هو اللعب بورقة الطائفية.
وتجد هذه الآراء هوى عند د. الخضر السعيدي محافظ أبين، والذي نفى يوم الأحد في اجتماع مع المكاتب التنفيذية لمحافظته أي تواجد لتنظيم القاعدة أو داعش، رغم تبني التنظيم لإعدام الـ 19 يمنيًّا.
وقال السعيدي: "أبين خالية من أي وجود لعناصر القاعدة وداعش"، وتوعد المخربين بقدرة الجيش مع المقاومة الشعبية على ردعهم، مضيفًا: "دعونا ننتظر الرد على هذه التصريحات بالساعات المقبلة".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز