شيخ الأزهر يدعو إلى إقامة تكتل إسلامي مُوحَّد يشبه الاتحاد الأوروبي
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين يدعو إلى السعي لإقامة تكتل إسلامي موحد يشبه الاتحاد الأوروبي
دعا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام الدكتور أحمد الطيب، الشبابَ والمهمومين بقضية الخلافة، إلى السعي لإقامة اتحاد للدول الإسلامية يشبه الاتحاد الأوروبي.
وقال فضيلة الإمام، في برنامجه التلفزيوني اليومي الذي يبث طيلة شهر رمضان، على التلفزيون المصري وتلفزيون أبو ظبي وقنوات أخرى: رسالتي للشباب ولكل المهمومين بقضية "الخلافة" ألا يهدروا طاقتهم ويضيعوا أوقاتهم في الجري وراء حلم بعيد يصعب كثيرا أن يتحقق، وعليهم أن يصرفوا جهودهم إلى أمر قابل للتحقيق كـأن يكون هناك اتحاد للدول الإسلامية يشبه الاتحاد الأوروبي ولا يقل عنه.
وأوضح الإمام الطيب أن حديث النبي عليه الصلاة والسلام: "من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية" لتشجيع للمسلمين على الاجتماع، الذي لا يُعيِّن صورة واحدة لهذا الحكم.
ومتحدثًا عن نمط الحكم في عهد الخلفاء الراشدين، قال إن "أمة الإسلام في ذلك الوقت كانت مثل أمة الرومان أو أمة الفرس، وكان لها خليفتها الأول سيدنا أبو بكر ثم الخليفة الثاني سيدنا عمر ثم الثالث سيدنا عثمان ثم الرابع سيدنا عليّ، بعد ذلك تغير شكل الحكم ثم عاد بعد ذلك إلى الخليفة".
وأضاف شيخ الأزهر: الأمم آنذاك كانت عبارة عن تكتلات، فكان على المسلمين أن يكونوا تكتلا واحدًا مواجهًا لهذه التكتلات يرأسه أو يديره خليفة.
وفسّر الإمام الأكبر أن الأمة كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون "وَإِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" لا تعني الدولة الواحدة وإنما أمة المسلمين يجمعها دين واحد وشريعة واحدة، بغض النظر عن تفرقهم جغرافيًّا أو كأنظمة في عدة دول، فالكل أمة مسلمة، ولذلك لا يمكن عزل إندونيسيا مثلًا عن أمة الإسلام أو ماليزيا أو مصر.
واعتبر شيخ الأزهر بعض أنظمة الخلافة الإسلامية لم تكن عادلة، قائلًا إن: هذا لا مفر من الاعتراف به، ولكن الأنموذج الأمثل عندنا هو الخلافة الراشدة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعليٍّ الذي كان يقبض على لحيته ويخاطب الدنيا ويقول "يا دنيا غُرِّي غيري قد طلقتك ثلاثاً" حتى إن الشيخ علي عبد الرازق لما طعن على الخلافة وقال إنها استبداد، استثنى فترة الخلافة الراشدة.
وشدد الإمام أحمد الطيب على أن الخلافة ليست نصا في القرآن الكريم وإنما هي فقه واقع، مضيفًا أن الظروف الحالية لا تسمح؛ لأنه لم يعد للمسلمين دولة واحدة جغرافيًّا وإنما أصبحت دولًا، كما أن لكل دولة نمطا معينا من أنظمة الحكم تختاره.
وتابع: كان من توفيق الله أن الإسلام فتح للمسلمين أن يختاروا النمط الذي يناسبهم، فلو أنه قيدنا بنمط معين وتغيرت الدنيا فماذا كنا نعمل الآن، وهذه المرونة تعد من إعجاز الإسلام؛ لأنه لو جاء بصورة محددة وتجاوزها الزمن لأصبحنا بين أمرين: إما أن ترفض إسلامك وتشكك فيه، وإما أن تعيش منقطعًا عن الواقع والحياة.
وكشف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن أنه ليس مع الشيخ علي عبد الرازق في وصفه الخلافة بأنها أمر فيه تعدٍّ وفيه تضييق على الناس، فالإسلام ترك لنا الحرية في اختيار أي شكل من أشكال الحكم ما دام يحقق لنا فلسفة الإسلام في الحكم، وعلى رأسها العدل والمساواة، وتحقيق مصالح الناس، ودفع الضرر عنهم، والفقه الذي هو أنسب للعصر الذي نعيش فيه.