شيخ الأزهر: انتهى زمن تقسيم العالم إلى ديار إسلام وكفر
الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر يؤكد أن تقسيم العالم إلى ديار إسلام وديار كفر هو فكر نشأ في وقت معين سادت فيه الفوضى.
قال فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إن تقسيم العالم إلى ديار إسلام وديار كفر هو فكر نشأ في وقت وظروف معينة لم تعد موجودة الآن، واصفًا مزاعم أن الدين الإسلامي انتشر بالسيف، بأنها "أكذوبة".
وأضاف شيخ الأزهر، الخميس، في برنامجه التلفزيوني اليومي الذي يبث طول شهر رمضان، على التلفزيون المصري وتلفزيون أبوظبي وقنوات أخرى، أن لفظ "السيف" ليس من مفردات القرآن الكريم، وهو بمثابة الأمر العجيب في كتاب نزل على مجتمع تقوم فلسفته الاقتصادية والاجتماعية على منطق السيف، ومع ذلك لم يشر في أي من آياته إلى السيف.
وأوضح شيخ الأزهر أن القرآن لم يذكر سوى كلمة الرمح وفي موضوعات بعيدة عن القتال، مشيرا إلى أن القرآن ذكر الحرب بمشتاقاتها ٦ مرات فقط، مقابل ذكره للسلام ١٤٦ مرة، وهو ما يؤكد أن لغة الإسلام تكره الحرب وسيرتها وأدواتها.
وشدد فضيلة الإمام على أنه لا يصح الحكم على الأديان إلا بنصوصها، ردًّا على من يقسمون العالم إلى دار إسلام ودار كفر.
وأكد الدكتور أحمد الطيب أن ذلك التصنيف لم يرد في القرآن أو في السنة أو لدى أصحاب النبي، وإنما منشأه كان واقعًا عاشه العالم عندما سادت الفوضي في العلاقات الدولية، حيث اضطر المسلمون حينها أن يقولوا بلادنا دار إسلام، أما البلاد الأخرى المتربصة بالإسلام وببعضها البعض، فهي دار كفر.. لكن واقعنا تغير.
وشدد شيخ الأزهر على أن الواقع الذي نبع منه ذلك التصنيف تغير إلى الوضع الحالي للعلاقات السلمية الدولية، لذلك فإنها مقولات ذهبت لمهب الريح.
وحول حديث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ((بعثت بين يدي الساعة وجعل رزقي في ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن تشبه بقوم فهو منهم))، قال شيخ الأزهر إن "هذا الأمر قتل بحثا، ومعروف أنه حديث غير مأخوذ به"، لافتًا إلى أنه "حديث رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وهو المسند الذي اشتمل على الحديث الصحيح والضعيف والموضوع".
وعن قول البعض إن الحديث نفسه ورد في صحيح البخاري، قال شيخ الأزهر إن "الإمام البخاري لم يروه مثل بقية الأحاديث التي وضع لها شرطان في عنوان صحيحه، وهي أن تكون مسندة وصحيحة؛ حيث لم يروى هذا الحديث بطريقة روي عن فلان عن فلان، ولكنه قال يذكر أن فلانًا قال كذا، وهو ما يجعل الحديث من تعليقات الإمام البخاري التي لا سند متصل لها ومن ثم يسقط عنها الإسناد".
وأضاف الإمام الطيب، أن الحديث نفسه يعارض أكثر من ١٠٠ آية في القرآن الكريم تقول إن النبي بعث رحمة للعالمين وليس بالسيف، مشددًا على أن الحديث إذا عارض القرآن يستبعد تمامًا.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIxNiA= جزيرة ام اند امز