هل تتأثر السينما الإنجليزية بالخروج من الاتحاد الأوروبي؟
السينما الإنجليزية أصبحت في الآونة الأخير ملاذا كبيرا لصناعة أفلام هوليوود كبيرة الإنتاج وانشغلت استوديوهاتها بالعمل
السينما الإنجليزية ربما تكون من أولى ضحايا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث أصبحت في الآونة الأخير ملاذا كبيرا لصناعة أفلام هوليوود كبيرة الإنتاج، وانشغلت استوديوهاتها بالعمل.
كما أن السينما الإنجليزية ذات المستوى الفني المميز، كانت تتمتع بدعم صندوق المجموعة الأوربية للسينما، لكن كل هذا سينتهي مع خروج الأسد الإنجليزي من المجموعة الأوروبية.
عندما زار الأمير هاري ولي العهد استوديوهات "بينوود" بصحبة أطفاله مؤخرا بمناسبة تصوير الجزء الثامن من فيلم "حرب الكواكب" على أرض إنجلترا، لم يكن يعلم أن الفيلم قد يتوقف تصويره قبل الانتهاء منه.
وهذا ما يمكن أن يحدث للفيلم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ حيث لم تقدم شركة "ديزني" على تصوير فيلمها ضخم الإنتاج في بريطانيا حبا في الشاي الإنجليزي، ولا بحثا عن حرفية عالية في مجال السينما غير موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، بل أقدمت على تلك الخطوة مثلها مثل العديد من شركات الإنتاج الكبرى في هوليوود بحثا عن الربح والمزيد من الربح.
إذا كانت الاستوديوهات البريطانية تعمل بكامل طاقتها منذ مدة لتنفيذ أعمال درامية أمريكية، (هاري بوتر، وجيمس بوند، وأفلام من سلسلة حرب الكواكب، ومسلسل لعبة العروش)، فإن هذا يعزى للسياسات الضريبية الأوروبية التي تطبق في بريطانيا.
فتلك السياسات تتيح المزيد من الربح للشركات الكبرى، إذا استثمرت أموالها في بريطانيا، عما لو استثمرت في الولايات المتحدة، وتصل النسبة التي من الممكن أن توفرها الشركات الأمريكية بالاستثمار في بريطانيا إلى حوالي 25 سنتا لكل جنيه استرليني مستثمر، هذا بالإضافة إلى إعفاءات تمنح لمقاطعات إنجليزية إذا تم الاستثمار على أرضها من قبل الاتحاد الأوروبي، لتراجع النشاط الاقتصادي بتلك المقاطعات.
فعلى سبيل المثال تم تصوير الجزء الأخير من مسلسل "لعبة العروش" في إيرلندا الشمالية (عضو في الاتحاد البريطاني مع اسكتلندا)، نتيجة الدعم الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي للأعمال الإبداعية على أراضي الاتحاد.
وقدر حجم الإنتاج السينمائي الهوليوودي الذي تم نقله لبريطانيا من أجل الاستفادة من الإعفاءات الضريبة التي تتيحها الحكومة البريطانية بحوالي 10% من إنتاج هوليوود، وكانت تلك الإعفاءات الممنوحة، تمول في جزئها الأكبر من قبل الاتحاد الأوروبي، وبعد خروج بريطانيا، فإن هناك شكا كبيرا أن تستطيع الحكومة البريطانية الجديدة تمويل هذا العجز في الضرائب بنفسها.
ووفقا للإحصائيات الرسمية، فإن حجم العاملين في قطاع الإنتاج السينمائي في بريطانيا وصل إلى 70 ألف شخص، وهو ما زاد بمقدار 200% مقارنة بعدد العاملين في القطاع عام 1996، وترجع تلك الزيادة إلى إقبال هوليوود على العمل في بريطانيا.
وإلى جانب الإقبال الأمريكي على تصوير الأفلام في بريطانيا، الذي يهدده الخروج من الاتحاد الأوروبي، هناك الدعم الذي يقدمه الاتحاد للسينما الإبداعية، مثل أفلام المخرج "كين لوتش"، الذي فاز فيلمه الأخير "أنا دانيل بلاك" بسعفة كان الذهبية هذا العام.
كما أن أفلام بريطانيا وإيرلندا واسكتلندا لن تدخل السوق الأوروبية بنفس السهولة السابقة، ويجب عليها (إذا لم تنفصل إيرلندا واسكتلندا عن بريطانيا) توقيع اتفاقية خاصة مع الاتحاد الأوروبي من أجل تسويق الأفلام في أرضي الاتحاد
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4yNTAg جزيرة ام اند امز