الحكومة الفرنسية تتخلى عن مشروع حق الانتخاب للأجانب
المعارضة الفرنسية رأت في القرار خذلانًا لثقة الشعب في الحكومة
رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويال فالز يعلن عن تخلي الحكومة نهائيًّا عن مشروع قانون حق انتخاب للأجانب.
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويال فالز عن تخلي الحكومة نهائيا عن مشروع قانون حق انتخاب للأجانب، وهو المشروع الذي أدرجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند ضمن الستين وعدا انتخابيا في حملته الرئاسية السابقة، في محاضرة بجامعة العلوم السياسية بباريس أمس.
رئيس الوزراء الفرنسي أكد في كلامه أنه ليس من الممكن تمرير مثل هذا القانون، بل على العكس الأولوية هي البت في موضوع منح الجنسية والاهتمام بالأمن والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وأخيرًا قال: إن مثل هذا القانون لن يكون ضمن البرنامج الانتخابي لحزبه بسنة 2017.
هذا التصريح أشعل الحوارات والتعليقات في الشارع الفرنسي؛ فبالنسبة للمعارضة هو دليل واضح على عدم المصداقية، وبالنسبة للناخب فهو خذلان للثقة الممنوحة للحزب الحاكم.
السؤال اليوم هو؛ ما تداعيات هذه المواقف على الناخب العربي، الذي دلت جل الدراسات أنه يساري الهوا؟ وأين سيكون ملاذه الانتخابي والانتخابات على الأبواب؟
في قراءة لإحصاءات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية والمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية بفرنسا؛ فإن الأجانب المقيمين يمثلون 6% من إجمالي الفرنسيين، ثلثهم من العرب، وأكثر من 80% منهم فوق العشرين سنة، وهو ما يمثل مليون صوت انتخابي، أي ما يصل إلى 5% من إجمالي قاعدة الناخبين.
نذّكر أنه على إثر الانتخابات الرئاسية السابقة، وبحلول شهر رمضان؛ استهل الرئيس الفرنسي كلامه بـ "شكرا" للجالية العربية والمسلمة، وحسب المعهد الفرنسي للرأي العام؛ فإن هولند نجح في الانتخابات بفضل هذه الجالية، حيث منحته 57% من أصواتهم في الدور الأول، و 82% في الدور الثاني، في المقابل فإن هولند وعد بتمرير قانون الانتخاب للأجانب، ولكن الواقع كان غير ذلك.
فلم يمر إلا 6 أشهر من الانتخابات، وبالتحديد بشهر نوفمبر 2012؛ حتى قال هولند في لقاء صحفي: إنه لا يجد الوقت مناسبًا لتمرير القانون الذي من شأنه أن يقسم الوحدة بين الفرنسيين، يومها فسر البعض ذلك بأنه تلقى ضغطا من مجلس الشيوخ، كما علل آخرون بأن القانون يتطلب تغيير بند كامل في الدستور، وهو ما يعني موافقة أكثر من 3/5 من البرلمان، هولند أشار أيضا أنه لا يريد أن يلجأ إلى الاستفتاء؛ تعللا بأن هناك أولويات وتحديات أخرى أهم.
على مستوى الشارع الفرنسي؛ فإن 54% من الفرنسيين يوافقون على منح الأجانب الحق في الانتخابات البلدية وانتخابات البرلمان الأوروبي فقط.
أخيرًا؛ فإن الناخب العربي لم ولن يفقد وزنه بالمجتمع الفرنسي؛ بل هي الحكومة التي فقدت المصداقية والثقة، مع تراجع شعبيته بشكل كبير؛ حيث إن 82% اليوم من الفرنسيين لا يمنحونه الثقة، و 63% منهم لا يمنحون الثقة لرئيس الوزراء، حتى السياسيين اليوم يتهكمون على هولند، على غرار جون لوك ميلونشون رئيس حزب أقصى اليسار، الذي يقول: إن هولند اصبح يمينيا أكثر من اليمين، وسركوزي الذي طالما يردد: أنت الرئيس ولست أنا.. على الأقل إلى حد الآن.