بأي حال عدت يا عيد.. هذا لسان حال الفلسطينيين في بلدة دورا بالخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة
بأي حال عدت يا عيد.. هذا لسان حال الفلسطينيين في بلدة دورا بالخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، الذين وجدوا أنفسهم فجر أول أيام عيد الفطر عرضة للاعتداء من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أصابت 35 منهم بالرصاص والغاز المدمع.
وقال الناشط الحقوقي عماد الجعبري لـ"بوابة العين": "ما جرى مأساوي، في غمرة التجهيز لصبيحة العيد اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة بلدة دورا، وشنت حملة دهم تخللها مواجهات اطلقت خلالها تلك القوات الأعيرة النارية والمعدنية، ما أدى إلى إصابة 35 فلسطينيا.
وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني فإن 5 مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي، أحدهم حالته حرجة، و10 بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، إلى جانب نحو 20 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأشار الجعبري : "بدلا من تزاور الأرحام كما كل عيد، وجد العشرات أنفسهم إما في المستشفيات أو عرضة للتنكيل، أو يبكون فقدان أحبائهم بعد الاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال".
واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان فلسطينيين من الخليل، هم: علاء رائد زغير، ورمزي جمال دنديس، وأنس حاتم قفيشة، وهو نجل برلماني من حركة حماس.
تدمير المنزل في العيد
وجعٌ آخر تترقبه عائلة الشهيد محمد طرايرة من بلدة بني نعيم شرقي الخليل جنوب الضفة المحتلة، التي وجدت نفسها بدلا من استقبال الزوار في العيد، منشغلة في إخلاء المنزل بعدما تلقت إخطارا من قوات الاحتلال بهدمه يوم غد الخميس ثاني أيام عيد الفطر.
وقال الناشط الجعبري إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشهيد طرايرة، وسلمت العائلة المكونة من 8 أفراد، إخطارا بهدم المنزل المكون من طابقين بمساحة 250 مترًا مربعًا ويقطنه ثمانية أفراد.
وكان طرايرة (19 عامًا)، نفذ يوم الخميس الماضي، عملية طعن في مستوطنة "كريات أربع" المقامة على اراضي الفلسطينيين في الخليل، أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخر بجراح خطيرة؛ قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال الذي اعتقل لاحقا شقيق وشقيقة الشهيد.
حظر التجول
التنغيص الإسرائيلي على العيد الفلسطيني، لم يتوقف عند ما جرى في بلدة دورا، فعشية العيد فرضت قوات الاحتلال الليلة الماضية حظرا جزئيا للتجوال على بلدة حوارة جنوب نابلس، وأجبرت المحال التجارية وسط البلدة على إغلاق أبوابها، بالرغم من حركة التسوق والشراء استعدادا للعيد.
وقال الناشط سائد المصري لـ"بوابة العين" إن الاحتلال برر فرض التجول بتعرض سيارات المستوطنين للرشق بالحجارة؛ معتبرا أنها حجة ملفقة لتبرير التنغيص على المواطنين في عيد الفطر.
المعاناة على الحواجز
ويواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، معاناة كبيرة، خلال التنقل بين القرى والبلدات الفلسطينية بسبب عشرات الحواجز التي تنتشر على الطرقات وتحول تلك المدن إلى كانتونات منعزلة.
ويؤكد المواطن سامح حمدان إنه طوابير طويلة اصطفت على حاجز 300 شمال بيت لحم، كنموذج لما تواجه حركة التنقل من معاناة وتنكيل خلال العيد.
وأضاف حمدان "إذا سلمت من الحواجز الثابتة لن تسلم من الحواجز الطيارة، حيث يتم إيقاف السيارات وتفتيش ركابها والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية وإعاقة تنقلهم ...".
ويؤكد نائب مدير وحدة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ياسر عبد الغفور، أن عدد الحواجز الثابتة المنصوبة في الضفة الغربية تزيد عن 100 حاجز من بينها 57 حاجزا داخليا منصوبة في عمق الضفة الغربية، بعيدا عن الخط الأخضر، بينها 17 حاجزا منصوبة في منطقة H2 في الخليل، التي يوجد فيها نقاط استيطان إسرائيلية.
ولفت إلى أن هناك 39 حاجزا من بين الحواجز الثابتة تعتبر نقاط فحص أخيرة قبل الدخول إلى إسرائيل، أشبه ما تكون بمعابر دولية، ما يحول بلدات الضفة إلى كانتونات منعزلة.
وأشار عبد الغفور في حديثه لـبوابة "العين" إلى أن العيد جاء والخليل جنوب الضفة تخضع لحصار، تم بموجبه إغلاق 26 طريق بالكتل الإسمنتية أو الكثبان الرملية أو الأسلاك الشائكة.
ويؤكد أنه بطبيعة النسيج الاجتماعي فإن العائلة الفلسطينية متداخلة وموزعة ليس فقط بين مدن وتجمعات الضفة والقدس، بل حتى وقطاع غزة، ما يعني أن العيد مناسبة جديدة لتجرع الألم والمرارة خلال التنقل على الحواجز.
صلاة العيد بالأقصى
حواجز الاحتلال وإجراءاته المعقدة في القدس تحديدًا لم تحل دون مشاركة نحو 150 ألف مصلٍ، في صلاة عيد الفطر في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر كسواني إن قرابة 150 ألف مصلٍ أدوا صلاة العيد في الأقصى، رغم العراقيل التي تضعها قوات الاحتلال ومنعها غالبية أهالي الضفة من الوصول إليه، حيث يقتصر الأمر على أهالي القدس والداخل الفلسطيني وبعض الزائرين من الجاليات العربية والإسلامية.
كما تجوّل في رحاب الأقصى مهرجون، نظموا فعاليات ترفيهية للأطفال، لمناسبة العيد.
وشهدت البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة تدفقا للمواطنين، والعائلات، والأطفال منذ ساعات الصباح الأولى، للمشاركة في صلاة العيد.
aXA6IDMuMTUuMTM4LjIxNCA= جزيرة ام اند امز