القمة العربية الثلاثون اختتمت أعمالها في تونس في ظل أوضاع عربية وإقليمية بالغة التعقيد
اختتمت القمة العربية الثلاثون أعمالها في تونس في ظل أوضاع عربية وإقليمية بالغة التعقيد، ورغم الأصوات المتشائمة من القمم العربية إلا أنها أثبتت نجاحها انطلاقاً من رغبة واضحة من زعماء الدول في طي صفحات الخلاف والانتقال إلى مرحلة جديدة من التضامن العربي الذي تنشده الشعوب.
وقد اتفق أغلب الزعماء العرب على قضايا المنطقة الرئيسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهضبة الجولان السورية والتهديدات الإقليمية التي تواجه المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج.
وقد عقدت القمة في تونس التي تحظى بمكانة عربية هامة من حيث دعم القضية الفلسطينية منذ البدايات، وتغلبها على موجة ما عرف بالربيع العربي والمد الإسلامي الذي لا يزال يهدد دولاً عربية أخرى، بالإضافة إلى علاقاتها العربية المستقرة مع جميع الدول العربية بلا استثناء؛ هذا ما أعطى زخماً إضافياً إليها ما أتاح المجال لتعزيز فرص الخروج بنتائج ملموسة.
لا يختلف اثنان على أن استمرار الخلافات العربية يسهم في إضعاف الموقف العربي وأتاح التدخل في شؤون المنطقة ما ولد أزمات لا يمكن تداركها إلا بتعزيز العمل المشترك عسكرياً وسياسياً واقتصادياً حتى تغادر المآسي الإنسانية عالمنا العربي.
إن التحديات التي تواجه الأمة العربية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بلغت من الحد ما يدركه جميع القادة العرب ما ولد إصراراً ورغبة بأن يعود العرب إلى مسك زمام المبادرة في قضاياهم عوضاً عن استجداء الدعم من أطراف خارجية لها أطماع واضحة.
وقد كانت اللغة المستخدمة جلية المعاني منذ الجلسة الافتتاحية التي رفضت تدخل كل من إيران وتركيا في شؤون العرب الداخلية، من خلال دعمها أطرافاً داخل هذه الدول من أجل زعزعة الاستقرار والتسبب في فوضى خلاقة في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية.
إن القضية الفلسطينية لا تغيب عن الاجتماعات العربية، لكنها عادت إلى مكانها الطبيعي في المرتبة الأولى، منذ قمة القدس في المملكة العربية السعودية واستكمالاً بقمة العزم والتضامن في تونس، بعد أن شهدت تراجعاً في 2011 وما تلاه من تداعيات الربيع العربي، فتونس لها دور خاص ومكانة كبيرة في إعادة القضية إلى سلم الأولويات العربية لمساعدة الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة في بناء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد تتعدد القراءات لمسار العلاقات العربية في وقت يشهد فيه العالم مخاضاً خطيراً يلقي بظلاله على النظام الإقليمي العربي الذي يعد الأضعف في ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها من اضطرابات ونزوح ولجوء وعنف وإرهاب؛ لكن الصوت الأكثر منطقية يميل إلى وحدة موقف عربي تلوح في الأفق.
لا يختلف اثنان على أن استمرار الخلافات العربية يسهم في إضعاف الموقف العربي وأتاح التدخل في شؤون المنطقة ما ولد أزمات لا يمكن تداركها إلا بتعزيز العمل المشترك عسكرياً وسياسياً واقتصادياً حتى تغادر المآسي الإنسانية عالمنا العربي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة