3 أسباب وراء هروب أمير قطر من القمة العربية في تونس
الروايات حول أسباب المغادرة في طريقة أشبه بالهروب تعددت، إلا أن إعلام "الحمدين" وحسابه في "تويتر" فضحا السبب الحقيقي للهروب.
بعد غياب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن القمة العربية السابقة في مدينة الظهران السعودية، والقمة الخليجية في الرياض ديسمبر/كانون الأول الماضي، وحضوره لدقائق في القمة العربية التنموية في بيروت قبل ٣ أشهر، بأوامر إيرانية دعما لحزب الله الإرهابي، غادر تميم القمة العربية الثلاثين في تونس، الأحد، بعد دقائق من انطلاقها.
- قمة تونس.. أمير قطر يغادر "الصف العربي" إرضاء لتركيا وإيران
- حضور لدقائق وسيارات للدعاية.. فضائح أمير قطر في قمة بيروت
ورغم تعدد الروايات حول أسباب المغادرة في طريقة أشبه بالهروب، فإن إعلام "الحمدين" وحسابه في "تويتر" فضحا السبب الحقيقي للانسحاب.
ويملك تميم سجلا أسود مع القمم العربية والخليجية يتراوح بين الغياب والهروب والمواقف المخزية، في تصرفات تساهم في تكريس عزلته، وتكشف انشقاقه عن الصف العربي والخليجي لصالح حلفائه التي باتت تدخلاتهم في شوؤن الدول العربية أحد أبرز أسباب مشاكل المنطقة وعدم استقرارها.
وغادر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مقر انعقاد القمة العربية بالعاصمة التونسية، بعد أقل من ساعة على انطلاق أعمال جلستها الافتتاحية.
وشوهد تميم وهو ينسحب من الجلسة الافتتاحية أثناء كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
وتعددت الروايات حول الأسباب ما بين أنها كانت مغادرة مبرمجة، وليست مفاجئة، أو جاءت احتجاجا على توجيه أبو الغيط انتقادات لتركيا وإيران.
والمدقق للحظة خروج أمير قطر من قاعة القمة وكأنه يهرب أثناء كلمة أبو الغيط، يكتشف أنه غادر قبل توجيه الأمين العام لجامعة العربية انتقادات لتركيا وإيران.
اتهامات لحلفائه
لكن مصادر دبلوماسية أكدت أن كلمة أبو الغيط كانت موزعة مكتوبة على القادة في القمة، وهو ما يعني أن أمير قطر انسحب بعدما قرأ الكلمة، لذلك كان قرار المغادرة قبل توجيه اتهامات لحلفائه الأتراك والإيرانيين، وانتقادات ضمنية لبلاده تفاديا لأي إحراج، ولا سيما أن القاصي والداني يعرف العلاقات التي تربط ثلاثي الشر في المنطقة (قطر وتركيا وإيران).
هذا الترجيح فضحه الهجوم الإعلامي الشديد من إعلام تنظيم الحمدين على أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وعلى كلمته في قمة تونس بل ومحاولة النيل منه على خلفية انتقاده لتركيا وإيران.
وتحت عنوان "أبو الغيط.. خطاب الهروب من قضايا الأمة" انتقدت جريدة "الشرق" القطرية الموالية لتنظيم الحمدين قيام أبو الغيط بما وصفته بـ"استعداء جيران العرب"، وحددتهم صراحة (تركيا وإيران).
وتُعَد قطر حليفا وثيقا لكل من تركيا وإيران وداعما رئيسيا لمشروعهما التوسعي بالمنطقة العربية، وتحتفظ تركيا بقاعدة عسكرية تتمتع بصلاحيات استعمارية في العاصمة القطرية الدوحة.
وكان أبو الغيط وجه انتقادات لإيران وتركيا وانتقادا ضمنيا لقطر، قائلا في كلمته: "حاجتنا تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضى لمفهوم جامع للأمن القومي العربي.. نتفق عليه جميعاً، ونعمل في إطاره.. مفهوم يُلبي حاجة دولنا.. كل دولنا.. إلى الاستقواء بالمظلة العربية في مواجهة اجتراءات بعض جيراننا، والتدخلات الأجنبية في شئوننا، ومخططات جماعات القتل والإرهاب للنيل من استقرارنا".
وأكد أن "التدخلات من جيراننا في الإقليم، وبالأخص إيران وتركيا، فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل.. ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية".
وتابع: "نرفض كافة هذه التدخلات، وما تحمله من أطماع ومخططات.. ونقول بعبارة واضحة إن ظرف الأزمة هو حال مؤقت، وعارض سيزول طال الزمن أم قصر.. أما التعدي على التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدتها الترابية، فهو أمر مرفوض عربياً بغض النظر عن المواقف من هذه القضية أو تلك".
وشدد على أنه "من غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية في شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع إمبراطورية في الهيمنة والسيطرة".
حسابه في "تويتر"
أمير قطر هرب من القمة قبيل أن يستكمل أبو الغيط كلمته، وحتى لو كانت مغادرته مبرمجة، فقد استبق التوقيت الذي كان يجب أن يغادر فيه، وخرج بطريقة مهينة له ومثيرة للبلبلة.
وساهم أيضا في اتخاذه هذا القرار تجاهله من معظم القادة العرب، وعدم استقباله بحفاوة، وهذا هو المشهد الثاني الذي يرجح تلك الفرضية.
المبرر الثالث يمكن استنتاجه بمطالعة حساب أمير قطر في "تويتر" ، يلاحظ أنه هو نفسه لم يغرد عن مشاركته في القمة العربية، على خلاف أي حدث أو فعالية يشارك فيها، مثل القمة العربية التنموية في بيروت يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما يعكس وجود حالة غضب من تلك المشاركة، التي كشفت حجم العزلة التي يعانيها والمكانة التي وضع بلاده فيها بسياساته.
ورغم أن بعض المصادر في تونس قالت إن مغادرة أمير قطر كانت مقررة ومبرمجة، فإن ذلك لم يرض فضول الإعلام، مما دفع البعض إلى توجيه أسئلة خلال المؤتمر الصحفي الختامي المشترك بين أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوى.
وردا على سؤال لأحد الصحفيين، قال الجهيناوى: "إن أمير قطر جاء خصيصا لتمثيل قطر.. حضر الجلسة الافتتاحية وقرر مغادرة القمة بعد الاستماع للكلمات الافتتاحية"، دون أن يوضح إن كان هذا القرار مفاجئا أو مبرمجا".
ولكن مراسلة "شبكة موزاييك" التونسية المحلية هاجمت تصرفات أمير قطر، قائلة: "إنه يجب فرض احترام كل القادة للقمم العربية.. وعلى الأقل إلقاء كلماتهم قبل مغادرة أي قمة عربية في تونس أو غيرها من الدول المضيفة لـعدم إثارة البلبلة".
وأضافت "بررتم موقف مغادرة أمير قطر بحرية شخصية لكنه لم يلق الكلمة، وأرى في ذلك عدم احترام لبقية القادة العرب ولقمة تونس.. لأنه، أحببتم أم كرهتم، أثار البلبلة وشوش على القمة".
تخبط وفشل متواصل
التخبط الذي ظهر في تصرفات أمير قطر بقمة تونس، أضحى نهجا متواصلا ومستمرا، تكرر أيضا في كل القمم السابقة، التي تراوحت مشاركاته فيها ما بين الغياب والهروب والمواقف المخزية.
سبق أن اعتذر أمير قطر عن عدم حضور "القمة العربية التنموية.. الاقتصادية والاجتماعية" في بيروت 20 يناير/كانون الثاني الماضي، ثم عاد وعدل رأيه وقرر المشاركة، وعندما وصل إلى بيروت غادرها بعد دقائق من انطلاقها دون الوجود في فعالياتها.
تلك التصرفات أرجعها المراقبون آنذاك لعدد من الأسباب، أولها أن تلك المشاركة جاءت بأوامر إيرانية دعما لحزب الله الإرهابي المسيطر على القرار السياسي في لبنان بقوة.
وشجع أمير قطر على الحضور تأكده من غياب قادة الدول العربية عن قمة بيروت، حيث لم يشارك فيها سواه، إضافة إلى رئيسي لبنان ميشال عون وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز، الذي ستترأس بلاده القمة المقبلة، وبات معروفا أن تميم يخشى لقاء القادة العرب نتيجة تصرفات وسياسات نظامه الداعمة للإرهاب والمزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما تأكد بهروبه في قمة تونس.
وقطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين)، في يونيو/ حزيران من 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.
وكان أمير قطر قد غاب عن القمة العربية التي أقيمت في مدينة الظهران السعودية، 15 أبريل/ نيسان الماضي، ثم غاب أيضا عن القمة الخليجية الـ39 في الرياض 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقمة تلو أخرى، تفوت قطر الفرصة تلو الأخرى للعودة إلى الصف العربي والخليجي، وتستمر في غيها وسياساتها المستهجنة دوليا، فتعمق أزمتها، وتزيد عزلتها، وتفاقم مشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
aXA6IDE4LjIyMS42OC4xOTYg جزيرة ام اند امز