حضور لدقائق وسيارات للدعاية.. فضائح أمير قطر في قمة بيروت
لم تمر دقائق على ظهور أمير قطر في القمة العربية الاقتصادية ببيروت حتى بدأت هاشتاقات رافضة لزيارته ومحاولات تلميعه
تلقى إعلام تنظيم الحمدين وذبابه الإلكتروني صدمة قاسية بعد فشل محاولة تلميع مشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في القمة العربية التنموية في بيروت؛ إذ جاءتهم صفعة مزدوجة من الإعلام اللبناني والمغردين.
- انتفاضة إلكترونية تدعم "أمير الدبلوماسية" ضد مرتزقة "الحمدين"
- انتهاكات ممنهجة.. تنظيم "الحمدين" يعتقل أحد أبناء قبيلة الغفران ونجله
وسيطرت صورة لمانشيت إحدى الصحف اللبنانية يحمل عنوان (قمة بلا رؤساء) على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم تداول صور لمحاولات قطرية لتلميع أميرها، عبر استئجار سيارات ووضع صورته عليها، والترويج على أنها للحفاوة به.
حرب هاشتاقات
وأطلق الذباب الإلكتروني لتنظيم الحمدين، هاشتاقًا ترويجيًا لمشاركته في قمة بيروت، تحت عنوان #تميم_يجعلها_قمه_بحضوره، إلا أن مغردين لبنانيين وعربا ردوا بسلسة هاشتاقات أبرزها #تميم_يجعلها_نقمه_بحضوره، و#قمة_المبعوثين_في_بيروت.
المغردة اللبنانية هيا غادي استنكرت زيارة أمير قطر لبلادها، قائلة: "شو اللي جابه هنا لبيروت نحن مو ناقصين اللي فينا مكفينا".
أما المغرد قس بن ساعدة فنشر صورة مانشيت جريدة النهار "صدمة بيروت.. قمة بلا رؤساء"، وغرد قائلا: "حاول تميم أن يعوض بعضًا من خيبته والعزلة الذي يعيشها وتعيشها قطر الفترة الماضية بحضور قمة بيروت".
وأضاف: "لكن حضوره انقلب خيبة ولا أحد من زعماء العرب حضر القمة حتى أن صحيفة النهار لم تعتبر تميم حاكم دولة أصلاً".
المانشيت نفسه نشره شافي بن سالم آل شافي، معلقًا عليه: "عندما يكون حزب الله الإرهابي هو صاحب السلطة في لبنان ويقدم مصلحه إيران على مصلحة بلاده تكون هذه النتيجة. #قمة_المبعوثين_في_بيروت".
بدوره، ذكر المغرد الدكتور صالح الفهد: "قمة بالعربي ما فيها ولا رئيس وتميم لا يعتبر رئيسا لأن من يقوده هم تركيا والإخونج وهو من سلّم بلده لهما! #قمة_المبعوثين_في_بيروت".
المغرد بندر العنزي أعاد نشر صورة تغريدة رئيس حزب التوحيد العربي وزير البيئة اللبناني السابق وئام وهاب، الذي قال فيها: "لا أهلاً ولا سهلاً بأمير دعم الإرهاب في بيروت الذي دمر سوريا وليبيا وحاول تدمير مصر.. شريك المحتل التركي وراعي الإخوان المنافقين".
وقال العنزي: "#قمه_المبعوثين_في_بيروت، لا أحد من النخب السياسية يرحب بتميم في لبنان، لأنهم لا يعتبرونه إلا داعما وناشرا للإرهاب وخادما عند الخميني".
فضيحة سيارات الأجرة
لم تتوقف فضائح تميم في قمة بيروت على إبراز مشاركته؛ بل كثف مغردون من إظهار استئجار بعض السيارات لوضع صورته عليها.
وهنا أبرز المغرد أحمد المري فضيحة تنظيم الحمدين باستئجار تكاسي (سيارات أجرة) لبنانية لوضع صورة أمير قطر عليها، مشيرا إلى أنها أصبحت لعبة واضحة.
وقال المري: "بالله أحد يكلم عزمي يقوله ترى فكرة التكاسي والترويج من خلالها صارت موضة قديمة.. في كل زيارة يكررها".
الإعلامي السعودي منصور الخميس بدوره بث فيديو للسيارات المستأجرة من الدوحة، وهي تبث شيلات قطرية، مشيرا إلى أنها فضحتهم.
وقال الخميس: "لو كنت مكان الموظف الذي أشار على السفير القطري بتشغيل شيلات في شوارع بيروت لاقترحت تسجيل دبكة لبنانية حتى تكون مقنعة أكثر بأن الشعب اللبناني يرحب فعلا بالدولة التي تسببت في تدمير سوريا ونزوح الآلاف من السوريين إلى لبنان".
وعن فضيحة استئجار السيارات، غرد عزيز عبدالله قائلا: "تميم حاول يستغل الفرصة في ظل عدم وجود رؤساء الدول بأن يحاول جذب الأنظار بدعاية رخيصة جدا".
في السياق نفسه، غردت نوره العلياني مخاطبة تميم، قائلة: "تخيل أنك تنفق مليارات على الإعلام وتشويه صورة الدول المحيطة بك وحكامها، وأخرتها العالم كله يزداد احترامه لهم وأنت شعبيتك عبارة عن صورة على تاكسي".
تخبط وفشل
وفي وقت سابق، اعتذر أمير قطر عن عدم حضور "القمة العربية التنموية.. الاقتصادية والاجتماعية" في بيروت، ثم عاد وعدل رأيه وقرر المشاركة، وعندما وصل إلى بيروت الأحد غادرها بعد دقائق من انطلاقها دون التواجد في فعالياتها.
تصرفات أمير قطر قبيل وخلال القمة العربية التنموية في بيروت، عكست حالة التخبط والضياع التي يعيشها تنظيم الحمدين، تلك التصرفات يرجعها المراقبون لعدد من الأسباب، أولها أن تلك المشاركة جاءت بأوامر إيرانية دعما لحزب الله الإرهابي المسيطر على القرار السياسي في لبنان بقوة السلاح، وفرض الأمر الواقع، ويعطل تشكيل حكومة حتى اليوم، الأمر الثاني هو رغبة أمير قطر في كسر العزلة المفروضة عليه، منذ مقاطعة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب لنظامه منذ 5 يونيو/ حزيران 2017.
الأمر الثالث الذي شجع أمير قطر على الحضور تأكده من غياب قادة الدول العربية عن قمة بيروت، حيث لم يشارك فيها سواه، إضافة إلى رئيسي لبنان ميشال عون وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز، والذي ستترأس بلاده القمة المقبلة، وبات معروفا أن تميم يخشى لقاء القادة العرب نتيجة تصرفات وسياسات نظامه الداعمة للإرهاب والمزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان أمير قطر قد غاب عن القمة العربية التي أقيمت في مدينة الظهران السعودية، 15 أبريل/ نيسان الماضي، ثم غاب أيضا عن القمة الخليجية الـ39 في الرياض 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتتكرس تلك العزلة قمة بعد قمة.
وقطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين)، في يونيو/ حزيران من 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.