انتفاضة إلكترونية تدعم "أمير الدبلوماسية" ضد مرتزقة "الحمدين"
وزراء وأمراء وكتاب ومغردون من مختلف الوطن العربي يتصدون لمرتزقة وإعلام تنظيم "الحمدين" عقب محاولتهم الإساءة للأمير الراحل سعود الفيصل
تصدى وزراء وأمراء وكتاب ومغردون من مختلف الوطن العربي لمرتزقة وإعلام تنظيم "الحمدين" عقب محاولتهم الإساءة للأمير الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الأسبق، الملقب بـ"أمير الدبلوماسية".
وقام فيصل القاسم المذيع بقناة "الجزيرة" القطرية وأحد مرتزقة تنظيم الحمدين وموقع عربي 21 الممول من الدوحة، بتوجيه إساءة شديدة للأمير الراحل، كذبا وبهتانا، قبل أن يقوم القضاء الفرنسي بكشف كذبهم.
وحكم القضاء الفرنسي على شركة فرنسية (يعتقد أن النظام في الدوحة يقف وراءها) بدفع غرامة قيمتها 5000 يورو تعويضا عن "المساس بصورة" عائلة وزير الخارجية السعودي الأسبق.
وردا على إساءة "الحمدين" ومرتزقته، أطلق المغرد السعودي منذر آل الشيخ مبارك هاشتاق تحت اسم "#دعوه_لسعود_الفيصل"، قال فيه: "لعل في تطاول أذناب نظام الدوحة ومرتزقة قطر فرصة لتذكر سمو الأمير سعود الفيصل بدعوة تعلي منازله إن شاء الله في جنات النعيم وبسم الله نبدأ هاشتاق(#دعوه_لسعود_الفيصل)".
وسرعان ما تحول الهاشتاق إلى "تظاهرة حب"، ذكرت فيها مناقب الأمير الراحل، وإنجازاته للدبلوماسية السعودية والخليجية والعربية، لينتصر سعود الفيصل على قطر حيا، وقاد الدبلوماسية السعودية خلال أزمة قطر الأولى وكشف حقيقة تنظيم الحمدين لينتصر ميتا.
ومن أبرز المشاركين في الوسم د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، ومعمر الإرياني وزير الإعلام اليمني، والكاتبة والإعلامية البحرينية سوسن الشاعر، والكاتب الإماراتي ماجد الرئيسي، والكاتب السعودي سلمان الدوسري، وعدد من الأمراء في السعودية، وحشود كبيرة من المغردين في مختلف أنحاء الوطن العربي.
مناقب الأمير الراحل.. وزراء يغردون
ومتحدثا عن صفات ومناقب الأمير الراحل، قال د. أنور قرقاش في تغريدته: "إن الأمير سعود الفيصل كان شامخا في تمثيل وطنه، مقنعا في منطقه، قويا في حجته، أميرا في أخلاقه، حاضرا في غيابه، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته".
وفي السياق نفسه، قال معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني وعضو مجلس حكماء شباب أسيا: "نتذكر في اليمن السياسة الحازمة والحكيمة لكيسنجر السياسة العربية الأمير سعود الفيصل طيلة توليه وزارة الخارجية السعودية، كامتداد لموقف المملكة الثابتة من قضايا أمتينا العربية والإسلامية".
وأردف القول: "#دعوة_لسعود_الفيصل بالرحمة والمغفرة، وللمملكة الشقيقة دوام الأمن والأمان والاستقرار والازدهار".
آثام "الحمدين" ضد الرموز الراحلة
عدد من الكتاب أبرزوا آثام تنظيم الحمدين ضد الرموز الراحلة، بعد أن أساءت قناة "الجزيرة" القطرية وإعلام النظام القطري في وقت سابق للمغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وفي هذا السياق، قالت الكاتبة البحرينية سوسن الشاعر: "صحيح أننا لن ننساهم ولكن شكرا للأقزام الذين بحقدهم وصغر قامتهم يذكروننا بالجبال الشامخات بالقمم بالسمو".
وتابعت: "حين تتقافز الضفادع القطرية الناقصة تارة للنيل من أبي الإنسانية زايد الخير، واليوم من أمير الدبلوماسية الفيصل، فتلك والله الشهادة بالكمال".
بدروه، قال الكاتب الإماراتي ماجد الرئيسي: "التطاول على الموتى صبغة ثابتة في قطر ، وآخرها التطاول على رمز مثل سعود الفيصل الذي تقف له الدبلوماسية احتراماً، وترفع الكفوف ترحماً عليه".
في السياق نفسه، قال الكاتب السعودي سلمان الدوسري: "مرتزقة المعزول (في إشارة إلى حمد بن خليفة أمير قطر السابق) يسيئون للراحل الكبير سعود الفيصل، كما أساءوا قبله للملك المؤسس والملك فهد ًوالملك عبدالله والأمير سلطان".
وأردف: "لا نعرف المعزول إلا غارقا في الوحل.. مسيء للميت قبل الحي، لكن مكانة الكبار لا تمسها خربشات الصغار".
الإعلامي السعودي عبدالله البندر قارن بين تاريخ قطر وتاريخ الأمير الراحل، قائلا: "لو جمعوا تاريخ قطر كله لما أتى بشيء أمام تاريخ الأسطورة سعود الفيصل -رحمه الله- ولكن هكذا هي أفعال الصغار الذين لم يستطيعوا مواجهة الكبار في حياتهم، فأصبحت تقذفهم عند مماتهم".
ماذا قال الأمراء ؟
عدد من الأمراء شاركوا في الهاشتاق، كان من بينهم الأمير عبدالله بن سلطان آل سعود الذي قال: "اللهم إجزه خير الجزاء عما قدمه للإسلام والمسلمين وعونه وسنده لحكام وشعب هذا الوطن العظيم".
وتابع:"مهما كتبنا أو قلنا فلن نوفي شخصك الكريم حقك فقد قدمت عمرك وصحتك وراحتك لرفعة الوطن وكنت لنا خير قدوة وخير ممثل وافنيت عمرك دفاعاً عن وطنك ".
وأردف: "أنت أرفع من كل ساقط هفى".
بدوره قال الأمير محمد بن عبدالرحمن آل سعود: "الأمير سعود الفيصل الذي يتجرأ عليه مرتزقة قطر هو مهندس الدبلوماسية السعودية الذي قاد السياسة الخارجية خلال فترة صراعات دولية معقده لمدة 40 عاما".
وتابع: "#دعوة_لسعود_الفيصل، اللهم ارحمه وأحسن إليه كما أحسن إلينا".
مهندس الدبلوماسية "كيسنجر العرب"
وافت المنية الأمير سعود الفيصل في 9 يوليو/ تموز 2015، وذلك بعد أقل من 4 أشهر فقط من ترجله عن منصب وزير الخارجية السعودية الذي تقلده طيلة 40 عامًا.
وكان الفيصل هو أقدم وزير خارجية في العالم، إلى أن قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، طلب إعفائه من منصبه لظروفه الصحية في 29 إبريل/ نيسان 2015.
ونظرًا للخبرة والمكانة التي يحظى بها الراحل، أصدر العاهل السعودي أمرًا آخر بتعيين سعود الفيصل "وزير دولة وعضوًا بمجلس الوزراء، ومستشارًا، ومبعوثًا خاصًا لخادم الحرمين الشريفين، ومشرفًا على الشؤون الخارجية"، بعد إعفائه من منصب وزير الخارجية، وهي المناصب التي ظل يشغلها حتى وفاته.
ويعد الأمير سعود الفيصل الذي عين وزيرًا للخارجية في أكتوبر/تشرين عام 1975 صاحب أطول فترة بقاء في المنصب كوزير للخارجية بين وزراء الخاررجية العرب، الذين هم على قيد الحياة بـ 40 عامًا قضاها في المنصب.
والأمير سعود، من مواليد الطائف في 2 يناير/ كانون الثاني عام 1940، وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ووالدته الأميرة عفت الثنيان آل سعود.
نشأ وتربى مهندس الدبلوماسية الملقب أيضا بـ"كيسنجر العرب"، نسبة إلى أشهر وزراء الخارجية الأمريكيين، في مدرسة الفيصل الأب والملك، التي نهل منها أدب الفرسان، والثقافة الواسعة، والإدارة المحنكة، والديبلوماسية الرفيعة.
حصل الأمير سعود الفيصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي في الولايات المتحدة عام 1964، وعاد إلى البلاد ليتقلد أول مناصبه مسؤولًا عن العلاقات النفطية في شركة بترومين، ثم عضوًا في لجنة التنسيق العليا التابعة لوزارة النفط والثروة المعدنية، فمستشارًا اقتصاديًا للوزارة ذاتها، ثم نائبًا لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط، فوكيلًا لوزارة النفط والثروة المعدنية منذ عام 1971 ولمدة خمسة أعوام.
وفي عام 1975، تولى الأمير سعود منصب وزير الخارجية، وطيلة 40 عامًا من توليه المنصب، مرت المنطقة والعالم بأزمات عدة، قاد فيها الفيصل دبلوماسية بلاده بحنكة شديدة، ونجاح كبير، جعل الكثيرون يلقبونه بأمير الدبلوماسية.
ولطالما استخدم الفيصل فصاحته العربية، وحفظه لقصائد من الشعر العربي القديم في الرد على أيّ من أنواع "الغمز" أو "اللمز" السياسي لبلاده خلال المؤتمرات الصحفية، متنقلًا من العربية الفصحى إلى الإنجليزية أو الفرنسية، حيث كان أتقن الراحل 7 لغات، بالإضافة إلى العربية منها الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والأسبانية، والعبرية.
وبحكم عمله كوزير للخارجية كان الفيصل، عضوًا في الكثير من اللجان العربية والإسلامية، مثل اللجنة العربية الخاصة بلبنان، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية، ولجنة القدس، واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان.
ولعب الراحل دورا كبيرا خلال أزمة قطر الأولى التي بدأت في 5 مارس/آذار 2014 بإعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة، وذلك لعدم التزام قطر باتفاق مبرم في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، بالعاصمة السعودية الرياض، ووقّعه أميرها تميم بن حمد آل ثاني، بحضور العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأيده بقية قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وخلال الأزمة، قال الفيصل: "إن أزمة قطر لن تحل ما لم تعدل قطر سياستها".
وتابع: "إذا تعدلت سياسة (قطر) التي تسببت في الأزمة سيكون هناك انفراج".
كما كان لجهوده الدبلوماسية دور في وضع حد للأزمة الأولى، وذلك بعد قيامه بجولة شملت الدوحة والمنامة وأبوظبي.
وانتهت الأزمة في الـ 16 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، بتوقيع قطر اتفاقاً جديداً في اليوم نفسه، وتعهدها بالالتزام بكلتا الاتفاقين (اتفاق الرياض 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 واتفاق الرياض التكميلي 16 نوفمبر ٢٠١٤).
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg
جزيرة ام اند امز