حلويات غزة ترتدي كمامة كورونا
غزة التي اختبرت صنوفا مختلفة من الآلام والمعاناة، ترسل السلامة والفرحة لمحيطها الخارجي
بينما يخوض الأطباء والعلماء معركتهم القوية مع فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19"، يواجه آخرون تحديا آخر وهو محاولة الحفاظ على استمرارية الحياة بإدخال الطمأنة والفرحة إلى قلوب غيرهم، ومنهم صنّاع الحلويات في قطاع غزة.
وألبس صنع الحلويات قوالب الجاتوهات كمامات، ورسموا مجسمات للفيروس ووسائل مقاومته من معقمات ومنظفات، ولم ينسوا أن يبعثوا برسائل خاصة بالسلامة، ودعوات للناس أن يبقوا في البيوت.
وقال إياد صبحي أبوزرقة، مسؤول العلاقات العامة والتسويق في مصنع حلويات قصر الندى بمحافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة لـ"العين الإخبارية": "الفكرة بدأت من توصية لأحد العرسان الذي طلب منا أن نجهز له قالب جاتوه كبير، ولكن عليه كمامة، ليرسل رسالة إلى محبيه عن اعتذاره بتقليص عدد الدعوات وأن حياتهم أهم من فرحته".
وأضاف: "عندما تم نشر قالب الجاتوه على صفحة المصنع الخاصة، جاءتنا عشرات الطلبات بذات المواصفات، إلى أن فكرنا بتطوير الفكرة، لنعمم صناعة الجاتوهات برسوم خاصة لمواجهة فيروس كورونا، فوضعنا أدوات التنظيف كالديتول والكمامات والقفازات وكتابة رسائل صحية على واجهة الحلويات، فيما ذهبنا إلى نشر الفكرة عربيا وعالميا من خلال وضع أعلام دول العالم على قالب كبير، ومجسم على شكل كوخ مكتوب قربه (خليك بالبيت) كدعوة للسلامة الشخصية، وعدم الاستهانة بخطورة الفيروس المنتشر في جميع أرجاء العالم".
وعن إجراءات السلامة المتخذة من قبل المصنع، خاصة للعاملين فيه، قال "أبوزرقة": "منذ اليوم الأول لصدور التوصيات والنصائح ونشرات وزارة الصحة، التزمنا بجميع وسائل السلامة الصحية، من قفازات أيادٍ، وكمامات للوجه، ولباس معقم لكل عامل، وغطاء رأس، كما أننا نقوم يوميا بتعقيم المصنع وغسله وتطهيره بمواد التنظيف والمعقمات".
وعن الوسائل التي اضطر المصنع لاتخاذها في زمن فيروس كورونا، أوضح: "اعتمدنا نظام الطلبيات الخاصة، وفعّلنا خدمة توصيل الحلويات إلى المنازل بدون تكلفة زائدة، واعتمدنا نظام حماية في تغليف الحلويات، وشكل ينسجم مع السلامة العامة، كما أن أدوات التطهير باتت موجودة بشكل دائم في معارض بيع الحلويات، وأبطلنا تقديم فنجان القهوة للزبائن بالفناجين العادية، واعتمدنا فناجين ذات الاستخدام لمرة واحدة".
وأكد "أبوزرقة" أن أسعار الحلويات في معارض البيع كما كانت قبل ظهور فيروس كورونا، رغم إضافات كثيرة زادت من ثمن تكاليف المنتجات، خاصة أدوات التنظيف والتوصيل المنزلي وإجراءات السلامة، إلا أن إدارة المصنع ترى أن عليها المساهمة في دعم الروح المعنوية لدى الناس، بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
وأضاف: "نسعى لتستمر المناسبات السعيدة من أعياد ميلاد، ونجاح وأعراس وغيرها بشكلها الطبيعي، كما نقدر جلوس آلاف العمال في بيوتهم، أولئك الذين تقطعت بهم سبل الرزق اليومي، بالإضافة إلى الضيق القديم الذي يسببه حصار غزة من قبل الاحتلال، كلها أسباب وجيهة لمراعاة الظروف المعيشية، وعدم استغلالها برفع الأسعار".
ومع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في قطاع غزة إلى 10 حالات؛ كلها مستقرة بحسب وزارة الصحة، فإن تنويها صدر يفيد بأن إجراءات إضافية ستتخذ لضمان سلامة السكان، تحسبا لانتشار العدوى بشكل أوسع، لذا يؤكد "أبورزقة" التزامهم بكل ما يصدر من تعليمات، حتى لو طالت إغلاق معارض البيع، وربما يتم تغيير وسائل العمل بشكل يضمن سلامة الجميع.