"غضب الفرات" تبطئ عملياتها في معركة الرقة
"قوات سوريا الديمقراطية" تبطئ عملياتها بعد وصولها إلى أماكن تمركز داعش في مدينة الرقة شمال سوريا
تباطأت عمليات "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا في معركة مدينة الرقة السورية بعد أن أحرزت تقدما في اقتحام المدنية من 3 محاور في الأيام الماضية.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء)،الأحد، فإن عملية "غضب الفرات" التي تقودها "قوات سوريا الديمقراطية" -تحالف كردي عربي- تباطأت بسبب اقترابها من مواقع تمركز تنظيم داعش الإرهابي.
ومن أبرز المناطق التي شهدت مواجهات -بحسب المرصد- بين "قوات سوريا الديمقراطية" وداعش قرية كسرة جمعة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بجنوب الرقة.
والاشتباكات تتواصل في محاولة من قوات عملية "غضب الفرات" تحقيق تقدم في المنطقة، لاستكمال تطويق الرقة، ومحاصرة داعش عبر التقدم إلى الضفاف الجنوبية المقابلة لحي المشلب بشرق الرقة.
وبحسب ما نقله المرصد عن مصادر لم يسمها، فإن داعش يستميت في الدفاع عن أماكن تمركزه، كما يعمد لنشر قناصته وزرع الألغام بكثافة.
وعملية "غضب الفرات" يشارك فيها إلى جانب "قوات سوريا الديمقراطية"، قوات النخبة السورية، وهي مليشيا مدعومة أمريكيا أيضا، إضافة إلى قوات خاصة أمريكية.
وحتى الآن تمكنت عملية "غضب الفرات" من السيطرة على أحياء المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة والسيطرة على معمل السكر، إضافة لدخولها لأطراف حي البتاني بشرق المدينة وحيي حطين والبريد بغرب المدينة.
وتأمل القوات الكردية التي تشكل عصب "قوات سوريا الديمقراطية" أن تحصل مقابل مشاركتها في القتال على دعم أمريكي في بسط النفوذ الكردي على مناطق واسعة بشمال سوريا، خاصة ذات الغالبية الكردية أو الملاصقة لمناطق كردية في تركيا والعراق.
وتم الإعلان عن استيلاء تنظيم داعش على مدينة الرقة، بشكل سريع وسهل يدعو للتساؤل، في 2014، وهي السرعة والسهولة نفسها التي عبر بها إلى العراق وسيطر على ثلث مساحته، خاصة مدن الموصل وصلاح الدين والأنبار رغم قلة عدده وعتاده.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوماً من روسيا وإيران، خاصة أنها محاذية للمدن التي تسيطر عليها دمشق مثل حلب وحمص وحماة ودير الزور.
وهي مطمع للمليشيات الكردية؛ لأنها محاذية لمدينة الحسكة التي بها وجود كردي كثيف؛ ما يسهل تحقيق حلم الأكراد في بسط نفوذ مستقل لهم.
كما أنها مطمع للجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر؛ كونها محاذية للحدود التركية وقريبة من مدن يسيطر عليها حلفاء تركيا مثل إدلب وجرابلس ومناطق بريف حلب، إضافة لأنها محاذية لمناطق كردية في تركيا التي تخشى أن تؤدي سيطرة الأكراد على الرقة إلى حصول وصل جغرافي يحقق مشروع الدولة الكردية.
كذلك تكتسب معركة الرقة زخماً وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.