كيف توقف العالم عن الإعجاب بأوباما؟
استطلاعات الرأي أظهرت تغير مكانة أوباما وتراجع شعبيته خلال 8 سنوات قضاها في البيت الأبيض
لماذا توقف العالم عن حب الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإعجاب به، ولماذا تغيرت مكانته وتراجعت شعبيته لدى الملايين خلال 8 سنوات قضاها في البيت الأبيض.
تساؤلات طرحتها مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، التي قامت بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بإجراء زيارات مختلفة لكلًا من مصر وكوبا وأوكرانيا، للتعرف على آراء المواطنين في الدول الثلاث بشأن الرئيس الأمريكي وسياسته الخارجية.
وأشارت المجلة إلى أنه بشخصيته ولون بشرته، شعر الملايين في الولايات المتحدة وخارجها أنهم يرتبطون بأوباما إثر ظهوره بوعود الأمل والتغيير وإنهاء الحروب وتحسين مكانة بلاده في مجال حقوق الإنسان ومحاولة حصر المناطق الفقيرة بالعالم، خاصة بعد إطلاق شعار حملته "نعم نستطيع".
ولفتت إلى تغير نسب استطلاعات الرأي حول مكانة أوباما لدي الأمريكيين والبريطانيين، حيث تراجعت الثقة إلى 31% عام 2009 ثم إلى 14% في العام الماضي، بعد وعوده المتعلقة بالقوات في العراق وباكستان.
وفي عام 2009، أعرب نحو 86% من البريطانيين عن ثقتهم في أوباما في ثم تراجعت النسبة في عام 2015 إلى 76%.
ونظرًا لوجود روابط أسرية تربطه بكينيا كانت ثقة المواطنين هناك 76% في عام 2009، وفي 2015 بدأت تنخفض مكانته مقارنة بالأعوام السابقة.
وفي مصر، كان خطاب أوباما في جامعة القاهرة عام 2009 قريبًا من قلوب المصريين، وبتقديمه تحية "السلام عليكم" للحضور، شعروا أن الزيارة بمثابة صفحة جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، بينما اعتبر البعض أن الخطاب هو خطاب اعتذار لتغيير الصورة الذهنية التي تكونت لدى العرب بعد فترة حكم جورج بوش الابن.
غير أنه بعد اضطرابات عدد من الدول العربية، اختلف الوضع بعد تعامل الإدارة الأمريكية مع الحروب الأهلية والجماعات الإرهابية والتطورات السياسية في المنطقة.
ووصف أحد المواطنين تصديق خطاب أوباما بالسذاجة، وعبر الكثيرون عن استائيهم من موقف أوباما المتردد تجاه الأوضاع المصرية في 2011، والثورة في 2013 ضد حكم الإخوان، وعلق البعض قائلين: "كنا نظن أنه يحارب الإرهاب".
كما وجه المصريون أيضًا اللوم إلى أوباما نظرًا للأوضاع السياسية الحالية في سوريا والعراق وليبيا، وعدم اتخاذ أي إجراءات لوقف العنف والإرهاب بعد ظهور "داعش".
ربط البعض بين رؤية هيلاري كلينتون، وموقف زوجها بيل كلينتون في محاولاته لوقف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أثناء وجوده في البيت الأبيض، وعلاقتهم القوية بنظام الرئيس المصري الأسبق مبارك، بينما عبروا عن القلق تجاه المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب، خاصة بعد تصريحاته بمنع دخول المسلمين.
وفي كوبا، اعتبر بعض المواطنين أن زيارة أوباما لبلادهم لإعادة العلاقات بين البلدين، جاءت متأخرة للغاية، بالرغم من شعورهم بالامتنان لإنهاء سنوات القطيعة بين كوبا والولايات المتحدة، وتمنوا أن يبذل أوباما مجهودًا لرفع الحصار الأمريكي وحدوث تحول حقيقي في الاقتصاد الكوبي.
ويشعر الشباب في كوبا بخيبة الأمل من التغيير، خاصة وأنهم غير متوقعين حدوث زلزال التغيير من بعد زيارة الرئيس الأمريكي.
بينما هناك اعتقاد ثابت بين الكوبين كبار السن في قوة الرئاسة الأمريكية لإحداث تغيير فوري في حياتهم، خاصة وأنهم يصفون أي تغيير في حياتهم للأفضل مقارنة بالوضع الحالي لكوبا.
وأبدى البعض إعجابهم الشديد بأوباما نظرًا لجذوره الإفريقية، بينما أبدوا تخوفهم من نجاح ترامب وتأثيره على العلاقات بين بلادهم والولايات المتحدة.
وفي أوكرانيا، كان أول شيء تذكره الأوكرانيون عن أوباما، تقديرهم لما قدمه من الدعم المادي بإشراك أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي، ودعمه لمكافحة الفساد الحكومي.
وتساءل البعض عن إمكانية الدعم بالأسلحة لمواجهة الانفصالين المدعومين من الإدارة الروسية، خاصة أن معظم المواطنين لا يشعرون بالخوف في مواجهة روسيا لرغبتهم في الانضمام لحلف الأطلسي.
ومنذ اندلاع الأزمة بين أوكرانيا وروسيا التزمت إدارة أوباما بتقديم الدعم المالي والأسلحة بأكثر من 1.3 مليار للمساعدات الخارجية، وتطبيق العقوبات على الإدارة الروسية، لذا يشعرون بالامتنان لنائب الرئيس الأمريكي لتنفيذه رغبة أوباما بمساندة أوكرانيا.
ويعتبر الأوكرانيون أن فوز ترامب بمثابة حظ سيئ لعلاقته القوية بروسيا، ويفضلون فوز هيلاري كلينتون لاستمرار الدعم المقدم لبلادهم في كل المجالات.