بالفيديو.. البحث عن "بوكيمون" هوس يجتاح العالم
"بوكيمون جو".. تطبيق جديد أصبح مثار حديث العالم ووسائل الإعلام الاجتماعي بعد إطلاقه بأيام
"انطلق يا بيكاتشو".. كلمات لا ينساها أبناء جيل تسعينيات القرن الماضي الذين عاشوا طفولتهم، وهم يشاهدون كارتون الأنيميشن الياباني "بوكيمون"، ويجمعون البطاقات البلاستيكية لشخصياته من أكياس الشيبسي.
"بيكاتشو".. هو أحد أشهر شخصيات الكارتون الذي اختفى بمرور الوقت من على الساحة بعد تملكه من قلوب الصغار.. ولكنه يعود الآن بهيئة جديدة وربما تأثير أكثر خطورة.
"بوكيمون جو".. تطبيق جديد تحول إلى نوع من الهوس، وأصبح مثار حديث العالم ووسائل الإعلام الاجتماعي، بعد أن أطلقته شركتي "نينتندو" و"نيانتيك لابس" التابعة لشركة جوجل منذ أيام، وهو يسمح للاعبين بمطاردة شخصيات بوكيمون في أماكن حقيقية في العالم.
باستخدام خاصية "جي بي إس" لتحديد المواقع، تظهر الكائنات الصغيرة على شاشة الهاتف الذكي عبر الكاميرا كأنها أمامك بالفعل، وتبدأ أنت بالسير سعيًا نحو مطاردتها والقضاء عليها.
وتصدر التطبيق الذي انطلق في يوليو/ تموز الجاري قائمة التطبيقات الأعلى استخدامًا على أجهزة "أبل"، وتم تحميله أكثر من 100 ألف مرة من على "جوجل بلاي ستور".
ولكنه ليس متاحًا لجميع الدول حتى اللحظة، لكنه مفتوح للتحميل مباشرة في أمريكا وأستراليا ونيوزيلاندا فقط، أما في بقية الدول ومنها مصر يقوم مستخدمو "أندرويد" بتحميله من الإنترنت بصيغة "apk"، ثم تنصيبها على الهاتف كأي برنامج آخر.
بينما يمكن لمستخدمي IOS تحميله من المتجر بعد تغيير الدولة من الإعدادات إلى الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى تتيح تحميل اللعبة التي تعتمد على الموقع الجغرافي للاعب وكاميرا الهاتف، فتظهر خريطة داخل اللعبة وهذه الخريطة معتمدة على خرائط لشوارع حقيقية.
ونشر موقع "بوكيمون" تحذيرًا من تشغيل اللعبة أثناء قيادة السيارة أو الدراجة، منوهًا بأن بعض الأماكن قد يكون داخلها بوكيمون، ولكن ليس من الآمن الحصول عليه كالمنازل الخاصة بآخرين والمباني تحت الإنشاء.
كما حثت الشركة المصممة للتطبيق اللاعبين للانتباه للبيئة المحيطة بهم أثناء بحثهم الافتراضي عن الكنوز، ولكن بعد أيام قليلة من صدوره أدى التطبيق إلى سلسلة من الحوادث الغريبة.
فسعيًا نحو مطاردة الكائنات الخيالية انتهى الحال بالبعض في مستشفيات ومدارس وإحدى الهيئات الحكومية، كما حذرت الشرطة في أستراليا من انتهاك القانون، ونصحت اللاعبين باتخاذ الحيطة وعدم تعريض أنفسهم للخطر أثناء اللعب.
من بين هذه الحوادث، استخدام لصوص مسلحون التطبيق لاستدراج ضحايا للذهاب لمنطقة معزولة في ولاية ميسوري الأمريكية وسرقتهم بسهولة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
كما قادت اللعبة إحدى المراهقات لاكتشاف جثة في نهر، أثناء سيرها بحثًا عن بوكيمون، حيث لاحظت وجود غزالين قرب الماء، بالإضافة إلى قميص أسود وبنطلون، لتكتشف وجود الجثة.
كما أصيب شاب بقطع في يده، بعد أن سقط من فوق لوح التزلج عندما كان يحدق في هاتفه أثناء بحثه عن بوكيمون، وسقطت إحدى الفتيات على الرصيف ما تسبب في التواء كاحلها، وفقًا لوكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
ونتيجة وقوع بعض الحوادث الأليمة، ظهر هاشتاق " #DontPokemonGoAndDrive" الذي ينصح الناس بعدم لعب بوكيمون أثناء قيادة السيارات.
وبعد أن تخطى الأمر الحدود الأمنية، وأصبحت أقسام الشرطة في منطقة دارون البريطانية، محطة للبحث عن إحدى شخصيات بوكيمون، طلبت إدارة القسم من اللاعبين عدم دخوله أثناء اللعب، وإبقاء عيونهم على الطريق أثناء عبوره لالتقاط الكائنات الخيالية.
وقاد التطبيق آلاف الأشخاص للتوافد على ميناء سيدني أمس الأحد؛ بحثًا عن بوكيمون افتراضي، وفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وخلقت اللعبة نوعًا من التعارف بين الناس، فنشر أحد مستخدمي "تويتر" صورته مع بعض الأشخاص، قائلًا إنه لا يعرفهم، ولكنهم تقابلوا عند إحدى المحطات المعروفة للبحث عن "بوكيمون".
وعند اكتشاف أن اللعبة تعطل سير العمل أيضًا، علق أحد أرباب العمل ورقة تذكر الموظفين أنهم يحصلون على رواتبهم مقابل تأدية أعمالهم وليس مطاردة شخصيات خيالية على هواتفهم الذكية طوال اليوم.
وطالبهم باللعب أثناء وقت الراحة، وإلا سيحصل الموظف على وقتٍ كافٍ للإمساك بجميع الكائنات عندما يصبح عاطلًا، في إشارة إلى تعرض الموظف للفصل.
وفي مصر، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف بعض اللاعبين الذين عاشوا تجربة البحث عن بوكيمون.
يقول المهندس أحمد حسن، إنه تخلى عن ركوب إحدى وسائل المواصلات في طريقه اليومي والتي تنقله مسافة تقرب من 5 كم من أجل البحث عن "بوكيمون" أثناء سيره على الأقدام طوال هذه المسافة.
أما الشاب محمد خالد، الذي يعمل بإحدى شركات الاتصالات، فأعرب عن استيائه لعدم تمكنه من إمساك بوكيمون الذي وجده أثناء ذهابه للعمل على الطريق الدائري السريع في مصر؛ لأن سائق الحافلة رفض التوقف.
من جانبه يرى "كريم جودة" أن إحدى إيجابيات التطبيق أنها تجبر اللاعب على النزول إلى الشارع والسير لمسافات طويلة، ومن ثم فهي تتحول إلى لعبة "رياضية وبتجبرك تتحرك بدل القعدة".
كما نشر "جودة" على حسابه على "فيس بوك" موقع بحثه عن "بيكاتشو"، وذلك عند محطة كهرباء طلخا بمحافظة الدقهلية شمال مصر.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فاستغلت إحدى شركات فلاتر المياه التطبيق الجديد للدعاية لمنتجاتها، فنشرت على صفحتها على "فيس بوك"، إعلانًا لشرب المياه من إحدى فلاتر المياه التي تروج لها، وذلك "عشان تقدر تمسك بوكيمون جو كتير وتقدر تمشي كتير من غير أي تعب" بحسب الإعلان.
وتداول عدد من نشطاء "فيس بوك" فتاوى تعود لعام 2001، لمفتي مصر آنذاك الدكتور نصر فريد واصل، الذي حرَّم لعبة "بوكيمون" الكرتونية؛ لأنها تمثل خطرًا على العقيدة؛ لأنها تتبنى فكرة "الدارونية" المعروفة بنظرية "النشوء والارتقاء"، وتروج لفكرة تطور الأجناس والأنواع في مخلوقات الله.
ونقل النشطاء أنفسهم قول شيخ الأزهر آنذاك أنه "طالما في هذه اللعبة ما يسيء إلى ديننا وعقيدتنا ويشجع على القمار ولعب الميسر وتعود الأطفال على العنف والانحراف، فإنها تكون حرامًا ولا يجوز التعامل معها في بلاد المسلمين لأنها تصطدم بعقيدتهم".
وتداول البعض هذه الفتوى باعتباره "حسم الأمر"، فيما تناول البعض الآخر الفتوى بسخرية تعبيرًا عن رفضها.
ونفى مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية تحرير أي بلاغات تتعلق باللعبة، مشيرًا إلى عدم وقوع أي مشكلات أو وقائع مرتبطة على مستوى أقسام الشرطة.
وأوضح المصدر أن دخول أقسام الشرطة متاح أمام المواطنين للتقدم بأي بلاغات أو شكاوى، وغير مسموح بدخولهم من أجل مطاردة أو البحث عن شخصيات لعبة.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjUwIA== جزيرة ام اند امز