دول المقاطعة، ومن خلال رصدها الطويل وبعد التنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية، ثبت لها استمرار دعم السلطات القطرية لرعاية الإرهاب وتمويله
عندما قررت الدول الأربع المقاطعة وضع الخطوات المتتالية لحصار الدعم القطري للإرهاب، أعلنت قوائم وكيانات بعضها داعمة وبعضها مموِلة تمثل قادة لتنظيمات داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرهم في اليمن وليبيا ومصر وبقية العالم العربي.
هذه القوائم كانت جزءاً وخطوة مهمة لتضييق الخناق على تنظيم الحمدين، حيث كانت تتهم هؤلاء الأفراد بتنفيذ عمليات إرهابية مختلفة تلقوا فيها دعماً قطرياً مباشراً أو غير مباشر على مختلف المستويات، بما في ذلك تزويدهم بجوازات سفر قطرية، بالإضافة إلى جعلهم جزءاً من المؤسسات القطرية الخيرية لتسهيل تحركاتهم وتنقلاتهم.
إن دول المقاطعة، ومن خلال رصدها الطويل والمستمر، وبعد التنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية، ثبت لها استمرار دعم السلطات القطرية لرعاية الإرهاب وتمويله، وتشجيع التطرف، ونشر خطاب الكراهية، وأنها لم تتخذ أية إجراءات فعالة لوقف النشاط الإرهابي، لذا قامت بتوجيه التهم مباشرة لهذه الجماعات والكيانات ووضعهم على قوائم الإرهاب، وقدمت ما يثبت هذه التهم وتحملت المسؤولية أمام العالم، لأنها كانت تثق بما تفعله، ولأن الإجراءات التي اتخذتها تتوافق مع القانون الدولي، وأن أغلب من وردت أسماؤهم قد تم إدراجهم على قوائم الإرهاب في الكثير من الدول، والتي تتهمهم بذات التهم وتطالب بالقبض عليهم ومحاكمتهم دولياً، وقد أعلنت حكومة قطر عن بعضهم بعد عدة شهور من المكابرة.
إن رفع دعاوى قضائية من مكتب الاتصال الحكومي لدولة قطر ضد مغردين وإعلاميين، وبعض الحسابات الإخبارية بتهمة الإساءة، هو نوع من الجنون واعتراف واضح وصريح بهزيمة الكيان الإعلامي القطري ومرتزقته.
يبدو أن النظام القطري الذي ضاق به الخناق بسبب عناده وكذبه ومراوغاته المتكررة، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه ضعيف جداً، ويعيش حالة إفلاس، وليس كما يصوره إعلام تنظيم الحمدين، فهو يعاني ازدواجيّة في الخطاب الإعلامي، خطاب يختص بالمحيط العربي يذكر فيه بأنه بخير، وأن المقاطعة زادته قوة وصلابة، وآخر للخارج اتخذ من أمريكا وأوروبا حائط مبكى وادعاء مظلومية ورفع دعاوى وشكاوى تافهة وفاشلة ومضحكة.
إن الدول المقاطعة، ومن خلال كوكبة من المغردين الوطنيين، أسقطت منظومة وإمبراطورية إعلامية وأفشلت مشروعها، لأسباب بسيطة جداً أهمها عدالة قضيتهم ووضوحها، وقدرتهم على إقناع المتلقي، وصدقية أخبارهم، واستحضار كل ما يثبت إدانة هذا النظام المجرم بحقائق موثقة في جميع كتاباتهم، بينما إعلام النظام القطري يمثل عكس ذلك تماماً في كل ما ينشره ويذكره.
إن رفع دعاوى قضائية من مكتب الاتصال الحكومي لدولة قطر ضد مغردين وإعلاميين، وبعض الحسابات الإخبارية بتهمة الإساءة، هو نوع من الجنون واعتراف واضح وصريح بهزيمة الكيان الإعلامي القطري ومرتزقته، الذين بالغوا في التعرض لأعراض الناس بشكل تجاوز أخلاق الخليجيين وأدبياتهم.
إن هذه الخطوات من دولة قطر حتى وإن نفتها مؤخراً، تصرف متوقع ومتكرر، فقد اعتدنا منها أنها تذكر الشيء وتفعل نقيضه، فهي التي امتهنت الالتفاف على الحقائق وتمييع القضايا، لتضاف لسجلها الأسود ضد السعودية ودول المنطقة، وتكشف عن مدى العداء والحقد الذي تحمله السلطات القطرية ضد جيرانها، وتؤكد أن خطوات المقاطعة وما تلتها من قرارات ضدها كانت في محلها وبدأت تؤتي أكلها، فقطر تفتقد لأي عقل ومنطق في تصرفاتها، وهذا ليس بالجديد عليها، ولا نعلم إلى أين ستذهب بعد هذا كل هذا التخبط والعناد والمكابرة، لكن الجديد أنها كشفت للمتشككين عن حقيقتها ووجهها القبيح وخدمتها لأجندات دول إقليمية وخارجية، وأنها تسير على نهج إيران وأذنابها الذين يبحثون عن أي سبب للإساءة إلى للدول المقاطعة وعلى رأسها السعودية.
أما أنتم أيها المغردون النبلاء لله درّكم تستحقون قائمة الشرف، ما أشجعكم وما أقوى حروفكم التي أمطرتموها على هذا التنظيم الإرهابي كالرصاص حتى أودت بهم، استمروا في إظهار حقيقتهم وسيبارك الله عملكم، فإن كان التغريد جريمة فماذا يمكن أن نسمي مؤامرة اغتيال الملك عبدالله "رحمه الله" وتفتيت السعودية يا حكومة قطر!؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة