هل يقود "الكعب العالي" الناتو لأول مرة منذ تأسيسه؟

يبدو أن النساء أيضاً يعشقن المتفجرات.. هذا ما ترجمته حملة التفتيش الحالية عن قيادة نسائية لحلف الناتو تبدأ في العام 2022.
وبات من المرجح أن يختار أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثلاثين، امرأة تتولى قيادة الحلف لأول مرة في تاريخ الحلف الذي تأسس عام 1949 خلفاً للأمين العام الحالي النرويجي ينس ستولتنبرج.
ستولتنبرج وهو رئيس وزراء النرويج السابق شغل منصبه الحالي داخل الناتو منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، ومدد الحلفاء عقد حتى سبتمبر/أيلول 2022.
ولم يتبق سوى أكثر من عام بقليل لبقاء القائد النرويجي، وسط مناقشات تجرى على قدم وساق حاليا داخل المقر الرئيسي حاليا للاستقرار على خليفة له يتم تقديمه في قمة قادة الناتو بمدريد أواخر الربيع أو أوائل الصيف العام المقبل.
لكن مجلة بوليتيكو الأمريكية تحدثت عن تكهنات في بروكسل وعواصم حليفة أخرى تنتشر بالفعل عن أن بعض المسؤولين والدبلوماسيين والمحللين يتمسكون بضرورة تعيين أول امرأة في أعلى منصب مدني بالناتو بعد 72 عامًا على تأسيسه.
وتتزايد قناعة أخرى داخل الحلف الأطلسي بأن اختيار اسم من أوروبا الشرقية من شأنه إرسال إشارة مهمة إلى موسكو في ظل المواجهة المستمرة مع روسيا.
ومع هاتين الرؤيتين الضرورتين، ظهرت 3 أسماء نسائية على رأس قائمة المرشحين المحتملين، وهما الرئيستان السابقتان كوليندا جرابار كيتاروفيتش لكرواتيا وداليا جريبوسكاتش من ليتوانيا، والرئيسة الإستونية الحالية كرستي كالجولايد.
وتتمتع جرابار-كيتاروفيتش، التي شغلت منصب أول رئيسة لكرواتيا من 2015 إلى 2020 بميزة أنها عملت بالفعل في مقر الناتو، كمساعدة للأمين العام للدبلوماسية العامة من 2011 إلى 2014.
وفي المقابل، يقول منتقدون إن جرابار-كيتاروفيتش، التي بنت حياتها السياسية كمحافظة من يمين الوسط، شوهت نفسها من خلال التعامل مع اليمين المتطرف خلال حملة إعادة انتخاب رئاسية فاشلة في عام 2019.
غير أن كيتاروفيتش تفتخر بواحدة من أكثر السير الذاتية إثارة للإعجاب بين رؤساء الناتو المحتملين في المستقبل؛ حيث عملت كوزيرة لأوروبا ووزيرة خارجية في كرواتيا.
وكان لها دور قوي في طلبات العضوية الناجحة للدولة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وعملت أيضًا كسفيرة للبلاد في الولايات المتحدة من 2008 إلى 2011، مما منحها علاقات قوية في واشنطن، والتي سيكون لها رأي حاسم في قرار الناتو.
في الوقت نفسه، تمسك مراقبو الناتو إن اختيار أمين عام من دول البلطيق، وخاصة جريبوسكايت من ليتوانيا، يمكن أن يُنظر إليه على أنه "مُعاد للغاية" لموسكو، في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحقيق الاستقرار في العلاقات بين روسيا والغرب.
وقال المراقبون إن التنافس على منصب الأمين العام لا يمكن النظر إليه إلا في سياق مجموعة أكبر من المناصب القيادية في حلف الناتو التي ستكون جاهزة للاستيلاء عليها.
أما العوامل الأخرى في قرار اختيار أمين عام للناتو تتمثل في ما إذا كان البلد الأصلي لمرشح معين يحقق هدف الحلف متمثل في إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
ونسبة الـ2% - حسب المراقبين - هي علامة رمزية ولكنها مهمة يمكن أن تعزز فرص "كالجولايد" الرئيس الحالي لإستونيا.
ومؤخرا شنت كالجولايد حملة فاشلة لتصبح أمينًا عامًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو منصب يبدو أنه يتناسب بشكل أفضل مع سيرتها الذاتية. قبل أن تصبح رئيسة لبلادها في أكتوبر /تشرين الأول 2016.
وعملت الرئيسة الإستوانية لمدة 12 عامًا كممثلة لبلادها في مجلس مراجعي حسابات الاتحاد الأوروبي.
رومانيا هي حليف آخر في الناتو يفي بعتبة 2%، مما قد يمنح الرئيس كلاوس يوهانيس فرصة لمنصب الأمين العام على الرغم من أن بوخارست قد يُنظر إليها على أنها متشددة بعض الشيء تجاه روسيا.
وهناك تكهنات أيضاً بوضع رئيس وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي على طاولة المرشحين المحتملين لقيادة الناتو.
كما تم ترشيح مارك سيدويل، الذي شغل منصب سكرتير مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي في عهد ماي وتحت رئاسة رئيس الوزراء بوريس جونسون لفترة وجيزة، كمرشح بريطاني محتمل لحلف شمال الأطلسي.
الرباعية الرئيسية
وما بين هذا وذاك، يُنظر تقليديًا إلى الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة على أنهم الحلفاء الأكثر تأثيرًا في عملية اختيار الأمين العام للناتو.
ولكن مع تشكيل دول الاتحاد الأوروبي أغلبية ساحقة من حلفاء الناتو - 21 من 30 عضوًا - والعديد من الدول الأخرى المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، فقد تجد بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي صعوبة في حشد الدعم لمثل هذا الدور البارز.
وتعتقد بعض دول الاتحاد الأوروبي ، ولا سيما إيطاليا ، أنها في الترتيب لتولي أعلى منصب في الناتو.
وكانت فيديريكا موجيريني ، وزيرة الخارجية الإيطالية السابقة والمسؤولة السابقة للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قد أعربت سابقًا عن اهتمامها بهذا المنصب، لكن دبلوماسيين قالوا إنها لن تحصل على دعم واشنطن.
وتختتم المجلة الأمريكية تقريرها بالحديث عن أن مسؤول كبير سابق في الناتو قال: "إن المملكة المتحدة حريصة على أن يكون لها موطئ قدم قوي في بروكسل".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMxIA== جزيرة ام اند امز