أوباما يضمد جراح أمريكا بخطاب عاطفي بعد أسبوع من العنف
في خطاب عاطفي ألقاه في دالاس أثناء مراسم تأبين الشرطيين الخمسة الذي قتلوا برصاص قناص، حاول أوباما تضميد جراح أمريكا بعد أسبوع من العنف
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء، إن بلاده ليست مقسمة كما قد يبدو على أساس العرق أو السياسة، رغم التوترات العنصرية التي تشهدها البلاد.
وقال أوباما، في خطاب عاطفي ألقاه في دالاس أثناء مراسم تأبين الشرطيين الخمسة الذي قتلوا برصاص قناص، "أعلم أن الأمريكيين يجدون صعوبة حاليا في استيعاب ما شهدوه في الأسبوع الأخير، وأنا هنا لأقول إن علينا أن نرفض هذا اليأس، ولكي أؤكد أننا لسنا منقسمين كما يمكن أن يبدو".
وكان أوباما ترافقه زوجته ميشيل، غادر واشنطن متوجهًا إلى دالاس لتهدئة البلاد التي صدمها الكمين الذي نصبه قناص أسود لرجال شرطة بيض.
وافتتح مايك رولنغز رئيس بلدية دالاس مراسم التأبين بقوله إن "روح مدينتنا تتألم".
وقال إنه منذ حادث إطلاق النار الذي هز الولايات المتحدة فإن سكان المدينة "بكوا بحرارة واليوم نفتح أبواب مدينتنا".
وكان ميكا جونسون -25 عاما- القناص الذي نصب كمينا لعناصر الشرطة وقتل خمسة منهم، قال خلال التحقيق معه، إنه يريد قتل بيض "خصوصا شرطيين من البيض"، انتقاما لمقتل شخصين أسودين الأسبوع الماضي برصاص الشرطة في لويزيانا ومينسوتا.
وأثار شريطا الفيديو اللذان التقطهما هاويان عن جريمتي القتل ونشرا على مواقع التواصل الاجتماعي، صدمة بين الأمريكيين.
وفي أكثر اللفتات المؤثرة لتكريم رجال الشرطة الذين سقطوا برينت ثومسون، باتريك زاماريبا، مايكل كرول، لورن اهرينز، ومايمل سميث، وضع اسم كل منهم على كرسي في المدرج وزين الكرسي بالعلم الأمريكي وقبعة الشرطي.
وشارك في المراسم كذلك الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش.
برميل بارود
وقبل ثماني سنوات تمكن أوباما بفضل قدرته على الخطابة من أن يكون أول رئيس أمريكي أسود، ما أثار الأمل في أن البلاد ستتغلب على انقساماتها الاجتماعية.
واليوم يؤكد أوباما على أن هذه الانقسامات ليست بالخطورة التي تصورها شبكات التواصل الاجتماعي أو الإعلام.
ووجه رئيس بلدية نيويورك الجمهوري السابق رودي جولياني، خطابًا لاذعًا ضد حركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود مهمة) التي تدين ممارسات الشرطة ضد السود.
وقال لقناة "سي بي اس"، "عندما تقولون إن حياة السود مهمة تستخدمون عبارة عنصرية بامتياز"، منتقدًا الناشطين الذين يؤدون "أغاني الراب حول اغتيال شرطيين".
واعتبر قائد شرطة فيلادلفيا السابق تشارلز رامسي من جهته، أن الولايات المتحدة تحولت إلى "برميل بارود".
وقال لقناة "ان بي سي"، "عندما ننظر ببساطة إلى كل ما يحدث، واضح أننا وصلنا إلى مرحلة حاسمة من تاريخ هذا البلد"، معربًا عن الأمل في فتح "حوار حقيقي".
وقبل أشهر من مغادرته البيت الأبيض، تسري تساؤلات عما إذا كان أوباما سيقدم مقترحات جديدة بعد أن انتقده كثيرون لقلة اهتمامه بالقضايا العنصرية منذ وصوله إلى سدة الحكم.
وقال أوباما الجمعة من وارسو؛ حيث كان يشارك في قمة حلف شمال الأطلسي قبل أن يبلغ بنبأ وقوع مجزرة دالاس، إن قتل رجلين أسودين برصاص شرطيين يرمز إلى "مشكلة خطيرة" في المجتمع الأمريكي.
وبعد أن أعرب عن الأسف لأن تكون بلاده شهدت "مرارًا مثل هذه المآسي"، دعا أول رئيس أمريكي أسود الشرطة لتطبيق إصلاحات.
وسيجمع أوباما الأربعاء في البيت الأبيض ممثلين عن قوات الأمن وناشطين في مجال الحقوق المدنية، وأساتذة جامعيين ونوابا محليين "لإيجاد حلول ملموسة"، وفقا لما ذكرت السلطة التنفيذية، للتصدي لأجواء الخوف وانعدام الثقة المتفشية في فئات عدة من المجتمع.
وعلى الرغم من إقراره بأن المطلوب إحراز المزيد من التقدم، أراد أوباما أيضا أن يمرر رؤية أكثر تفاؤلا عن المجتمع الأمريكي.
وأكد في نهاية الأسبوع "أني مقتنع تماما بأن أمريكا لا تشهد انقسامات بقدر ما يدعي البعض".
وأضاف "هناك مشاعر حزن وغضب وسوء فهم لكن هناك وحدة".
ولإثبات موقفه، سيلتقي أوباما في دالاس رجلا فرض نفسه خلال أيام كشخص يشيع الطمأنينة والأمل، وهو قائد شرطة دالاس ديفيد براون، الرجل الأسود الذي يقود إحدى أهم وحدات الشرطة في البلاد، الذي بعث خلال الأيام الماضية رسالة تخطت حدود ولاية تكساس.
ودعا براون الذي شهد منذ نهاية الثمانينيات مقتل شريكه السابق وشقيقه ونجله بالرصاص، الجمعة إلى ردم الهوة بين الشرطة والمواطنين وإعادة فتح قنوات الحوار.
وقال "لن نسمح لجبان نصب كمينًا لشرطيين تغيير مبادئنا الديمقراطية.. إن مدينتنا وبلادنا تستحقان أكثر من ذلك".
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز