جسر بالتيمور المنهار.. استمرار تعطل حركة التجارة رغم جهود إزالة الحطام
لاتزال الجهود جارية لإزالة حطام جسر بالتيمور بالولايات المتحدة الذي انهار عقب اصطدام سفينة حاويات به، ما أثر بدوره على حركة التجارة.
وقد تمكن أفراد الطواقم من رفع قطعة من الجسر تبلغ زنتها 200 طن، على ما أعلن مسؤولون الأحد، وسط استمرار الجهود لإزالة الهيكل الفولاذي الذي دمرته سفينة بعد ارتطامها به.
وتقوم الطواقم المختصة بالتدمير بقص الجزء الأعلى من جسر فرنسيس سكوت كي الذي انهار عندما فقدت السفينة دالي قوة الدفع وارتطمت بإحدى ركائز الجسر، الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص.
وتأمل السلطات أن تسمح إزالة الجسر عبر تقطيعه إلى أجزاء أصغر حجما ورفعها، لعناصر الإنقاذ بانتشال جميع جثامين الضحايا وإعادة فتح خط الشحن المهم.
- تصعيد خطير.. «المركزي اليمني» يحذر من تداول عملة الحوثي
- عجز خطير بالمطارات العالمية.. لماذا تناقص عدد موظفي صيانة الطائرات؟
وقالت المتحدثة باسم خفر السواحل الأمريكيين كيمبرلي ريفز في بيان إن "عملية الرفع الأولى أنجزت الليلة الماضية بعد الانتهاء من قص الجزء العلوي من أحد الأقسام الشمالية لجسر كي بريدج".
وأضافت أن "القطعة التي أزيلت الليلة الماضية تزن حوالي 200 طن، وستُنقل إلى بارجة. وبعد ملء البارجة بقطع أخرى ستُنقل إلى موقع لجمع الأنقاض على البرّ".
ومع استمرار عمليات رفع الأنقاض الأحد قال حاكم ماريلاند ويس مور أن "تقدما بدأ يتحقق رغم الوضع البالغ التعقيد" مضيفا أن الأحوال الجوية والأنقاض التي سقطت في المياه تحول دون تمكن الغواصين من تقديم المساعدة.
وأوضح مور في تصريحات لشبكة سي إن إن الأحد "لدينا الآن رافعات، الرافعة تشيزابيك 1,000 القادرة على رفع ألف رطل" (453 كلغ).
وقال مور أن عملية رفع الأنقاض "ستستغرق وقتا طويلا" مضيفا "لكن بدأت الأمور تتحرك".
وتعوق الظروف الصعبة جهود انتشال جثامين ستة عمال بناء جميعهم مهاجرون من دول أمريكا اللاتينية، لقوا مصرعهم إثر انهيار الجسر. وتم انتشال جثتين حتى الآن.
توقف حركة الشحن
وأوقفت عمليات الشحن من وإلى بالتيمور، أحد أكثر المرافئ الأمريكية ازدحاما، لاستحالة المرور في الممر المائي بسبب الحطام المتناثر.
وأضاف مور أن الوضع "يؤثر على اقتصاد البلاد. إنه أكبر مرفأ للسيارات الجديدة والشاحنات الثقيلة والمعدات الزراعية. وتداعياته تُطال الناس في كافة أنحاء البلاد".
وقد انحرفت السفينة باتجاه الجسر بسبب مشاكل في الدفع، وأطلق القبطان نداء استغاثة سمح بإيقاف جزء من حركة المرور على الطريق قبل الاصطدام الساعة 1,30 صباحا وانهيار الهيكل بعد ثوانٍ على ذلك.
وقال وزير النقل بيت بوتيجيج لبرنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة "سي بي إس" إنه ليس هناك إطار زمني لإزالة الأنقاض من المرفأ وإعادة فتحه.
وأكد أن "الأمر يتطلب الكثير من الجهد لضمان تفكيكه بشكل آمن، وضمان بقاء السفينة في المكان المفترض أن تكون فيه وعدم انجرافها خارج القناة".
ولإعطاء فكرة عن ضخامة المهمة، وصف حاكم ماريلاند الجمعة حمولة السفينة دالي التي اصطدمت بالجسر بأنها "بحجم برج إيفل تقريبا"، مضيفا أن حاويات كانت على متن السفينة "انشطرت إلى قسمين كما لو كانت من الورق المعجن".
وأوضح مور أن التحدي يكمن في أن "الجسر الموجود حاليا على السفينة يزن ما بين 3000 و4000 طن"، لذلك يجب تقطيع الجسر إلى أجزاء ورفعها.