التيك توك يشوه التطلعات المالية للشباب.. شراهة استهلاكية وديون بلا حكمة
تيك توك لم يصبح مجرد تطبيق ترفيهي أو منصة لقضاء الوقت وسط خيارات متنوعة من الفيديوهات، وإنما أصبح وسيلة مؤثرة في تطلعات الشباب المالية.
فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن تطبيق تيك توك أضحى مصدراً مهمًا للمعلومات الاقتصادية للشباب، لا سيما أولئك الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، حيث يشكل محتوى التطبيق وجهات نظرهم وسلوكياتهم المالية، ما يؤثر على كيفية إنفاقهم وتصورهم لمستقبلهم المالي.
وبحسب الصحيفة، يمزج التطبيق بين المناقشات الاقتصادية وعروض تثير النزعة الاستهلاكية، ما يخلق إحساسًا بالضغط لدى الشباب لمواكبة أحدث الاتجاهات وأنماط الحياة، وهو ما يدفعهم أحيانًا إلى الإفراط في الإنفاق.
وأضافت الصحيفة أن تأثير التطبيق يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد سلوك المستهلك فهو يؤثر على الخيارات المهنية والتطلعات المالية، حيث ينجذب الشباب إلى فكرة ريادة الأعمال والمسارات المهنية غير التقليدية التي يتم الترويج لها عليه ما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات حياتية مهمة.
- الدول العشر الأعلى أجراً في أفريقيا.. عنصرية «الحد الأدنى» تضرب القارة (تحليل)
- ديون العالم إلى مستويات غير مسبوقة.. هذه الدول على حافة الهاوية
وتبدو مقاطع الفيديو التي لا نهاية لها حول الاقتصاد والنزعة الاستهلاكية وهو ما يصيب الشباب في سن العشرينيات بحالة من "خلل التشوه المالي".
واستعانت وول ستريت جورنال بآراء بعض الشباب، حيث قالت كايتلين سبرينكل، 27 عامًا، إن مواكبة اتجاهات TikTok أصبحت أكثر تكلفةً.
ويحصل الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا على الكثير من أخبارهم على TikTok. ويقول الشباب إنهم يتأثرون بالاتجاهات الاقتصادية والمالية على التطبيق أيضًا، وهذا ما يشكل الطريقة التي يدخرون بها، وينفقون من خلالها، وينظرون إلى آفاقهم المالية.
وتصف كايتلين، حسابها على TikTok بأنه مزيج من الكآبة الاقتصادية والنزعة الاستهلاكية التي أصبحت جامحة.
ويقول ديف رامزي، إن تيك توك يزيد من احتمالية سقوط الشباب في شرور الديون، يلي ذلك المؤثرون الذين يعرضون مشترياتهم من منتجات العناية بالبشرة وحقائب اليد.
وبينما يتنقل الشباب في مشهد من عدم اليقين الاقتصادي والضغوط الاجتماعية، يعمل TikTok كمصدر للمشورة المالية ومحفز للنزعة الاستهلاكية. وتغذي المنصة ثقافة الـFOMO، مما يدفع البعض إلى الإفراط في الإنفاق وتراكم ديون بطاقات الائتمان القياسية، والتي تبلغ حاليًا أكثر من تريليون دولار، في الولايات المتحدة وحدها.
وتعمل منصات مثل TikTok على تسهيل إجراء عمليات شراء دافعة باستخدام الائتمان أكثر من أي وقت مضى، حيث أن جاذبية الإشباع الفوري والضغط لمواكبة الاتجاهات تتجاوز الحصافة المالية.
إن سهولة الوصول إلى التسوق عبر الإنترنت وملاءمته، بالإضافة إلى الإعلانات المستهدفة تؤدي إلى تفاقم هذا الاتجاه، مما يسهم في دورة الديون التي تهدد الرفاهية المالية للشباب والاقتصاد الأوسع.
ويمكن أن يكون للمستويات القياسية لديون بطاقات الائتمان آثار بعيدة المدى على النمو الاقتصادي والاستقرار في المستقبل.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز