بينما أثيرت المخاوف بشأن التداعيات التي يُخلفها تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" قبل أسبوعين
بينما أثيرت المخاوف بشأن التداعيات التي يُخلفها تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" قبل أسبوعين، كان القلق الأكبر يتعلق بالبنوك الإيطالية -أكثر من اقتصاد المملكة المتحدة– باعتبار ذلك أحد أهم المخاوف، لأنه من المحتمل أن يسبب التصويت ضرراً لمنظومة اليورو.
تمثل إيطاليا أهمية لمنطقة اليورو والاتحاد الأوروبي، تقريباً بقدر ما تمثل فرنسا وألمانيا، نظراً لدورها كعضو مؤسس للجماعة الأوروبية للفحم والصلب في عام 1951، والسوق الأوروبية المشتركة في عام 1957. وإذا أُجبرت إيطاليا على الدخول في حالة يائسة، فإن ذلك يمكن أن يكون أمراً قاتلاً لليورو.
والآن، فإن كابوس هذا السيناريو يلوح في الأفق، أو على الأقل نحصل على لمحة منه. نحن لا نعرف بعد ما إذا كانت هذه هي أزمة حقيقية، أو أزمة مصغرة.
ما نعرفه هو أن البنوك الإيطالية على حد سواء تتعرض لهجوم من قبل المستثمرين. ونحن نعرف أن أسهم البنوك الإيطالية قد انخفضت أكثر من النصف هذا العام. ونحن نعلم أيضاً أن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي طرح فكرة ضخ 40 مليار يورو من رأس المال الحكومي في البنوك الإيطالية.
وفي هذا السياق، علينا الآن أن نضع في اعتبارنا مسألة القيود. فخلال أزمة الديون السيادية، أصبحت البنوك والقروض السيادية مختلطة، لأن البنوك حازت الكثير من الديون السيادية، وذلك بفعل تدهور الديون السيادية، فعلت ذلك أيضاً البنوك في منطقة اليورو. وتطلب ذلك في نهاية المطاف خطة إنقاذ البنوك الإسبانية عبر الدولة. وكانت أيرلندا أيضاً قد عانت من مصير مماثل بعد أن اضطرت الدولة إلى إنقاذ نظامها المصرفي.
لقد باتت معظم البنوك الأوروبية منذ بعض الوقت غير قادرة على زيادة الإقراض بسبب عدم وجود رأس المال. وجعل انعدام النمو في إيطاليا مشكلة الإقراض حتى الآن، أسوأ بكثير. حتى إن النمو في إيطاليا لم يشهد ارتفاعاً منذ انضمامها إلى منطقة اليورو.
إن ما يحدث في إيطاليا يرتبط ارتباطًا وثيقاً بما يحدث في ألمانيا.
وقد يتساءل المرء عما إذا كانت ألمانيا تشعر بقلق بالغ حيال وضعها المالي؟ فالإجابة: نعم، وهذا هو سبب التغيير في دستورها للحد من العجز.
ينبغي التحذير من أنه إذا لم تهدأ الأوضاع في البنوك الأوروبية، فقد نكون على شفا أزمة مصرفية خطيرة. ويعني ذلك مزيداً من القلق، وانهيارا حقيقيا في الأسهم والاقتصاد. وينبغي على أوروبا أن تأخذ "الثور من قرنيه"، وتلقي بهذه المخاطر من على الطاولة الآن، وإلى الأبد.
نقلاً عن "الوطن أون لاين"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة