دجاجة في منزلك.. أحدث اكتشاف علمي لمواجهة زيكا والملاريا

اكتشاف علمي جديد أذهل العلماء الذين وجدوا أن وجود دجاجة حية بالمنزل كفيل بطرد البعوض من المكان، ما يعني النجاة من فيروس زيكا والملاريا.

بعد تجارب قد تبدو غريبة من نوعها، أثبت باحثون سويديون وإثيوبيون أنه يمكن استخدام الدجاج للوقاية من الملاريا وفيروس زيكا.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن هذه الدراسة الجديدة وجدت أن الدجاج تنبعث منه روائح تبعد البعوض وتمنعه من اللدغ وتطرده بعيدا، مما يجعله اكتشافا يمكن أن يمهّد الطريق لوضع استراتيجيات جديدة تحمى البشر ضد الملاريا وفيروس زيكا الخطير.

وأوضح الباحثون المشاركون في الدراسة أن البعوض يبتعد عن المنزل الذي تكون فيه دجاجة حية معلقة بقفص. ويعتقد الباحثون أن البعوض يحذر من الدجاج لأنه يأكل الحشرات ودمه غير مغذٍّ بما فيه الكفاية ليستحق المخاطرة. وأضافوا أن الدراسة تظهر أيضا للمرة الأولى أن بعوض الملاريا يتجنب فعلا التغذي على أنواع معينة من الحيوانات.

والأهم أن البعوض لا يحتاج لرؤية الدجاج لكي يبتعد عنه، إذ تصدر عنه "فقاعة رائحة" تبعد حتى أشد البعوض جوعا عن الذهاب لأي مكان قريب من هذا المصدر الحاد الرائحة، ومعظم البعوض بالتالي لن يدخل بيتا فيه دجاجة.

لكن بما أن تعليق دجاجة في غرفة النوم يبدو أمرا مبالغا فيه قليلا فقد تمكن العلماء من عزل المكونات الكيميائية ويخططون حاليا لتطوير مادة طاردة للبعوض مماثلة لرائحة الدجاج. وتشمل الاستراتيجيات الحالية للوقاية من الملاريا في المناطق المعرضة للخطر استخدام مبيدات الحشرات والناموسيات.

وقد تقلل هذه الاستراتيجيات من انتقال المرض، لكنها ليست كافية، فيما وجد الباحثون أن البعوض لا يوجد في الفخاخ التي وضع عليها روائح الدجاج، لأنه يستخدم حاسة الشم في المقام الأول لتحديد الأشخاص الذين يتغذى عليهم.

ووجد فريق الباحثين أن وضع الدجاج الحي في منطقة مجاورة لفخ البعوض يكون بمثابة مواد طاردة للبعوض، مشيرين إلى أنه اكتشاف مذهل قد يؤدى إلى منع انتقال الملاريا وفيروس زيكا للإنسان. وأضاف الباحثون أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تركز على استخدام روائح الدجاج لصياغة منتج طارد للبعوض لتلبية المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.

وقال العلماء إن الاختلاف بين هذه المادة الطاردة وتلك المتوفرة حاليا بالأسواق هو أن الأولى يعمل مفعولها على نطاق واسع جدا، حيث تعمل الرائحة على منع البعوض من الاقتراب وبذلك يمكن وقف انتشار الملاريا.

ولمعرفة أي نوع يفضل البعوض التغذي عليه، جمع العلماء بيانات عن البشر والحيوانات المنزلية في ٣ قرى بإثيوبيا. ووجدوا أن البعوض الذي ينقل الملاريا تجنب الدجاج داخل وخارج المنزل. ثم فصلوا مركبات كيميائية موجودة فقط في ريش الدجاج ووضعوها في فخاخ في ١١ منزلا ووجدوا عددا قليل جدا من البعوض في هذه الفخاخ. أما وضع دجاجة حية داخل قفص بجانب الفخ فكان له تأثير أكبر.

وينتقل مرض الملاريا من خلال لدغات البعوض المصابة بالطفيليات وهي الطريقة الأكثر شيوعا. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، كان هناك نحو ٢١٤ مليون حالة إصابة بالملاريا في جميع أنحاء العالم العام الماضي، وحوالى ٤٣٨ ألف حالة وفاة بسبب هذا المرض، كما أن إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى لديها أعلى معدل إصابة بالملاريا؛ وتمثل المنطقة ٨٩٪ من حالات الإصابة بالملاريا و٩١٪ من الوفيات الناجمة عن الملاريا في عام ٢٠١٥.