كاين وبنس .. وجهان لعملة واحدة في انتخابات أمريكا
يرى البعض أن كلا من تيم كاين الديمقراطي ومايك بينس الجمهوري المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي يمثلان وجهين لعملة واحدة
بعد اختيار كل من الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس، تظهر أسئلة كثيرة حول ذلك الاختيار، خصوصا أن كلا من تيم كاين الديموقراطي ومايك بينس الجمهوري يأتيان من خلفية يمينية، أي أنهما وجهان لعملة واحدة في السباق الرئاسي الأمريكي لهذا العام.
ورغم أن هناك فرقا شاسعا بين خبرات كاين السياسة، والتي أثبتت فعالياتها عندما كان نائب حاكم وحاكم ولاية فيرجينيا للعمل على احتواء المشاكل، وتوجه بينس اليميني المباشر، المتمثل في مواقفه المناهضة للهجرة ومساندة جمعية السلاح الأمريكية، إلا أن كلاهما يعرّف نفسه بأنه "مسيحي" ثم يبدأ بإعلان توجهه السياسي، سواء كان جمهوريا أم ديموقراطيا.
وبالنسبة لكاين، فهو شخصية معتدلة نسبيا بالرغم من كونه "كاثوليكيا" في العديد من القضايا التي تهم الأمريكيين مثل السلاح والإجهاض، إلا أن توجهه المعتدل جعله مقبولا في أوساط الديموقراطيين والليبراليين الأمريكيين كونه أكد على أنه "يؤمن إيمانا عميقاً -وليس فقط من باب السياسة، ولكن حتى من باب الأخلاق- بأن الأمور حول التكاثر والحميمية والعلاقات ووسائل منع الحمل هي من ضمن الحيز الشخصي، حيث إنها قرارات أخلاقية يجب أن يتخذها الأفراد بأنفسهم. وآخر شيء يحتاجه الأمريكيون هو حكومة تتدخل في تلك القرارات الشخصية".
ولكن بالرغم من ذلك، تبقى قرارات واختيارات كاين تميل نحو التيار اليميني المحافظ، فعلى سبيل المثال يصف كاين نفسه بأنه "نوعاً ما كاثوليكي تقليدي، يعارض الإجهاض، ويعارض عقوبة الإعدام".
وبالنسبة لمايكل بنس، البالغ من العمر 57 عامًا، فهو يقدم نفسه علنا على أنه "مسيحي محافظ وجمهوري، بهذا الترتيب، وقد أشار الى أن دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، يفهم "البلاد بطريقة لا يفعلها أحد منذ الرمز الجمهوري رونالد ريجان".
ورغم أن بنس كان حاكما لولاية إنديانا منذ 2013، إلا أن خلفيته العسكرية، حيث خدم كضابط في سلاح مشاة البحرية الأمريكية، تجعله مساندا قويا للتدخل العسكري الأمريكي عوضا عن الدبلوماسية في حل المشاكل والأزمات الدولية، هذا بالإضافة الى معارضته القوية لدخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة بسبب مخاوف الإرهاب.
ويعتبر بنس من أشد مؤيدي دونالد ترامب، حيث على عكس كاين، الذي يراه الكثيرون متعقّلا في تصرفاته وطرحه لخطابه السياسي، فهو مدافع شرس عن سياسات ترامب التي تهدف الى جعل "أمريكا عظيمة مجددا".
وتأتي نتيجة اختيار كل من هيلاري وترامب لشخصيتين في منصب نائب الرئيس كوجهين لعملة واحدة، فكلاهما محافظ ومتدين، لكن أحدهما متعقل في طريقة طرحه للقضايا الحساسة، والآخر يريد أن يرى أمريكا التي كانت في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان.