إنفوجراف.. رحلة "الدواعش الجدد" إلى أوروبا
منذ الإعلان الرسمي لظهور تنظيم داعش الإرهابي في يونيو ٢٠١٤ استمرت سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت بشكل مباشر الدول الأوروبية
منذ الإعلان الرسمي لظهور تنظيم داعش الإرهابي في يونيو/ حزيران ٢٠١٤ استمرت سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت بشكل مباشر الدول الأوروبية، دون أن تنتهي، مخلفة وراءها المئات من الضحايا المدنيين، وهو ما يطرح التساؤلات بشأن أساليب التنظيم في تجنيد الشباب غير المنتمين له، واستغلاله لمنصات التواصل الاجتماعي لنشر أفكاره المتطرفة بينهم، والأهم دوافع هؤلاء الأشخاص للقيام بمثل هذه الهجمات.
وفي تحليل لآخر 10 هجمات شهدها العالم، تناولت بوابة "العين" الإخبارية خمسة محاور رئيسية وهي أعمار، وجنسيات المنفذين، ودراستهم أو المهنة، وهل ما إذا كانوا مهاجرين قبل ظهور داعش أو بعدها، وما طبيعة علاقتهم بالجماعات الإرهابية، في محاولة للإجابة على هذه التساؤلات التي يبدو أنها ستظل رهن بحث خلال الفترة المقبلة.
وشمل التحليل الهجوم على صحيفة "شارل أيبدو" الفرنسية، وهجمات كوبنهاجن، وهجمات فرنسا، العام الماضي، مرورًا بهجمات بروكسل، وأورلاندو وتفجيرات إسطنبول وهجوم بنجلاديش وصولًا لهجوم نيس وحادث قطار ألمانيا الأخير.
الأعمار لا تتجاوز العقد الثلاثيني
وأوضح التحليل أن أعمار المنفذين تتراوح ما بين 20 إلى 30 عامًا، وكان صلاح عبد السلام منفذ هجمات فرنسا نوفمبر 2015 (27) عامًا، بينما كان شريكه في هجوم مسرح الباتاكلان إسماعيل عمر مصطفاي عمره 28 عامًا، هو من قام باقتحام المسرح بالرشاشات الكلاشينكوف قبل أن يقوم بتفجير نفسه بالأحزمة الناسفة.
وتراوحت أعمار الثلاثة الإرهابين، الشقيقين إبراهيم وخالد البكري ونجيم الشعراوي، في هجوم بروكسل مارس/آذار الماضي، بين 23- 25عامًا.
وتقاربت أعمار كلًا من محمد لحويج منفذ هجمات نيس، وعمر متين منفذ هجوم أورلاندو، والشقيقين سعيد وشريف كوشي المسؤولين عن تنفيذ هجوم صحيفة شارل أيبدو في يناير/كانون الثاني 2015، حيث تراوحت أعمارهم بين 30 -34 عامًا.
بينما كان عمر منفذ هجوم قطار ألمانيا الأخير 17 عامًا، ليشير هذا الهجوم إلى انضمام شريحة جديدة في العمر إلى تنظيم داعش.
مختار غباشي نائب مركز الدراسات العربية لـ"العين": معروف عن الفئة العمرية المستقطبة لتنفيذ هذه العمليات التوهج، فالشباب يقدم فيها على القيام بعمليات أقرب للانتحار، خاصة أن المنفذين ليس لهم دور فعال في المجتمعات الأوروبية، لذا يسهل استقطابهم، بعكس غيرهم.
جنسيات مختلفة.. والدافع متقارب
وتباينت جنسيات وانتماءات منفذي الهجمات، وتضاربت الأنباء عن جنسية محمد رياض منفذ هجوم ألمانيا الأخير بين لاجئ أفغاني أو باكستاني قدم إلى ألمانيا منذ عام تقريبًا، ولم تظهر أي أدلة سابقة تشير لانتمائه لتنظيم داعش.
بينما كان الأفغاني عمر ميتن منفذ هجوم أورلاندو، من المهاجرين لولاية فلوريدا حيث درس الحقوق بجامعة إنديان.
وكان محمد لحويج منفذ هجوم نيس فرنسي من أصل تونسي، عرف لدي الشرطة بتاريخه الإجرامي في السرقة والعنف فقط.
بينما حمل شريف وسعيد كواشي منفذي هجوم شارل أيبدو الجنسية الفرنسية، ولكن عرف عن شريف كواشي انتمائه لشبكة إرهابية مهمتها إرسال مقاتلين للعراق، وعلاقته القوية بمتطرف يدعى جميل ببغال.
وكان صلاح عبد السلام، منفذ هجوم باريس، من أصول مغربية من مواليد بروكسل، وجهت له عدة اتهامات بتجارة وتعاطي المخدرات حتى أغلقت السلطة المقهى التي كان يديرها في بروكسل، وربطته علاقة صداقة قوية بالمتطرف الداعشي عبد الحميد أباعود.
وكان الشريك الثاني له، إسماعيل عمر مصطفاي فرنسي من أصل جزائري، وِأشارت وقتها بعض الصحف عن سفره إلى سوريا عدة مرات عبر تركيا بين أعوام 2013- 2014، وقبل الهجمات ارتكب مخالفات متعددة حتى تم إدراج اسمه على قائمة المشتبه فيهم.
بينما لم يثبت تورط أبراهيم وخالد البكراوي منفذي هجمات بروكسل في أي قضايا إرهابية، وهم من مواليد بلجيكا، بينما تحدثت الصحف البريطانية أن ثالثهما نجيم العشراوي عمل 5 سنوات في الفترة من 2007- 2012 بمطار بروكسل ما أدى لتسهيل مهمته في تفجير المطار، وهو من أعد متفجرات هجوم مسرح باريس في نوفمبر/تشرين ثاني 2015.
وفي هجوم كوبنهاجن فبراير/شباط 2015، لم يكن لدى المنفذ عمر الحسين، دنماركي الجنسية ومن أصل فلسطيني، سجلًا إرهابي، ولكن كان معروفًا لدى الشرطة بتورطه مع بعض العصابات الإجرامية، قبل طعنه المخرج المسرحي الدنماركي فين نورجارد.
وفي تفجيرات إسطنبول الأخيرة التي تنوعت فيها جنسيات منفذيها بين روسي وأوزبكي وقرغيزي، وهم مهاجرين تسللوا للدخول بجوازات سفر روسية، تشير الأدلة إلى تورطهم في خليات إرهابية تابعة لداعش.
وعرف عن المتورطين في تفجير دكا انتماؤهم لجماعة المجاهدين المحظورة في بنجلاديش منذ أكثر من 10 سنوات، والتحاقهم بجامعات موناش في ماليزيا، وبشمال جنوب دكا، وعرف عن 3 من أصل 5 منفذي للهجوم بانتمائهم لأسر ميسورة الحال.
ويرى سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع أن التنظيم يعتمد في تجنيد الشباب، على استهداف اللصوص وأصحاب السوابق الإجرامية، فيقنعهم بأن عملية واحدة ضد الكفار تمحي جرائم الماضي.
دافع آخر تحدث عنه أستاذ علم الاجتماع، وهو عدم قدرة المنفذ الاندماج في المجتمع، فيكون ذلك الوضع بمثابة الثغرة التي يستغلها التنظيم في تجنيده.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuOTYg جزيرة ام اند امز