كيف تتعامل تيريزا ماي مع الانتقادات لخروج بريطانيا من أوروبا؟
في وجه الانتقادات الحادة التي تتلقاها الخارجية البريطانية بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، كيف تتصرف رئيسة الوزراء تيريزا ماي؟
في الوقت الذي تواجه رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، مهمة صعبة للخروج ببلادها من الاتحاد الأوروبي بعد تصويت الشعب البريطاني في استفتاء تاريخي يونيو/ حزيران الماضي، تواجه وزارة الخارجية انتقادات حادة وكأنها المسؤولة وحدها عن تلك العملية الشائكة.
وتناولت مجلة "إيكونمست" البريطانية كلا الجانبين؛ حيث لفتت إلى أن أغلب الناس يعتبرون الدبلوماسية هي أفضل مناصب الحكومة، ولكن الحقيقة أن كل وزارة تلعب دورًا مهمًا في الدولة، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع على سبيل المثال تنسق معظم أعمال وزارة الخارجية من خلال قراءة الاهتمامات الدولية وتحديد القرارات وإستراتيجية الدولة.
وشددت المجلة على ضرورة تفهم التحول المفاجئ الذي حدث لوزارة الخارجية، بعد التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، من تخفيض الميزانية وظهور تنافسية في الإدارة بين المسؤولين، ولكن كل هذا لا يقارن بحجم الغضب والانتقادات التي تعرضت لها الوزارة خلال الأسابيع الماضية.
ونال قرار تيريزا ماي بتعيين عمدة لندن السابق والمؤيد لرحيل بريطانيا، بوريس جونسون، وزيرًا للخارجية، نصيبًا كبيرًا من الانتقادات؛ نظرا لأنه معروف بأنه شخص اجتماعي ولكن في الوقت نفسه عديم الجدية والضمير، بحسب وصفة المجلة.
ولم تتوقف ردود الفعل والتعليقات حول جونسون؛ ففي بروكسل هو شخص غير محبوب لموقفه الأخير من الاتحاد الأوروبي، وفي واشنطن وجه الصحفيون الأمريكيون له أسئلة تلوم وتنتقد تصريحاته السابقة عن الرئيس أوباما، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عندما شبهها بممرضة "مصطنعة" في مستشفى أمراض عقلية.
أما بخصوص تعامل تيريزا ماي مع الخروج من الاتحاد الأوروبي، فهي بالفعل خصصت وزارة تختص بمفاوضات الخروج، ولكن عليها خلق وزارة أخرى للتجارة الدولية، وهاتان الوزارتان من شأنهما أن تصبحا جزءًا من أعمال وزارة الخارجية.
ولذلك يتعين على ماي تعيين أفضل الدبلوماسيين لتسهيل المعاملات بين المملكة المتحدة والخارج، ووضع رؤية لمعرفة الدول الشركاء في عملية المفاوضات.
وبشأن عضوية بريطانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قالت المجلة إن الأدوار العسكرية والاقتصادية التي تلعبها بريطانيا "مهمة"، ولكن بعد خروجها من الاتحاد تصبح فرص البريطانيين مقارنة بحلفائهم الألمان والفرنسيين أقل في تحقيق الاستفادة القصوى من وراء التعاون المشترك والتحالفات.
ورجحت المجلة أن تتجه بريطانيا نحو الصين وروسيا، لتضمن دعمها اقتصاديًا عن طريق العلاقات التجارية الضخمة المتبادلة بعد مغادرة الاتحاد.