دخلت الأزمة السياسية في جنوب السودان منعطفاً خطراً، بعد قرار الرئيس سلفا كير ميارديت تعيين وزير المعادن تعبان دينق نائباً أول له
دخلت الأزمة السياسية في جنوب السودان منعطفاً خطراً، بعد قرار الرئيس سلفا كير ميارديت تعيين وزير المعادن تعبان دينق نائباً أول له، بديلاً عن ريك مشار الذي يرفض العودة إلى العاصمة جوبا إلا بعد إجلاء الجيش الحكومي منها، وتولي القوات الأممية مسؤولية تأمينها، كما طالب أيضاً بتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق السلام.
مجموعة «الإيقاد» في اجتماعها الأخير في الخرطوم رفضت خطوة سلفا كير بتعيين دينق، وطالبته بالتراجع عنها، وحذرته من محاولات استهداف مشار وجماعته. وشددت على ضرورة الالتزام الصارم بتطبيق اتفاق السلام.
وجاءت استقالة وزير الزراعة في الحكومة الانتقالية لام أكول من منصبه لتزيد الأوضاع تعقيداً، وتضع الرئيس سلفا كير وحكومته في حرج كبير، بل وتضع اتفاق السلام نفسه في مهب الريح.
لام أكول الذي أعلن أيضاً تخليه عن زعامة حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقراطي - قال في مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا «لم يعد هناك اتفاق سلام يطبق في جوبا، جميعنا نتفق على أن النظام في جوبا يجب أن يتغير»، وأضاف «نحن نتشاور الآن حول تنظيم صفوفنا لتقوية المعارضة ضد الحكومة»، ما يعني العودة مجدداً إلى مربع الحرب، التي لم يفارق شبحها البلاد.
لقد تم التنبيه أكثر من مرة إلى ضرورة قيام المحكمة المختلطة التي تم إقرارها في اتفاق السلام لمحاكمة مجرمي الحرب، وهو ما أيدته الولايات المتحدة الأمريكية، وشددت عليه مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانثا باور الجمعة الماضي، حيث قالت إن مجرمي الحرب في جنوب السودان لن يفلتوا أبداً من المحاسبة.
ووفقاً للمفوضية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، لا تزال أعمال العنف مستمرة، وأوردت المتحدثة باسم المفوضية مايسا فلمينغ، أن فارين من القتال أبلغوا المفوضية بأمور مثيرة للقلق للغاية، الجماعات المسلحة تمارس أنشطتها على الطرق المؤدية إلى أوغندا، وتمنع الناس من الفرار، وأضافت «الجماعات المسلحة تنهب القرى، وتقتل المدنيين، وتجند الشباب والصبية في صفوفها قسراً».
ومهما يكن من أمر، فإن إقدام كير على تشجيع ورعاية الانقسام داخل حركة خصمه مشار، والاستعجال في تعيين بديل له، أدخل البلاد في نفق مظلم، ووضعها في مواجهة مع المجتمع الدولي الذي رعى، لأشهر طويلة، اتفاق السلام.
ليس من المستبعد أن تشهد الأيام القادمة تنسيقاً بين مشار وأكول لإطاحة كير، وبذلك يدخل جنوب السودان مجدداً في دوامة العنف والحروب الأهلية.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة