من غير المستغرب موقف السفير التركي الذي رد بلسان تركيا على الناعقين منذ إعلان محاولة الانقلاب وحتى هذه اللحظة.
أشاد السفير التركي في أبوظبي بموقف دولة الإمارات العربية المتحدة الثابت والداعم للشرعية في تركيا، والمنبثق من المبادئ الثابتة لدولة الإمارات في نبذها للعنف والتطرف وزعزعة أمن واستقرار الدول وخاصةً الشقيقة والصديقة منها، مؤكداً على قوة العلاقة من الناحية السياسية والاقتصادية والتجارية والتي ارتقت درجات في المتانة بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي للإمارات.
هذا الدعم الذي أشاد به ممثل تركيا في الإمارات كانت آخر صوره تسليم تركيا لاثنين من جنرالات الجيش التركي أثناء عبورهما عبر مطار دبي قادمين من إحدى الدول، وذلك بناء على طلب الحكومة التركية التي وضعتهما في قائمة المطلوبين ضمن محاولة الانقلاب الفاشلة.
ومن غير المستغرب موقف السفير التركي الذي رد بلسان تركيا على الناعقين منذ إعلان محاولة الانقلاب وحتى هذه اللحظة، فالعالم المحترم الواعي والمتمحص يعلم ويقدر دور الإمارات في دعم إرادة الشعوب ودعم واستقرار الأوطان.
التصريح جاء صاعقاً على رأس تنظيم الإخوان وأتباعه حول العالم، والذين سعوا جهداً وعملاً وتخطيطاً نحو الإساءة للإمارات والزج باسمها صراحة وضمناً في محاولة الانقلاب الفاشلة، بتهم رميت جزافاً دونما دليل ودونما شاهد أو شواهد، فكل ما يهم هذا التنظيم القبيح هو الطعن في جسد دولة علقت آماله على مشنقة كتب أعلاها "هذا جزاء الخائنين".
الغريب والمضحك هم العرب الأتراك، الأردوغانيون أكثر من أردوغان نفسه، والذين رغم تصريح السفير التركي إلا أن عقولهم ما زالت مستمرة بالإيعاز لألسنتهم قذفاً واتهاماً وشتماً، وتكذيب السفير وتصديق إعلام الإخوان!! ألا يعلمون هؤلاء أن السفير هو المخوّل بنقل وجهة نظر بلاده فيما يعني البلاد التي يقيم فيها؟
ورغم هذا قد يميل البعض منا إلى عدم الاهتمام بمثل هؤلاء الجهلة المغفلين، فهم سرعان ما تختطفهم الأمواج فتقذفهم حيثما شاءت، إلا أن وجود هؤلاء الذين تعجز عقولهم عن رؤية الحقيقة هو كالسرطان يسري في جسد من حولهم، فحجم المستنقع الذي صنعه تنظيم الإخوان من خلال منصاته الإعلامية كـ ميدل إيست آي والعربي 21 والجزيرة وغيرها من المنصات التي يدير دفتها تنظيم الإخوان، والذي غرقت فيه عقول الكثير من الشباب العربي والخليجي، حتى أصبح أحدهم يمشي كالأعمى لا يدرك أين يضع قدمه إلا من خلال أصوات تغرد خارج السرب تبحث عن وطن جديد يقبل قذارتها وقباحتها ويتبنى تصديرها ضدهم.
ولعل أكثر الأصوات قباحة هو صوت ذلك المنظر الإخواني -النفيسي- الذي يمتلئ تاريخه تناقضاً وغرابة وتقلباً في تحليلاته واستنباطه السياسي، والذي يدل على أن عقله تغشوه سحابة من كبر السن وطموح الشباب الذي أدركه المشيب دون أن يتبوأ من قيادة التنظيم مقعداً، ولكن زرع الفتن وتأليب الشعوب وشق الصف هي لعبة تجيد ألسنتهم تطبيق قواعدها، وأكثر ما يجعل هذه الأصوات تعلو وترتقي المواقف والمنابر التي تجمعهم بعقول مغيبة غائبة مشلولة عاجزة عن البحث في الحقيقة وتمحيصها، عقول على كراسٍ متحركة يقودها الناعقون كيفما شاؤوا!!
أصبح الشباب العربي يدرك أن الإسلام والقومية ليست بالصراخ والشعارات الزائفة على المنصات والمنابر دون فاعلية تذكر على الأرض، العربي أصبح مدركاً أن التهور لا يشبه الشجاعة، وأن الأولى ليست هي الحل الأمثل والأسلم للنهوض بالإسلام والعروبة، وأن الثانية تحتاج إلى صبرٍ وحكمة، ويدرك أن هناك إعلاما سخّر نفسه عبداً للمال يسيرّه الطامعون بالسلطة لتدمير الأوطان ومقدرات الشعوب، واقتنع جمهور العرب بأن السياسة والعسكرية والعمل الاستخباراتي، لا يمكن أن تستمد من مغرد حاقد على تويتر أو مخرف على الواتساب !!
الحقيقة هي أن عجلة التطور قد مضت، ولا يضيرها في شيء من تخلف عن الركب ولا زال يراوح مكانه، يرتكب ذات الأخطاء التي ارتكبها آباؤه الأولون، فتجد بعضهم يعشق من يجيد الكلام والصراخ باسم العروبة والإسلام، وتدرب على الإقناع وسخر نفسه للقذف والطعن والاتهام، وحتى إن قناعاته تتغير بتغير اتجاه بوصلة أسياده الحاقدين، ونسي أن الزمان اختلف وأن المؤمن كيّسٌ فطن، ولا يلدغ من جحرٍ مرتين يا إخوان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة