فرقاء ليبيا يوقِّعون الأربعاء اتفاقًا للتسوية..وروسيا: لم نتلقَّ طلبًا لضرب داعش
ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية
يوقع طرفا النزاع في ليبيا، الأربعاء، خطة أممية للتسوية تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما نفت روسيا اعتزامها ضرب مواقع داعش بليبيا.
أعلن طرفا النزاع في ليبيا، اليوم الجمعة، أنهما سيوقعان الأربعاء المقبل خطة الأمم المتحدة للتسوية التي تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلد الغارق في الفوضى، فيما نفت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف اعتزامها ضرب مواقع تنظيم داعش في ليبيا.
وجاء الإعلان عن توقيع الاتفاق في ختام اجتماع استمر يومين في تونس بين ممثلين عن برلمانيْ طبرق المعترف به دوليًّا وطرابلس برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي يرأسها الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر.
ويمهد هذا الاجتماع للمؤتمر الدولي المقرر عقده في روما بعد غد الأحد والرامي لإعطاء زخم دولي للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال ممثل برلمان طرابلس صالح المخزوم في تصريحات للصحفيين: "سيتم توقيع الاتفاق السياسي يوم 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري".
وأضاف: "إنه يوم سعيد، أنا بصفتي نائبًا لرئيس المؤتمر الوطني العام (الممثل ببرلمان طرابلس) أدعو زملائي إلى الالتحاق بهذا الحوار الليبي-الليبي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة".
محمد شعيب، ممثل برلمان طبرق المعترف به دوليًّا، أكد الأمر، مرجحًا توقيع الاتفاق في المغرب.
وقال شعيب: "نعلن لشعبنا أننا قد عزمنا على الانتقال من هذه المرحلة الصعبة وأن نفتح الطريق نحو المستقبل".
وكان ممثلون آخرون عن البرلمانين وقعوا الأحد الماضي في تونس "إعلان مبادئ" ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أسبوعين وإجراء انتخابات تشريعية والعودة إلى أحكام الدستور الملكي.
وتم التوصل إلى توقيع هذا الإعلان من دون وساطة بعثة الأمم المتحدة، ما دفع المنظمة الدولية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التشكيك به. وطالب سفراء ومندوبو واشنطن والاتحاد الأوروبي في ليبيا إلى التمسك بخطة الأمم المتحدة، معتبرين أن إعلان المبادئ لا يلقى إجماعًا داخل ليبيا.
وسيرأس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في روما الأحد مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني الاجتماع الدولي حول ليبيا.
ودعت إيطاليا والولايات المتحدة إلى الاجتماع الدولي للضغط على الأطراف الليبية من أجل تسريع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية "كأساس وحيد" لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، كما أعلن وزير الخارجية الايطالي مؤخرًا.
وعلى صعيد متصل، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارلم ديزير، اليوم الجمعة: "هناك حاجة ملحة (للبدء بتطبيق الاتفاق) .. وكل أسبوع يمر يستغله تنظيم داعش من أجل محاولة تحويل ليبيا إلى قاعدة إرهابية".
وتردد فرنسا وإيطاليا منذ فترة أن الخطر الذي يمثله الجهاديون في سوريا موجود هو نفسه في ليبيا، وأعلنت إيطاليا استعدادها لتولي قيادة عملية عسكرية على الأرض.
إلا أن رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رنزي، أعلن، اليوم الجمعة، أنه لن يخاطر، وأنه لن يتدخل في ليبيا إلا بعد الحصول على ضوء أخضر من الأمم المتحدة ومن السلطات الوطنية المعترف بها.
من جانبه، نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، اعتزام بلاده شن ضربات جوية في ليبيا، حيث توجد مجموعات موالية لتنظيم داعش.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي خلال زيارته لإيطاليا: "هذه ليست خططنا .. لم نتلقَّ طلبات من هذا النوع من حكومة ليبيا".
وتشهد ليبيا فوضى أمنية ونزاعًا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل نحو عام ونصف عام بين السلطتين اللتين تتقاسمان الحكم، السلطة المعترف بها دوليًّا في الشرق، والسلطة المناوئة لها التي تتخذ من طرابلس مقرًّا ومدعومة من تحالف جماعات مسلحة تحت اسم "فجر ليبيا".
ويتطلع المجتمع الدولي إلى إنهاء النزاع في ليبيا عبر توحيد السلطتين في حكومة واحدة تلقى مساندة دولية في مهمتين رئيسيتين: مواجهة خطر التطرف الذي وجد موطئ قدم له في الفوضى الليبية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
ويسيطر تنظيم داعش على مدينة سرت (450 كلم شرق ليبيا)، ويسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها.