رواية "لا طريق إلى الجنة" للبناني حسن داوود تفوز بـ"جائزة نجيب محفوظ للرواية"
داوود لـ"العين": فخور بالجائزة التي ربطت بين اسمي واسم نجيب محفوظ
أعلنت لجنة تحكيم "جائزة نجيب محفوظ" مساء السبت عن فوز الروائي اللبناني حسن داوود عن روايته "لا طريق إلى الجنة" بجائزة هذا العام.
أعلنت لجنة تحكيم "جائزة نجيب محفوظ" التي تطلقها "الجامعة الأمريكية بالقاهرة" عن فوز الكاتب والروائي اللبناني حسن داوود عن روايته "لا طريق إلى الجنة" بجائزة هذا العام، وتسلم داوود الجائزة من رئيسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليزا أندرسون في الحفل الذي أقيم مساء السبت في القاعة الشرقية في حرم "الجامعة الأمريكية" بميدان التحرير.
وقال داوود في حديث خاص لـ"العين"، إن "جائزة نجيب محفوظ تعني الكثير بالنسبة لي، ومن المعلوم أنها جائزة مشهورة في أوساط الكتاب والمثقفين العرب وجميعهم يتحدثون عن الأهمية الاستثنائية لهذه الجائزة، فهي جائزة حرة ونزيهة، ويكفي أنها قربتني أكثر وربطت بين اسمي واسم نجيب محفوظ".
وقالت لجنة تحكيم الجائزة في حيثيات منحها للرواية، إنها "رواية نفسية بديعة تنفذ إلى معضلة الزمان والإنسان في المجتمع الديني، رواية جديدة مختلفة تتميز بسرد جوهر شخصية رجل دين في قرية في جنوب لبنان"، كما أن الرواية "تتميز بسردها الدقيق لتفاصيل الحياة اليومية وتأملات الراوي لتقليد أسرة عريقة حتى يتخلى الراوي عن إرثه (العباءة والعمامة) الذي ورثه عن أبيه ويمضي إلى حياته، كما تسرد الرواية مشاهد تجسد عزلته وضجره وعجزه".
كما جاء في حيثيات اللجنة، إن "إيحاءات العمل تشبه أسلوب مارسيل بروست في دقتها، فكل فقرة تشبه طبقة رقيقة من الواقع، تقدم ببساطة شديدة تكشف عن المشاكل والأسئلة التي يثيرها كل حدث بكل تركيباته، الأسلوب الصافي الهادئ النقي يعطي هذا الكتاب صوتًا مميزًا، في سرد يشبه كثيرًا سرد إرنست هيمنجواي، وفي جمل قصيرة محكمة، تبطن أكثر مما تكشف، وينسج الكاتب الذروة بهدوء شديد، ليخلع رجل الدين العمامة والقفطان ويواجه العالم برغبته، وإدراكه، أن ما يفعله لا يشكل الطريق إلى الجنة".
وأضافت اللجنة أن الرواية "تتأمل التفاصيل الدقيقة لحياة الراوي، كما يحفل النص بالتفاصيل وإيحاءات اللغة ويستوحي سرد حسن داود للتفاصيل واقعية نجيب محفوظ وأدبه الحديث، إلا أن للرواية صوتها المميز، وتتناول موضوعًا جديدًا في الرواية العربية وبأسلوب يبوح بكل ما يدور في أعماق النفس، يسلك الراوي البطل في الرواية طريقًا من حالة العجز، وأزمة الوجود التي يعيشها إلى التحرر الذي يبدو سمة جديدة وطريقًا آخر، لحظات من أزمات البطل تكشف عن إبداع حسن داود في السرد والحوار الداخلي ومستويات من التواصل بين الراوي وولديه التي يستوحي منهما جوهر العلاقات الإنسانية".
حسن داود، كاتب وروائي وصحافي لبناني، من مواليد بيروت، لبنان، عام 1950 وتخرج في الجامعة اللبنانية عام 1973، حاملًا درجة الماجستير في الأدب العربي، عمل في جريدة السفير اليومية اللبنانية، حيث قام بتحرير ملحقها الثقافي الأسبوعي لمدة ثلاثة أعوام، وعمل في جريدة الحياة اليومية كاتبًا، ثم مسئولًا عن صحفتى الثقافة والتراث، أصدر ملحق نوافذ الأدبي والثقافي الصادر عن جريدة المستقبل، وعمل رئيسًا لتحرير المجلة الشهرية «رصيف 22». ويعمل حاليًا مدير تحرير في صحيفة «المدن» الإلكترونية، وهو عضو في هيئة تحرير مجلة «كلمن» الفصلية التى تهتم بالكتابة الثقافية والفكرية والاجتماعية.
درّس مادة الكتابة الإبداعية في الجامعة اللبنانية الأمريكية، وقد أصدر له ثلاث مجموعات قصصية وعشر روايات من ضمنها رواية «بناية ماتيلد» والتى ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية، ورواية «أيام زائدة» التي ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، ورواية «سنة الأوتوماتيك» وقد ترجمت للإنجليزية، ورواية «غناء البطريق» التي ترجمت للإنجليزية والفرنسية والالمانية، والتى منحت جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في عام 1998 .
وروايته «مائة وثمانون غروبًا» الحائزة على جائزة البحر الأبيض المتوسط للأدب، وكانت هذه الرواية موضوعًا للجائزة الدولية للكتاب العربي الروائي عام 2010 وقد ترجمت إلى اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى ذلك، كتب سيناريو فيلم "زوايا" وترجم إلى العربية رواية الكاتب الهندي ر.ك. ناريان «فنان اللافتات». وروايته التاسعة «لا طريق إلى الجنة» قد نشرت في بيروت عام 2013 عن دار الساقي.
وقال الروائي العراقي أحمد سعداوي: "حسن داوود بروايته الأخيرة (لا طريق إلى الجنة) يضعك مُسبقًا في عالم من الأسئلة المتزاحمة، فيبدأ القارئ، وقبل أن يدخل في متن الرواية، برسم سيناريوهات عن معنى الجنة التي يرمي إليها حسن داوود في روايته".
لجنة تحكيم الجائزة هذا العام تكونت من: الدكتورة تحية عبد الناصر، أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن بالجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ والدكتورة شيرين أبو النجا، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة؛ والدكتورة منى طلبة، أستاذ الأدب العربي بجامعة عين شمس؛ وهمفري ديفيز، المترجم المعروف للأدب العربي؛ والدكتور رشيد العناني، أستاذ فخري للأدب العربي الحديث بجامعة إيكستر ببريطانيا.
وبالتزامن مع إعلان الفائز بجائزة نجيب محفوظ، احتفلت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بصدور 6 طبعات جديدة لأعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهي: «الحرافيش، «أولاد حارتنا»، «خان الخليلي»، «زقاق المدق»، «السراب»، و«اللص والكلاب»، وأيضًا صدور الترجمة الإنجليزية الجديدة لرواية «أشياء رائعة» لريك بسيوني، كما أعلنت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة أيضًا عن إصدار سلسلة نشر أدبية جديدة باسم "هوبو"، والتي ستنشر أولى رواياتها بداية ربيع 2016، وأول أربع روايات سيتم نشرها في إطار السلسلة الجديدة، ستكون في مارس وأبريل، لكل من: إبراهيم عيسى «مولانا»، يوسف فاضل «طائر أزرق حزين يحلق معي»، عبد الإله حمدوشي «الذبابة البيضاء»، إبراهيم نصر الله «زمن الخيول البيضاء».
وتعد دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة التي أطلقت جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي عام 1996، الناشر الرئيسي لأعمال نجيب محفوظ باللغة الإنجليزية لأكثر من خمسة وعشرين عامًا، والمالكة لحقوق نشر أكثر من 600 طبعة باللغات الأجنبية الأخرى لأعمال الأديب التي تُرجمت إلى 40 لغة في جميع أنحاء العالم منذ فوزه بجائزة نوبل عام 1988، وتنشر بالإضافة إلى ذلك حوالي 60 عملًا جديدًا سنويًّا وأكثر من 800 عمل بالمكتبات، وتعتبر دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة الرائدة في مجال نشر الكتب الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA== جزيرة ام اند امز