جوجل تساعد الأمريكيين في التصويت
قامت جوجل بطرح خدمة لمساعدة الأمريكيين على التصويت في الانتخابات الرئاسية، إلا أن هناك سؤالا حول كيفية تأثير ذلك على الاقتراع
أعلنت عدة وسائل إعلام أمريكية عن قيام شركة جوجل العالمية باستخدام محركات بحثها وقواعد معلوماتها في مساعدة الناخبين الأمريكيين في التصويت، حيث تقول الشركة إنها قامت بتوفير "نتائج بحث معمقة" للمستخدمين في حالة البحث عن معلومات حول كيفية التصويت.
وتقوم الخدمة الجديدة التي تقدمها جوجل للناخبين الأمريكيين بإعلامهم بمواعيد الاقتراع والأوراق والإثباتات اللازم إحضارها عند الذهاب للاقتراع، كما ستقوم جوجل بتعديل المعلومات طبقا لكل ولاية مع شرح واف لعملية الاقتراع والخطوات الخاصة بها لكل ولاية.
وقد قامت صحيفة واشنطن بوست بعمل تجربة عملية حول استخدام هذه الخدمة، حيث أشارت إلى أن هناك جانبا عمليا لتلك الخدمة، حيث تقدم نتائج البحث المعدلة الخاصة بالانتخابات معلومات حول المرشحين، ونتائج استطلاعات الرأي، ومراكز الاقتراع في جميع مدن الولاية، والأوراق المطلوبة للتسجيل والإثباتات التي يجب على الناخب إحضارها إلى مراكز الاقتراع، إضافة إلى خطوات الانتخاب بداية من الحضور وحتى الإدلاء بالصوت.
ويقول داني هايز، مدرس العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الأمريكية في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز، أنه عندما يستطيع الناخبون الوصول إلى معلومات أكثر حول الانتخابات، فإن نسبة المشاركة تزداد، مما يعني وقعا أقوى على سير انتخابات الرئاسة لهذا العام.
ويشير كل من الباحثين كريج برايانز من جامعة فيرجينيا تك وبيرنارد جروفمان من جامعة كاليفورنيا إلى دراسة نشرت على موقع معهد بروكنجز للأبحاث حول العلاقة بين توافر المعلومات ونسبة المشاركة الانتخابية للناخبين الأمريكيين على مدى 20 عاما، حيث كلما زاد وعي الناخبين حول المرشحين وخطوات الانتخاب كلما زادت نسبة المشاركة.
وبالنسبة لخدمة جوجل الجديدة، يشير الباحثان إلى أن الإنترنت قدم الكثير من المعلومات للناخبين خلال الـ 15 عاما الماضية، مما شجع الكثير من الأمريكيين لتسجيل أنفسهم للاقتراع في الانتخابات المحلية والرئاسية، لكن مع استمرار تنظيم وفهرسة المعلومات الخاصة بكل ولاية، كما فعلت جوجل، فإنه من المتوقع أن تزداد شريحة الناخبين بسبب سهولة وتوافر المعلومات حول المشاركة في الحياة السياسية.
لكن صحيفتي "يو اس ايه توداي" و "ذا أتلانتيك" أثارتا سؤالا حول الحزب الذي سيستفيد من الزيادة في المشاركة الانتخابية، وأشارتا إلى عدد من الدراسات التي أجرتها جامعة نيويورك في 2007 حول قدرة شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ومحرك جوجل للبحث، أن يساهما في توجيه الانتخابات بشكل معين عن طريق توفير إجابات معينة وترتيب النتائج للتركيز على قضية معينة، واستخلصت الصحيفتان إلى أن قدرة جوجل على التأثير على السلوك الانتخابي الأمريكي لا تختلف كثيرا عن الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات.
ويشير برايان فونج من صحيفة الواشنطن بوست إلى أن تزويد الأمريكيين بالمعلومات التي يحتاجونها للتمتع بحرياتهم السياسية، والمعلومات التي هم يبحثون عنها، يختلف تماما عن "إمالة" الانتخابات لصالح جهة ما، حيث إن الخدمة التي تقدمها جوجل تعطي الأمريكيين أمانا أكبر بالمؤسسة الانتخابية الأمريكية لضمان حياديتها بشكل حيوي للنظام الانتخابي الأمريكي.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز