"سوق التنين" أحد أبرز مظاهر الشراكة الاقتصادية الإماراتية الصينية
السوق الواقع في دبي يستقطب أكثر من 1.5 مليون زائر شهريًّا وتستثمر فيه أكثر من 1000 شركة وأكثر من 1000 رجل أعمال.
تربط دولة دولة الإمارات علاقات اقتصادية قوية مع كل دول العالم منذ قيامها، حين وضعت مبادئ وركائز أساسية وراسخة في علاقاتها الدولية تقوم على تعزيز السلام والتعاون والحوار والانفتاح على الثقافات والأديان الأخرى كافة، سعيًا إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعندما ترتبط هذه المبادئ مع التجارة والتبادل التجاري، لاسيما وإن كانت ذات موقع إستراتيجي بين دول العالم وخطة عمل تساعد وتسهل للمستثمرين القيام أعمالهم، مما يؤدي إلى ازدحام السوق وازدهاره محليًّا وعالميًّا، وتعد الصين من أوائل الدول التي سعت مع الإمارات لتطوير علاقاتهما الاقتصادية والدبلوماسية على حد سواء.
ومن أبرز المشاريع الاقتصادية التي جاءت نتيجة للشراكة بين الإمارات والصين، هى "سوق التنين" في إمارة دبي، وهو أكبر مركز تجاري للمنتجات الصينية خارج الصين، تم إنجازه في عام 2004، ويعد من أكبر البوابات لتوريد المنتجات الصينية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الأسواق، ويقدم منصة فريدة للتجار لتلبية احتياجات هذا السوق الضخم.
ويقع سوق التنين في دبي حيث تبلغ مساحته 150،000 مترًا مربعًا، ويصل طول السوق إلى 1.2 كم على شكل تنين، أي ما يعادل 47 ملعب لكرة القدم، ويضم السوق في سبع مناطق مجزأة التي تقدم مجموعة متنوعة من المرافق عالية الجودة للزوار والتجار على حد سواء، ويضم السوق حاليًا أكثر من 3950 منافذ تقديم مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الأجهزة المنزلية والقرطاسية والأجهزة المكتبية والاتصالات والمعدات الصوتية، ومصابيح، والمستلزمات المنزلية ومواد البناء والأثاث ولعب الأطفال والأجهزة والملابس والمنسوجات والأحذية والبضائع العامة.
السوق يعمل فيه أكثر من 4 آلاف شخص، ويستثمر فيه أكثر من 1000 رجل أعمال وأكثر من 1000 شركة، ويزور السوق أكثر من 1.5 مليون زائر شهريًّا والإقبال حوالي 19 مليون سنويًّا، أي ما يعادل بالمتوسط 52 ألف زائر يوميًّا، ويشهد سوق التنين توافد عدد كبير من الزوار الخليجين والسياح، حيث يجذب الكثير من السياح لحجمه الهائل وبضائعه المتوفرة التي تكاد لا توجد إلا في هذا السوق الكبير، وأصبح السوق الصيني واجهة من الواجهات السياحية في دبي، حيث أدى اختلاط الحضارات فيه إلى خلق سوق استثنائي في قلب الجزيرة العربية.
ويحتل سوق التنين موقعًا استراتيجيًّا في دبي، حيث يقع على الطريق السريع حتا / العين، وهو شريان رئيسي يؤدي من إلى دبي، ويحتوي على أكثر 2500 موقف للسيارات، فضلًا عن ثمانية مخازن مجهزة تجهيزًا كاملًا و25 مبان سكنية على بعد 200 متر فقط من المجمع الرئيسي، والسوق يقع بالقرب من مدينتي الورقاء ومردف فضلًا عن قربه عن مطار دبي الدولي.
وبعد الإقبال الكبير الذي شهده سوق التنين، حيث تربع في قمة الأسواق التجارية في الإمارات تقرر أن يضاف الى حجمه الهائل ب 175 الف متر مربع، وإضافة دور للسينما وعدد كبير من المطاعم والمحال، حيث يشمل جيان وهو سوق للأطعمة بحجم 10000 متر مربع، وسينما مجمع جراند سينما بمساحة 4000 متر مربع، ويتضمن المركز التجاري المكون من طابقين مع قاعة للطعام وشرفة منفصلة تقدم مجموعة واسعة من خيارات تناول الطعام في الهواء الطلق مستأجرين، موقف للسيارات متعدد الطوابق وفندق يأخذ مساحة 8500 متر مربع وفيه 240غرفة، وذلك ليساعد ويهيئ الجو المناسب لهذا المشروع الإماراتي الصيني الضخم.
وتعتبر العلاقات التجارية والإقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين من العلاقات القوية والمتنامية في المنطقة، وذلك بدأ منذ بدء الاتحاد، حيث حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على التعاون مع جمهورية الصين، وقد بدأ ذلك في عام 1984، حيث أعلنت بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأظهرت الأبحاث أن التبادل التجاري بين الإمارات والصين أحرز نموًّا هائلًا، ولاسيما في الفترة بين عامي 1999 و2011، حيث بلغ حجم التبادل التجاري إلى ما يقارب 152 مليار دولار، وقد نستطيع القول، إنها كانت المرحلة الأولى فقط، حيث أن قيمة التبادل التجاري أحرزت تزايدًا بنسبة 39% في عام 2011، وارتفعت نسبة الصادرات الصينية إلى دولة الإمارات بنسبة 28%، وارتفعت نسبة صادرات الإمارات إلى الصين بنسبة 89%، وذلك فقط في عام واحد بعد 2010. و استمر التبادل التجاري بين البلدين حيث وصل الى 201 مليار عام 2015.
ومن جهة أخرى فإن دولة الإمارات تستحوذ على النسبة الأكبر من صادرات الصين إلى المنطقة، حيث تستحوذ على نسبة 60% من الصادرات الصينية إلى المنطقة، وإن عدد العمالة والأشخاص الذين لهم أعمال في الإمارات من الجالية الصينية يساوي أكثر من 200 ألف صيني وأكثر من 3000 شركة صينية تمارس أعمالها في الإمارات.
تقوم العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والصين على روابط متينة، خصوصًا أن الصين هي الشريك التجاري رقم واحد للإمارات، حيث إن صادرات الصين إلى الإمارات تشكل نسبة كبيرة من الصادرات الغير نفطية للإمارات.
aXA6IDMuMTQ3LjQ3LjE3NyA=
جزيرة ام اند امز