دبابات تركية عبرت إلى سوريا، اليوم؛ في إطار حملة عسكرية هدفها المعلن طرد داعش، بينما يرى باحث أن التحرك عنوانه الأساسي "الأكراد".
عبرت دبابات تركية إلى سوريا، اليوم؛ في إطار حملة عسكرية هدفها المعلن طرد عناصر تنظيم داعش من مواقعهم في شمالي سوريا، بينما يرى باحث متخصص في الشأن التركي أن الهدف المعلن يتخفي وراءه اتفاق غير معلن بين تركيا وإيران وروسيا عنوانه الأساسي "الأكراد".
وقال كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون التركية، إن التدخل العسكري التركي في سوريا سيكون إستراتيجية جديدة لأنقرة في ظل التقارب مع طهران وموسكو؛ حيث تم الاتفاق على إدارة الأزمة السورية وفقًا لعدة عناصر.
وأضاف "سعيد"، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن العنصر الأول يتمثل في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية لضمان منع قيام كيان كردي، أما الأمر الثاني فيتلخص في القضاء على الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش وجبهة النصرة، والأمر الثالث هو إعادة التأهيل السياسي للنظام السوري وإرساء الحل السياسي للأزمة في سوريا.
وأشار الباحث المتخصص في الشؤون التركية، إلى أن دخول تركيا لم يتم بشكل مباشر ولكن عبر قيام الجماعات المسلحة المعتدلة التي تمولها تركيا والمملكة العربية السعودية وغيرها في هجمات على المناطق الحدودية خاصة في حلب عقب صعود قوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل أغلبية عناصرها من الأكراد ومحاولتهم لربط المناطق الكردية الموجودة في شرق الفرات بغرب الفرات وربط إقليم عكرين بعين العرب كوباني في ظل سعيهم لبناء فيدرالية كردية شمال سوريا وهذا الأمر تعارضه تركيا من الأساس.
وأوضح الباحث المتخصص في الشؤون التركية، أن تركيا تحرص في هذا التوقيت تحديدًا على دعم الجماعات السورية التي تناهض الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة على المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا لتحجيم دور الأكراد بها ومنع قيام كيان كردي ومنع ربط القوت الكردية بمناطق شرق الفرات وغرب الفرات.
ولفت "سعيد" إلى أن ذلك يؤكد بدء التعاون التركي الروسي داخل سوريا فيما يخص الأكراد، لا سيما وأنه في الثاني من شهر أغسطس الجاري شنت طهران حملة ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وأعدمت العشرات من أعضاء الحزب وأصبحت القضية الكردية الآن تؤرق أنقرة وطهران، ومن ثم يسعيان لمنع تأسيس كيان كردي في المنطقة، ولم يعد هناك مانع لدى تركيا في التعاون مع إيران للتخلص من الأكراد.
وأوضح أن ضربات النظام السوري التي شُنت على مواقع كردية قبل عدة أيام في منطقة الحسكة تعتبر رسالة إلى تركيا لإمكانية فتح حوار شريطة التنازل التركي عن خيار رحيل الأسد أو إسقاطه، ما أدى إلى تراجع تركيا قليلًا في هذا الاتجاه.
ورأى "سعيد" أن مسألة الأكراد تعتبر أمنًا قوميًا بالنسبة لتركيا ومن ثم فهناك محاولات للتنسيق مع موسكو وطهران والجماعات المسلحة ومساعٍ للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لمنع دعم القوات التابعة للأكراد في سوريا؛ حيث إن الإدارة الأمريكية تعتبر الأكراد في الوقت الحالي ركيزة لمواجهة داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى في سوريا، متوقعًا أن زيارة جون بايدن اليوم إلى تركيا لمناقشة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محاور عديدة تتعلق بالأزمة السورية.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز