مصر: لا عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة الروسية بسيناء
رغم إعلان موسكو الشهر الماضي أن عبوة ناسفة وضعت على متنها
قالت مصر، إنها لم تتلق ما يفيد وجود عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة الروسية بسيناء، رغم إعلان موسكو أن الحادث نجم عن عبوة ناسفة
استبعدت مصر فرضية العمل الإرهابي أو التدخل غير المشروع في حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق المصرية في الحادث، إن "اللجنة لم تتلق حتى الآن ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي وراء الحادث".
وأضاف رئيس اللجنة في بيان أصدرته وزارة الطيران المدني المصرية اليوم الإثنين، أن "اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني".
يأتي ذلك رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الشهر الماضي أن سقوط الطائرة هو من ضمن الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسي، وتوعد مدبري الحادث بانتقام لا مفر منه.
وقال مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف في وقت سابق، إن فحص الحقائب الخاصة بركاب طائرة وكذلك أجزاء الطائرة سمح بالعثور على آثار مواد متفجرة أجنبية الصنع، مؤكدًا أن انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع على متن الطائرة أدت إلى تحطمها في سيناء.
كما تبنى تنظيم داعش (ولاية سيناء) حادث تفجير الطائرة، وقال، إنها ردًّا على الغارات الروسية على مواقع التنظيم في سوريا.
وقال الطيار أيمن المقدم، إن "اللجنة انتهت أمس الأحد من إعداد التقرير الأولي عن الحادث الذي تسبب في وفاة جميع ركاب وأفراد طاقم الطائرة وعددهم 224 شخصًا"، موضحًا أنه تم إرساله إلى الممثلين المعتمدين للدول التي لها الحق في الاشتراك في التحقيق، وكذلك منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
وأوضح أن التقرير يتضمن 19 بندًا ثابتًا متعارف عليها في تحقيق الحوادث يتضمن المعلومات الأولية المتاحة أمام لجنة التحقيق حتى تاريخ صدوره، والذى يحتوى على معلومات يتم تدقيقها بشكل أكثر تفصيلاً من خلال مراحل التحقيق القادمة، وأشار المقدم إلى أن التقرير المبدئي أقر بأن البحث عن أجزاء الحطام امتد إلى أكثر من 16 كيلومترًا من موقع الحطام الرئيسي، موضحًا أن أعضاء فريق عمل الطب الشرعي بلجنة التحقيق تلقوا التقارير الخاصة بالكشف على الجثامين من الأطباء الشرعيين، وينتظرون تقارير مضاهاة الجثامين من الجانب الروسي لتحديد حالة الضحايا بعد معرفة تحاليل البصمة الوراثية DNA لذويهم.
وأكد المقدم أنه تم الاستعانة بخبراء مصريين من كلية الهندسة بجامعة القاهرة في تصوير حطام الطائرة بكاميرا حديثة ثلاثية الأبعاد للاستعانة بها في الاحتفاظ بشكل الحطام وهيئته والمواقع النسبية لها في موقع سقوطها، واستغرق ذلك 30 ساعة عمل.
وقال، إن فريقًا من المتخصصين من مركز بحوث وتطوير الفلزات زار موقع الحطام للمعاينة الظاهرية، تمهيدًا للمرحلة الثانية من تحليل الحطام بعد نقله للقاهرة.
وأضاف أن اللجنة أعطت كامل الفرصة لجميع المعنيين، بما فيهم شركة التأمين وفرق العمل الروسية المتخصصة في معاينة الحطام بموقعه، وهو ما تنص عليه التشريعات الدولية قبل نقله من الموقع لاستكمال مراحل التحقيق.
وتابع أن أجهزة مسجلات الطيران والصندوق الأسود الخاص بالمعلومات والبيانات أظهرا أن خط سير رحلات الطائرة قبل وقوع الحادث بخمسة أيام كانت بين مطارات روسية ومطارات مصرية فقط، وأن الرحلة التي سبقت الحادث أقلعت من مطار "سمارا" بروسيا إلى شرم الشيخ.
وأشار إلى أن فريق أنظمة الطائرة قام على مدار 30 ساعة عمل بتفكيك 38 جهاز كمبيوتر خاص بالطائرة، إضافة إلى عدد 2 جهاز كمبيوتر خاصين بمحركي الطائرة من الحطام بموقع الحادث، وتم نقلها إلى القاهرة لإخضاعها للفحص الدقيق بمعرفة فرق العمل المتخصصة.
وقال، إن مجموعة عمل العمليات بلجنة التحقيق فحصت البيانات الخاصة بالطيارين مع الجانب الروسي، والخاصة بإجازات الطيران ولياقتهم الطبية، ويجرى في الوقت الحالي فحص السجلات التفصيلية للعمليات التدريبية التي قام بها الطيارون، بعد ترجمتها من اللغة الروسية.
رئيس اللجنة المصرية قال أيضًا، إنه يجري حاليًا دراسة الحالة الفنية والإصلاحات التفصيلية التي تمت على الطائرة وهيكلها وأنظمتها ومحركاتها من تاريخ إنتاجها وحتى وقوع الحادث، وذلك من خلال الوثائق والسجلات الفنية الخاصة بالطائرة والتي وردت من الجانب الروسي، ويتطلب الكثير من الوقت، حيث إن الطائرة تم إنتاجها في شهر مايو عام 1997.
وأشار المقدم إلى أن جميع ممثلي الدول المشاركة في التحقيق حصلوا على جميع الحقوق التي حددتها لهم التشريعات الدولية، ولا يزال التعاون والتواصل معهم مستمرَّا لتبادل المعلومات بشأن الحادث، موضحًا أنه تنظيم 15 رحلة جوية إلى موقع حطام الطائرة بطائرات الهليوكبتر التابعة للقوات الجوية، وجار التنسيق مع القوات المسلحة المصرية للاستعانة بإمكاناتها في نقل الحطام بعد انتهاء جميع المعاينات المطلوبة، وتجميعه في مكان مؤمن بالقاهرة يتيح للجنة البدء في مراحل جديدة من التحقيق.
وكانت الطائرة قد سقطت بعد 23 دقيقة من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ وهو مقصد سياحي رئيسي بمصر.
وألحق حادث سقوط الطائرة ضررًا بالغًا بصناعة السياحة في مصر وهي ركيزة أساسية للاقتصاد، وأثار الحادث تساؤلات جادة حول أمن المطارات بمصر، وعلقت بعده كل من روسيا وبريطانيا رحلاتهما الجوية إلى شرم الشيخ.