المرأة الإيرانية.. تعددت الأشكال والتمييز واحد
المرأة في إيران تعاني من العنف والتمييز، نتيجة نظرة النظام السياسي الدونية لها، والتي تعززها مكانتها المتدنية في الثقافة الإيرانية
تعاني المرأة في إيران من العنف والتمييز، نتيجة النظرة الدونية لها من جانب النظام السياسي، تعززها مكانتها المتراجعة في الثقافة الإيرانية.
فالمجتمع الإيراني يعتبر المرأة "مواطن درجة ثانية"، في الحقوق والواجبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لذا يعتبر العنف والتمييز ضد المرأة من الملامح العامة التي يتصف بها المجتمع الإيراني بشكلٍ عام، والثقافة الإيرانية على وجه الخصوص، لا سيما مع تدعيم هذا الاتجاه التميزي من جانب القيادة الدينية.
ورغم تقلد بعض النساء عددًا من المناصب السياسية، لكن لم ولن تجرؤ أي منهن على المطالبة بحقوقهن، التي اتفق المحافظون والإصلاحيون على عدم الاعتراف بها.
ويعتبر التمييز السياسي، من أبرز مظاهر التمييز ضد المرأة الإيرانية، ويتمثل في حرمانها من المناصب القيادية، حيث يرى النظام السياسي، أن المناصب قاصرة على الرجال فقط، كما أن تمثيلها في المجالس المتخصصة مثل مجلس الشورى الإسلامي، ومجلس صيانة الدستور، لا يتناسب مع واقع المرأة في المجتمع الإيراني.
وتتجاوز مسألة التمييز ضد المرأة الإيرانية، مسألة الحرمان من المناصب القيادية، إلى الإقصاء المتعمد من البرلمانية، من جانب المحافظين والإصلاحيين على السواء، كما يرفض الجانبان، الاعتراف بها كمرشح رئاسي.
وهناك أيضًا التمييز الاقتصادي ضد المرأة، الذي يتسق مع الاتجاه العام للمجتمع الإيراني، إذا غالبًا ما تقتصر الوظائف في الجهاز الإداري للدولة على الرجال فقط، رغم ارتفاع نسبة الإناث عن الذكور في المجتمع الإيراني، من حيث الكمّ والحصول على المؤهلات العلمية، وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة بين السيدات، حيث تتراوح نسبتها ما بين 35 إلى 50 بالمائة.
في المقابل، لا تحظى المرأة العاملة في إيران على أي ميزة نسبية، حيث يتم حرمانهن من حقوقهن المالية لشهور عدة، وإذا قررن تنظيم أية مظاهرات للمطالبة بحقوقهن يتم اعتقالهن وتعذيبهن.
المردود الاجتماعي لهذا التمييز، أدى إلى تفشي ظاهرة النساء المهمشات، اللاتي بلا مأوى، فضلا عن اتجاههن إلى العمل في مهن شاقة ومميتة في كثير من الأحيان، من أجل تدبير نفقات العيش، فضلا عن هجرتهن خارج البلاد.
وتنعكس النظرة الدونية للمرأة الإيرانية، على وضعها الاجتماعي والأسري، إذ تعاني من العنف البدني، سواء عبر الزوج أو الأسرة أو النظام الحاكم.
وترتفع معدلات العنف والاغتصاب والطلاق ضد المرأة في إيران، لتصل إلى حوالي 90%، وقد جسد العمل السينمائي الإيراني " رجم ثريا – The stunning of Thuraia "، معاناة الزوجة في إيران، إذ يلفق بعض الرجال قضايا الزنا لزوجاتهم، إذا ما انكشف أمرهم بالخيانة الزوجية، والقانون هناك لا يشترط وجود شهود بعد شهادة الزوج، بعدها يتم الحكم برجم الزوجة حتى الموت.
التمييز والعنف الطائفي ضد المرأة حاضر أيضًا، إذ تعاني النساء الأحوازيات السنة والأكراد والبلوش السنة في إيران، من الاعتقالات والتعذيب والاغتصاب داخل السجون الإيرانية، لا سيما من جانب الحرس الثوري الإيراني الذين لا إدانة في هذه القضايا أو محاكمتهم، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين النساء لتصل إلى 20%.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA==
جزيرة ام اند امز