الصين تعلم أطفالها من سن 3 سنوات إدارة الشركات
في سبيل الحفاظ على الريادة والتقدم، يلحق حاليا الكثير من الآباء في الصين أطفالهم في دورات خاصة تؤهلهم ليكونوا مديري شركات
في سبيل الحفاظ على الريادة والتقدم، يلحق حاليا الكثير من الآباء في الصين أطفالهم من سن لا يتعدى الـ٣ في دورات خاصة تؤهلهم ليكونوا مديري شركات.
وذكرت صحيفة التليجراف البريطانية أن هذا خبرا صحيحا ويحدث بالفعل في مدينة قوانجتشو الصينية، حيث توجد مؤسسة تعليمية خاصة هناك يلحق بها الآباء أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين ٣ و ١٢ في برنامج تدريب المديرين التنفيذيين الخاص بالأطفال تحت اسم "قادة المستقبل".
وتقدم هذه المؤسسة خدماتها مقابل ٧٥٠٠ دولار سنويا، بحيث يكون هناك جلستين أسبوعيا للأطفال في دورة تستمر لمدة عامين، وتهدف هذه الجلسات إلى إبراز شخصيات الأطفال القيادية والتنافسية. وذكرت المؤسسة على موقعها على الإنترنت أنها تسعي أيضا إلى أن يمتاز أطفال على أقرانهم من الشباب حيث يصبح الصغار مؤهلين لتحديد الصداقات الحقيقية والوهمية وتقنيات التعامل مع النزاعات بين الأصدقاء، وأضافت أنها تدفعهم إلى تحويل الحلم البسيط إلى حقيقة، وأكدت أنها قادرة على منح هؤلاء الأطفال الإحساس الحقيقي بالثقة بأنفسهم.
وقال أحد الموظفين في المؤسسة التي تدرب الأطفال: "إننا نعلم الأطفال كيف يمكن للقادة أن يتصرفوا في ظروف معينة".
ويحظى التعليم غير الإلزامي بشعبية كبيرة في الصين، خاصة خلال العطلة الصيفية المدرسية حيث أنها تستمر لمدة شهرين تقريبا. وعادة، يرسل الآباء في الصين أطفالهم للدورات المرتبطة بالرياضة أو الفنون أو مواضيع التعليم التقليدية، وانتشر كذلك التعليم غير الإلزامي في السنوات الأخيرة من أجل تدريب الأطفال على تطوير المهارات المرتبطة بالبالغين.
ومع ذلك فما زالت تلك الدورات التدريبية تلقى انتقادات واسعة حيث يعتبرها البعض "حيلة تسويقية؛ كما وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها "جليسات أطفال متطورة"، وبينما تروج المؤسسة لنفسها بأنها قادرة على إبراز هذه الشخصية القيادية، إلا أن البعض يتساءل هل يمكن لبعض الأنشطة التي يلعب فيها الأطفال بترتيب المكعبات وتعبئة الجمل الناقصة أن تقوم بتكوين شخص قيادي في المستقبل.
ويري الخبراء أن الدافع الحقيقي الذي دفع معظمهم للتسجيل في هذه الدورات هو خوف الأهل من أن يتفوق أطفال غيرهم على أطفالهم، لذلك سجلت بعض العائلات أبناءها لأن هناك عائلات أخرى سجلت أبناءها مسبقا.