مأساة نهال السبب.. حظر أخبار اختطاف الأطفال بقنوات الجزائر

أعلى سلطة مخولة بمراقبة محتوى القنوات التلفزيونية والإذاعية في الجزائر منعت الأخبار المتعلقة باختطاف الأطفال.

منعت أعلى سلطة مخولة بمراقبة محتوى القنوات التلفزيونية والإذاعية في الجزائر بث الأخبار والصور المتعلقة باختطاف الأطفال من غير مصادرها الرسمية الآتية من السلطات القضائية، بعد تسجيل العديد من التجاوزات في التغطية الإعلامية لقضية اختطاف الطفلة نهال التي هزت المجتمع الجزائري.

وجاء هذا التحذير من سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائري، على خلفية الجدل الذي أثارته التغطية الإعلامية لحادثة اختطاف الطفلة "نهال سي امحند" ثم العثور عليها مقتولة في بداية شهر أغسطس/آب، حيث نشرت بعض القنوات التي تابعت القضية أخبارا تبين فيما بعد أنها غير صحيحة.

وعاشت عائلة الطفلة نهال، بفعل تلك الأخبار، أوقات عصيبة، لدرجة خروج والدها ودعوته وسائل الإعلام إلى مراعاة مشاعر العائلة وعدم الانسياق إلى السبق الصحفي على حساب مأساة ابنته.

ودعت سلطة ضبط القطاع السمعي البصري، في بيان لها اليوم، وسائل الإعلام إلى معالجة الأخبار والصور المتعلقة باختطاف الأطفال، من خلال "الاستناد  حصريا  كما يقتضيه القانون  لبيان وكيل الجمهورية المختص" قبل بث أي خبر أو صورة.

وأوضح رئيس سلطة الضبط، زواوي بن حمادي، أنه يجب "الالتزام بالقيم و القواعد المهنية من خلال وضع الأحداث في سياقها الصحيح، ومن خلال الاستناد حصريا  كما يقتضيه القانون  لبيان وكيل الجمهورية المختص الذي يعمل بنفسه بالتنسيق مع مصالح الأمن، قبل بث أي صورة أو خبر بما يسمح بتفادي كل ما من شأنه عرقلة سير التحقيق والبحث".

وأبرز أن هذا المسعى يهدف لتمكين محترفي الإعلام من معالجة مثل هذه الأحداث بـ"رزانة وبروح المسؤولية"، مشيرة إلى أن كل الأطراف المعنية ببث الخبر في مثل هذه المواضيع الحساسة، عليها الالتزام "بمزيد من الصرامة في معالجة هذه الأخبار البالغة الحساسية على الصعيد الإنساني".

وطالبت سلطة الضبط بتفادي  أسلوب الإثارة والاستجوابات وغيرها من المحاورات التي قد تنطوي على مساس بالحريات الفردية، مؤكدة على وجوب التقيد بما ورد في مخطط الإنذار الذي وضعته الحكومة الخاص باختطاف الأطفال الذي يقضي بعدم نشر أي خبر قد يفسد سير التحقيقات.

وتشغل قضايا اختطاف الأطفال الرأي العام الوطني في الجزائر، بالنظر إلى تكرار هذه الحوادث في السنوات الأخيرة، والنهاية المأساوية التي لقيها كثير من هؤلاء الأبرياء في مناطق عديدة بالجزائر على يد وحوش بشرية انتهكت حقهم في الحياة.