خبير فلسطيني لـ"العين": الاستيطان سيزداد وقت الانتخابات الأمريكية
الخبير الفلسطيني خليل تفكجي يقول لـ"بوابة العين" إنه يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التوجهات الإسرائيلية في تنفيذ خطط الاستيطان
فيما أقرّت إسرائيل بناء 550 وحدة استيطانية في الضفة والقدس المحتلتين؛ اعتبر خليل تفكجي، الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان، أن ما يجري ليس جديدًا، بل تكريس وشرعنة لواقع موجود وحالة توسع مستمرة ضمن برنامج إسرائيل لتعميق الاستيطان وتوسيع المستوطنات، وبالتالي تقسيم الضفة إلى كانتونات منعزلة تجعل من الدولة الفلسطينية الموحدة حلمًا غير قابل للتطبيق.
وتوقع تفكجي، خلال مقابلة خاصة مع "بوابة العين"، أن تشهد الآونة الأخيرة زيادة في وتيرة تنفيذ الخطط الاستيطانية الموضوعة، موضحا أن إسرائيل تستغل الظروف الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن الانتخابات الأمريكية، وأزمة اللاجئين بأوروبا، وحالة التشظي العربي، بحسب وصفه، تمثل بيئة ملائمة للاحتلال للمضي بقوة في تنفيذ مشاريعه الاستيطانية وزيادة وتيرتها، في غياب أي قوة مؤثرة يمكن أن تجبره على وقف هذه السرقة للأرض الفلسطينية.
وأضاف أن عملية الشرعنة التي تقوم بها حكومة اليمين الإسرائيلية تأتي ضمن خطة "ساسون" القديمة، التي تقسم البؤر إلى قانونية وغير قانونية، وتسعى لتحويل بعض البؤر إلى مؤسسات تعليمية تكون جزءا من إسرائيل.
وشدد على أن ما يجري هو "عملية إضفاء شرعية ضمن استراتيجية واضحة ومرسومة بدقة منذ أن قرر الاحتلال بتوجيه من رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرييل شارون الاستيلاء على التلال في الضفة لتكون جزءًا من الدولة العبرية."
كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد كشفت في تقرير مفصل لها من الضفة الغربية أن سلطات الاحتلال تعمل -بعيداً عن وسائل الإعلام- على شرعنة 100 بؤرة استيطانية من النقاط العشوائية في الضفة.
وقالت الصحيفة إن ما لا يقل عن ثلث هذه النقاط تمت شرعنتها بأثر رجعي أو أنها في طريقها إلى الشرعنة، مثل نقطة "مِتسبيه داني" التي أقيمت في منطقة رام الله عام 1998.
وهو الأمر الذي يعلق عليه تفكجي قائلا: "هذا التوجه الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة جزء من خطة استراتيجية لإضفاء الشرعية على الاستيطان طوال السنوات الماضية".
وأشار إلى أن واقع الاستيطان مخيف، فهناك 145 مستوطنة بالضفة، و15 في القدس، فيما يوجد 116 بؤرة استيطانية، أما أعداد المستوطنين فيبلغ نحو 420 ألفا بالضفة و210 آلاف في الضفة المحتلة.
ولفت الخبير الفلسطيني إلى أن الاحتلال يلجأ إلى أساليب وقوانين متعددة للسيطرة وفرض الشرعية، فهو يصادر الأملاك بحجة أنها أملاك دولة أو غائبين، ويصدر قوانين عنصرية تنزع الملكيات، وتحولها للمستوطنين ومن ثم تمنح لهم بامتيازات لعمرانها.
يذكر أن ما يسمى "مجلس التخطيط العليا بالإدارة المدنية"، التابع للاحتلال، صادق اليوم الأربعاء على بناء 550 وحدة استيطانية في الضفة والقدس المحتلتين.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المجلس المذكور صادق على بناء 235 وحدة استيطانية في مستوطنة "الكناه" المقامة على أراض سلفيت في شمال الضفة الغربية وذلك بأثر رجعي، وخطة لبناء 200 وحدة أخرى في مستوطنتي "بيت آرية" و"عوفريم" في شمال ووسط الضفة.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز