فيديو وصور: فوز الأبيض على اليابان يثير الفرحة والخوف أيضا
الفوز الإماراتي بقدر ما يبعث على الفرحة ويخطو بنا للأمام على طريق تحقيق الحلم المونديالي، يجب أيضا أن يثير بعض الخوف.. لماذا؟!
مهدي علي ومنتخب الإمارات يستحقان كل التحية على الروح والأداء والنتيجة أمام اليابان في عرينها بطوكيو، في وقت كانت كل الظروف فيه مع صاحب الأرض وضد المضيف الذي لم يبدأ لاعبوه الموسم الكروي بعد.. هذه هي الخلاصة التي لا يمكن الخوض في أي تفاصيل فنية حول المباراة دون أن نبدأ بها.
استحق الأبيض الفوز على نظيره الياباني بطوكيو بشكل عام بصرف النظر عن أي عوامل قد يرى البعض إنها ساعدته على الخروج بتلك النتيجة.
ولا يقلل من الفوز وأهميته كثرة الفرص الضائعة من اليابانيين لأن المهم في النهاية هي النتيجة، وعلى من يشكك في هذا أن يعود للتاريخ ليعرف كيف تعامل مع فوز منتخب إيطاليا الدفاعي على منتخب البرازيل الممتع في مونديال 1982.
كذلك لا يقلل من الفوز الغالي ما تداولته مواقع التواصل حول أخطاء الحكم القطري لصالح الأبيض إحياء لثقافة جلد الذات العربية، لأنه إذا كانت أخطاء التحكيم جزء من كرة القدم كما يردد الجميع فلماذا لا نرتاح عندما تصب في صالح الفرق العربية، وقد استفاد منها في السابق وسوف يستفيد منها في المستقبل منتخبات اليابان وأستراليا وكوريا.
لكن الفوز الإماراتي بقدر ما يبعث على الفرحة ويخطو بنا للأمام على طريق تحقيق الحلم المونديالي، يجب أيضا أن يثير بعض الخوف من أن ينخدع به المنتخب أو مشجعيه كما سنوضح بالتفصيل.
فنيا قدم المهندس مهدي علي مباراة جيدة جدا في حدود الإمكانيات المتاحة والفروق المعروفة بين المنتخبين، ويحسب له بالتأكيد شجاعته الخططية فتخلوا عن حكمة "الدفاع التام أو الموت الزؤام" التي ترفعها أغلب المنتخبات العربية التي تقابل اليابان في طوكيو.
رأينا تشكيلا متوازنا بوجود ثلاثي هجومي صريح هم الحمادي وخليل ومبخوت وخلفهم الساحر عموري وبجواره عامر عبد الرحمن وهو لاعب مهاري أكثر منه دفاعي.
هذا الفكر وتلك الشجاعة انتقلت للاعبي الأبيض بالعدوى داخل الملعب الذين رأوا مدربهم يقدم برهانا عمليا على رغبته في الفوز فامتلكوا الجرأة للهجوم والتسجيل في مرمى منافسهم العنيد، وهي عدوى يفشل كثير من المدربين في نقلها للاعبيهم ببساطة لأنهم يفعلون عكس ما يطالبون به اللاعبين فيتحدث عن الفوز ويبدأ بتشكيلة تضم 8 مدافعين.
ولا يمكن تجاهل ثقافة الفوز التي رسخها المدرب في لاعبيه، والتي مكنتهم من تجاوز محنة الهدف الياباني المبكر، وهو أمر اعتدنا أن يؤدي لانهيار لاعبينا معنويا فيما تبقى من المباراة لكن الأبيض فاجأنا بتماسكه وقدرته على التعادل ثم الفوز، مثلما فاجأنا أحمد خليل بثقته الهائلة عند تسديد ركلة الجزاء.
يحسب لمهدي علي كذلك نجاحه الواضح في التدريبات والمعسكرات على تعزيز فعالية الشق الهجومي لفريقه الذي بات يستطيع الوصول لمنطقة جزاء المنافس بأقل عدد من التمريرات، والتسجيل من عدد أقل من الفرص.
لكن الخوف يأتي من بعض الملاحظات الفنية والخططية على المنتخب، وهو خوف إيجابي يهدف لتعزيز ما تحقق وليس للتشكيك فيه.
أولى الملاحظات هي الخلل الدفاعي الواضح جدا في المنتخب الإماراتي، وهو كاد أن يكلفه فقدان الفوز لولا سوء التوفيق الذي لازم اليابانيين.
في اعتقادي أن الخلل سببه عناصر خط وسط الأبيض الحاليين وتحديدا محوري الدفاع عامر عبد الرحمن وخميس إسماعيل اللذين لا يملكان قدرات دفاعية عالية في الضغط على المنافس والشراسة في الكرات المشتركة، كما لا يجيدان التغطية في الكرات المرتدة من مدافعيهم أمام منطقة الجزاء، وهو ما اعطى انطباعا بالخطورة اليابانية لأن كل هجمة يشتتها الدفاع تتحول إلى هجمات متعددة بدلا من أن تتحول الكرة لصالح الإمارات، ويبدو أن تأثير غياب ماجد حسن لا يملك مهدي علي من يستطيع ملئه في التشكيلة الحالية.
كذلك هناك مشكلة غياب "العقل" في قلبي الدفاع، فرغم الجهد الكبير والاستبسال المقدر من الثنائي إسماعيل أحمد ومهند العنزي إلا أن كليهما لا يصلح لدور الليبرو أو مدير خط الدفاع مثل بكنباور مثلا الذي يلعب بعقله أكثر مما يلعب بقدمه وجسده.
ونتيجة لهذا وجدنا قصورا في التغطية أمام المهاجمين ومن حسن الحظ أن أوكازاكي مهاجم ليستر لا يتمتع بالذكاء الكبير وإلا لكان حصل على فرص أو ربما ركلات جزاء من قلبي الدفاع.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA= جزيرة ام اند امز