لا بأس أن نكون قد فهمنا خطأ ما قاله رينار، ما دام أن مصلحة الفريق الوطني يجب أن تسمو فوق كل شيء
لا أذكر أنني حملت على محمل الجد، ما قاله الناخب الوطني هيرفي رينار ذات يوم في برنامج تلفزي مباشر بإمكان أي منا العودة إليه، بخصوص قرار استبعاد عبد الرزاق حمد الله، من كان يمثل مع يوسف العرابي أكبر خياراتنا الهجومية، لطبيعة الإيقاع الذي تلعب فيه أكثر البطولات الخليجية.
لذلك كله لم يغيظني في شيء أن يتبرأ مما قاله، فقد فرض انضمام 3 لاعبين دفعة واحدة هذا الصيف لأندية إماراتية وخليجية، أن يعتمد رينار فلسفة الهجوم خير وسيلة للدفاع، فتبرأ بالكامل مما قاله يوما، بل زاد عليه بأن قال إننا نحن من فهمنا بالخطأ ما كان يقصده، ولا بأس أن نكون قد فهمنا خطأ ما قاله رينار، ما دام أن مصلحة الفريق الوطني يجب أن تسمو فوق كل شيء، حتى لو تعلق الأمر بتخوين من قاموا بترجمة ما قاله المدرب أو تأويل ما أجاب به على سؤال صحفي بطريقة خاطئة.
لا يستطيع رينار أن يشهر رفضه القاطع أمام كل أسودنا الذين يلعبون بالبطولات الخليجية، بل سيكون من الحمق بكل الاعتبارات الفنية والأحكام التقنية التي قد نتوافق عليها، أن يفعل رينار ما يمكن أن يكون قد أعده حجة لتبرير عدم المناداة على حمد الله ذات وقت، أولا لأن الفريق الوطني مقبل على استحقاقات كبيرة لا تقبل بأي شكل من أشكال المجازفة بضرب النواة البشرية، وثانيا لأن من جذبهم الخليج العربي هذا الصيف، لاعبون من الصعب تعويضهم في الوقت الراهن، يوسف العربي ومبارك بوصوفة وبدرجة أقل عبد العزيز برادة.
وعندما نتعمق في قراءة ما خطط له رينار من خلال ودية ألبانيا ورسمية ساوتومي، عندما قرر العودة مجددا إلى التجريب باختبار ملكات عدد من اللاعبين بخاصة منهم من يلعبون في المراكز التي يشغلها برادة وبوصوفة والعرابي، ندرك أن التضحية بمباراتين كان يفترض أن يروض فيهما أسلوب اللعب ويتعمق اللاعبون الأساسيون في هضم فلسفة اللعب التي يقترحها عليهم هيرفي رينار.
بينما يمضي المنتخب الجابوني في تجهيز نفسه للموقعة الكروية أمام أسود الأطلس في تصفيات كأس العالم 2018 بمواجهة ودية من العيار الثقيل أمام الأسود الكاميرونية، يكون الفريق الوطني قد لعب مباراتين في غياب شبه كامل لثوابته البشرية، ما فوت عليه فرصة تشحيم البطاريات وما ضيع فرصة الزيادة في جرعات الانسجام الكامل مع فكر رينار التكتيكي، وكل الأمنيات أن لا ينعكس هذا الإكراه سلبا على أسود الأطلس بعد شهر من الآن عندما يلاقون فهود الجابون بخيار الفوز أو التعادل لتكون رحلة البحث عن بطاقة التأهل للمونديال قد انطلقت على نحو جيد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة