كيف ننشئ جيلاً يقرأ؟ هذا الكتاب يجيب..
يمكن لخطوات وآلية عقلية محددة أن تدعم القراءة وتجعل الأطفال يقبلون عليها كعمل محبب إليهم. هذا ما يرتكز عليه كتاب "كيف ننشئ جيلاً يقرأ"؟
تعاني المنطقة العربية من معدلات متدنية في نسب القراءة، هذه حقيقة لم تعد تخفى على أحد، إلا أنه لرفع معدلات القراءة تحتاج المجتمعات لبرامج ومبادرات على مستوى الأمة، كمبادرة "عام القراءة 2016" التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضاً يمكن لخطوات وآلية عقلية محددة أن تدعم القراءة وتجعل الأطفال يقبلون عليها كعمل محبب إليهم. هذا ما يرتكز عليه موضوع كتاب "كيف ننشئ جيلاً يقرأ"، الذي قام مؤلفه دانيال ويلينغهام بمسح أجراه على 300 شخص أمريكي بالغ، وتقصّى من خلال بحثه عدد الدقائق الفعلي التي يمضيها المراهقون في ممارسة عدد من النشاطات من بينها القراءة.
عشرة عناوين يضمها الكتاب الصادر منذ أيام قليلة عن الدار العربية للعلوم "ناشرون"، اعتمد المؤلف من خلالها مبدأً تنظيمياً لافتاً، إذ يحيط في الفصل الأول شيئا من علم القراءة، ويطرح عدداً من الأسئلة، كيف يتعلم الأطفال فك الرموز؟ وما الآلية التي يتمكنون من خلالها من فهم ما يقرؤونه أو عدم فهمه؟ ولم تجد لدى بعض الأطفال حافزاً على القراءة ولا تجده لدى البعض الآخر؟ أما بقية الكتاب فقد قسمه المؤلف إلى ثلاثة أقسام، وفقاً للمرحلة العمرية: من الولادة وحتى مرحلة ما قبل المدرسة، من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني، ومن الصف الثالث وما بعده. وفي كل قسم يقدم فصولا مختلفة حول كيفية تعزيز فك الرموز لدى الطفل واستيعابه لما يقرأ وتحفيزه على القراءة في ذلك العمر.
وبالعودة إلى المسح، كان المؤلف يطمح أن يكون الوقت المخصص للقراءة الذي طمح إليه من شملهم المسح 75 دقيقة. أما الوقت الفعلي الذي يمضيه المراهقون الأمريكيون في القراءة فهو 6 دقائق فقط. وبناء عليه طرح المؤلف سؤال القراءة وبدأ العمل على تبيان الأسباب التي تدفع أو تعيق عملية القراءة ووضع الأساليب التي يُمكن للأهل والمدرسين اتباعها، لهذا فإن الغرض من هذا الكتاب البسيط، بحسب المؤلف، معرفة ما الذي يستطيع الأهل فعله ليحب أطفاله هذه العادة. ويعتبر أنه لا يمكننا أن نغفل حقيقة أن بعض الأبناء ينشأون قارئين، إلا أن معظمهم لا يقرأون مطلقا. فهل بالإمكان تزويد هؤلاء الأبناء وأهاليهم بتوجيهات محددة؟
استراتيجيات عديدة يقدمها الكتاب للقراء في 263 صفحة والذي ترجمته مهى عز الدين، لا سيما أن الأهل الذين يحبون القراء ليس لديهم بالضرورة فكرة عن الآلية التي ممكن أن تجعل من أبنائهم قرّاء، لذلك يمكن إدراج هذه الكتاب تحت خانة "ابدأ الآن" وهو يبين للأهل استراتيجيات كثيرة ويركز على ارتباط الميل إلى القراءة بالمدرسة، بالإضافة إلى أمور مفيدة كثيرة.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز