القطاع الفندقي بغزة .. 2015 الأسوأ منذ ربع قرن وخسائر تجاوزت 5 مليون دولار
مهدد بالانهيار خلال 3 سنوات
قال رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق في غزة أبو حصيرة، إن 2015 شهدت أسوأ أداء اقتصادي لمرافق السياحة في غزة منذ نحو ربع قرن.
قال رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية في قطاع غزة صلاح أبو حصيرة، إن سنة 2015 شهدت أسوأ أداء اقتصادي ومالي لمرافق القطاع السياحي في غزة منذ نحو ربع قرن.
وأكد أبو حصيرة في حوار مع بوابة " العين"، أن الإيرادات المالية للقطاع السياحي تراجعت إلى مستوى يهدد مرافق القطاع السياحي بالانهيار خلال 3 سنوات، إذا لم تتحسن الحركة السياحية الداخلية والخارجية، لافتًا إلى "أن المؤشرات المقبلة ليست إيجابية".
ويضيف أن 220 منشأة سياحية (فنادق ومنتجعات ومطاعم فاخرة) يتهددها الإفلاس المالي خلال 3 سنوات على الأكثر بسبب الوضع الاقتصادي الكارثي في غزة.
وبحسب أبو حصيرة فإن غرف فنادق القطاع، عانت من كساد غير مسبوق "لأول مرة 1200 سرير يتوزعون على 20 فندقًا في غزة لم يشغل منها إلا 5% فقط" هذه نسب مرعبة للقطاع السياحي، يقول رئيس الهيئة، ويضيف "يكاد نزلاء فنادق غزة لا يتجاوزون بضعة مئات طوال السنة".
وعلى النقيض من غزة، فإن الخدمات الفندقية في الضفة الغربية تشهد حركةً نشطة، فحسب بيانات جهاز الإحصار المركزي الفلسطيني حول مسح النشاط الفندقي في الضفة الغربية خلال الربع الثالث للعام 2015، فإن إجمالي عدد النزلاء في كافة فنادق الضفة العاملة بلغ 531,123 نزيلاً.
ويعزو أبو حصيرة تردي الحركة السياحية في غزة إلى خمسة عوامل تجمعت كلها في السنة الحالية "الحصار الإسرائيلي المشدد للقطاع، والانقسام السياسي، وعدم انتظام رواتب موظفي حكومة غزة، وأثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة (صيف العام الماضي)، وعدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها المالية تجاه المتضررين من الحروب".
منذ ربع قرن لم تجتمع كل هذه العوامل في سنة واحدة على القطاع السياحي "كان يصادفنا عامل واحد أو عاملين على الأكثر ويتركا أثرًا محدودًا.. لكن اجتماع العوامل الخمسة هذا لم يمر إلا في هذه السنة".
ويشير إلى أن الحصار المشدد على غزة منذ 2007، لوحده، حرم القطاع من توافد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية وعرب الـ48 المتواجدين داخل إسرائيل "هؤلاء كانوا عامل مهم جدًّا في تحريك السياحة وانعاش مرافقنا كافة".
صلاح أبو حصيرة (43 عامًا) صاحب مجموعة السلام السياحية، ورث المهنة عن والده الحاج يوسف أبو حصيرة صاحب أقدم مطعم أسماك في غزة، وقد ذاع صيته بسمكه الفاخر المقدم لزبائنه.
بداية مجموعة السلام السياحية كانت عبارة عن مقهى صغير على شاطئ غزة، في العام 1955، ثم تطور ليصبح مطعم يقدم الأسماك، قبل أن يتطور المطعم ويصبح مجموعة من المطاعم والقاعات متعددة الأغراض.
ويوضح أبو حصيرة أن مجموعته على شهرتها "فإن عملها لا يتجاوز حدود الـ20% من قدرتها الإنتاجية" وهذه النسبة تنسحب على معظم المرافق السياحية التي تعاني" كسادًا غير مسبوق".
وبيَّن رئيس هيئة المطاعم والفنادق، أن القطاع السياحي تكبد خسائر مالية منذ بداية العام ما بين 5 - 6 مليون دولار، "هذه خسائر فوق طاقة أصحاب المرافق السياحية"، موضحًا "أن خسائرهم تدرجت منذ بدء الحصار من نصف مليون دولار حتى وصلت إلى 6 ملايين".
وحذر من انهيار القطاع السياحي مرةً واحدة، بقوله: "إن رأس مال المرافق السياحية يتآكل سنة بعد أخرى"، وإن لم يتم تدارك الأمر من خلال تدخل السلطة الفلسطينية والجهات المانحة، فإن انهيار القطاع حتمي خلال ثلاث سنوات.
ويقدر أبو حصيرة حجم الإيرادات المالية للمرافق السياحية منذ بداية 2015، بحوالي 20 مليون دولار أمريكي، وهو ما "يمثل نحو خمس الإيرادات المالية للسنوات السابقة"، في إشارة إلى حجم الفروق المالية للمدخولات السنوية للقطاع السياحي.
على الرغم من الصورة السلبية لواقع القطاع السياحي، إلا أن مرافق جديدة دخلت بقوة إلى سوق المنافسة منذ بداية العام، "المنشآت الجديدة هي امتداد لشركات كبرى تستثمر خارج القطاع" كما يقول أبو حصيرة، ويضيف "الشركة الأم تتحمل أي خسارة تتكبدها في غزة".
ويعتقد أبو حصيرة أن إنقاذ قطاع السياحة يتطلب مسؤولية سياسية بالدرجة الأولى "يتم بموجبها إنهاء الانقسام الداخلي، وتوحيد العمل الحكومي، وفك الحصار الإسرائيلي، وإعفاء المنشآت من الضرائب والمستحقات المالية المتراكمة، والمساهمة في دفع رواتب عمال القطاع السياحي، فضلاً عن ممارسة الضغوط على سلطات الاحتلال لثنيها عن قرار منع فلسطينيي الضفة وعرب الـ48 بزيارة غزة".