"آية" من غزة.. انتصرت على السرطان بالفن التشكيلي
تأمل أن تتربع على عَرْش الفن التشكيلي في فلسطين
هي الآن ناطقة باسم مرضى السرطان ومهندسة ديكور وفنانة تشكيلية، وكلمسة وفاء، تمكنت من رسم كافة الأطباء الذين التقتهم في رحلة علاجها.
تؤمن الشابة الفلسطينية آية عبد الرحمن (27 عامًا) بأن كل شيء في حياتها كان بحكمة من الله -عز وجل- الذي زرع في نفسها الصبر بعد إصابتها بمرض السرطان.
ورغم أن الطبيب أخبر والدتها بأن وضعها الصحي سيئ، وأن المرض سيُفقدها حقها في الحياة بعد أيام معدودة، إلا أن إرادة آية أثبتت عكس ذلك لتتعافى من السرطان وتخطو أولى خطواتها في الفن التشكيلي.
بدأت حكاية آية مع المرض قبل أعوام، حين اكتشف الأطباء وجود أورام حميدة في منطقة الحوض عندها، وبعد 6 أشهر من التشخيص أخبرها الطبيب أنها مصابة بديسك في الحوض، وأن حالتها الصحية لا تحتاج للقلق، ولكن لسوء الحظ فقد اكتشف الأطباء لاحقًا وجود ورم يزن كيلو ونصف الكيلو في منطقة الحوض، ومن يومها بدأت معاناة آية.
الشابة الفلسطينية لم تستسلم للمرض رغم كل شيء، فهي تحب الحياة وتتمسك بها بقوة، وهنا قررت أن تتحدى المرض، كما تقول لـ"بوابة العين".
رحلة المرض استغرقت 7 سنوات حتى دخلت آية غرفة العمليات في شهر نوفمبر الماضي للتخلص من كافة الأورام الموجودة داخل جسدها.
وتقول آية بعد انتهت من رسم لوحة فنية لإحدى حارات القدس القديمة: "رغم يأس الأطباء من علاجي في غزة، وما أخبروه لوالدتي عن موتي في غضون أيام قليلة، إلا أن إيماني بالله كان أكبر وأقوى، وتلقيت علاجًا مكثفًا في المستشفيات، واستعدت ثقتي بنفسي بعد أول جلسة علاج كيماوي حصلت عليها".
ورغم أن مشوار العلاج استغرق وقتًا طويلًا، إلا أن آية كانت تجد في الرسم المتنفس الوحيد لتفريغ أحلامها وأفكارها، فكانت تشعر أنها قوية وفعّالة.
وتضيف الشابة ذات العينين الزرقاوين: "رغم كل شيء أعمل الآن كناطقة باسم مرضى السرطان ومهندسة ديكور وفنانة تشكيلية، وشاركت في نشاطات كثيرة، وكنت سعيدة بالنتيجة التي حصلت عليها".
ولم تكن آية مصدر إلهام لكثير من المرضى فقط، بل أصبحت حديث كل من حولها، وكثيرًا ما تتلقى كلمات الإعجاب والشكر من أناس لا تعرفهم، وهو ما يزيد من ثقتها بنفسها ويدفعها لإكمال مشوارها لتصبح أكبر فنانة تشكيلية في فلسطين.
وتقول: "من طفولتي وأنا أحب الرسم، وكان لوالدي الفضل في ذلك، فقد كانت أول لوحة لي بالفسيفساء بتوجيه من والدي. عقدت حتى الآن ثلاثة معارض فردية و60 معرضًا بمشاركة جماعية".
وفي لفتة وفاء جميلة منها، بادرت آية في رسم "بورتريه خاص" بجميع الأطباء الذين التقتهم خلال رحلة علاجها، كشكر وتقدير منها لهم ولمهنتهم العظيمة ولدعمهم لها نفسيًا خلال رحلة العلاج.
وعن أمنياتها التي تأمل في تحقيقها، تأمل في أن يكون هناك تعليم إلكتروني للطلبة المصابين بالسرطان حتى لا يفقدوا دراستهم أو تضيع سنوات من أعمارهم دون فائدة.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز