لم يمنح الإسبان اليمين الحاكم سوى فوز محدود، فيما حل حزب بوديموس اليساري المتطرف في المرتبة الثانية
لم يمنح الإسبان اليمين الحاكم سوى فوز محدود، الأحد؛ حيث خسر غالبيته المطلقة في البرلمان، فيما حل حزب بوديموس اليساري المتطرف وحليف سيريزا اليوناني في المرتبة الثانية، وفق استطلاعات أجريت لدى الخروج من مكاتب الاقتراع.
وتصدر المحافظون -الذين يحكمون إسبانيا منذ 2011- نتائج الانتخابات التشريعية، بحصولهم على 26,8 في المئة من الأصوات، حسب استطلاعات رأي أجراها التلفزيون العام، الأحد، لدى الخروج من مكاتب الاقتراع.
لكن حزب بوديموس اليساري المتطرف -الذي تأسس بداية العام الفائت- حل ثانيا بـ21,7 في المئة، حسب هذه الاستطلاعات التي شملت نحو 177 ألف شخص في مختلف مناطق البلاد، متجاوزًا الحزب الاشتراكي الإسباني (20,5 في المئة) والحزب الآخر الناشئ الليبرالي سيودادانوس الذي حاز 15,2 في المئة من الأصوات.
وبذلك، يكون رئيس الوزراء الإسباني المنتهية ولايته المحافظ ماريانو راخوي قد خسر الغالبية في مجلس النواب.
وبعد 32 عامًا شهدت تناوبًا على السلطة بين الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، فإن حزب بوديموس اليساري المتطرف المنبثق من حركة "الغاضبين" يكون قد ألحق بالحزب الاشتراكي أسوأ هزيمة.
وتسدل هذه الانتخابات الستارة على عام انتخابي حفل بالتغييرات في دول جنوب أوروبا، بدءًا بالانتصار الذي حققه في يناير/كانون الثاني في اليونان اليسار الراديكالي بزعامة الكسيس تسيبراس، وصولا إلى البرتغال؛ حيث أمسك بمقاليد السلطة في أكتوبر/تشرين الأول بعدما نجح في إقصاء اليمين رغم تصدر الأخير نتيجة الانتخابات.
وكان عدد المترددين قياسيا، حتى إن بعضهم تردد أمام صندوق الاقتراع في منح ثقته لواحد من الحزبين الجديدين.
وبرز بوديموس وسيودادانوس بفضل أزمة غير مسبوقة لم تطل الاقتصاد فحسب، بل أيضا المؤسسات التي نخرها الفساد.
وفي 2011، ألحق ماريانو راخوي -الذي ترشح لمرتين- بخصمه الاشتراكي ألفريدو بيريز روبالكابا أسوأ هزيمة انتخابية يمنى بها الحزب الاشتراكي بعد ثلاثة أعوام من أزمة أنتجت خمسة ملايين عاطل عن العمل.
لكن الوضع تبدل جذريًّا في 2015، فالحزب الشعبي الذي كان يتمتع بغالبية مطلقة في البرلمان تتمثل في 186 مقعدًا من أصل 350 أدرك منذ أشهر أن المعركة ستكون قاسية في مواجهة رأي عام مستاء من تقشف غير مسبوق، وإصلاح لقانون العمل يحد من حقوق الموظفين، إضافة الى نسبة بطالة مرتفعة.
ولمواجهة الحزبين الناشئين، ركز راخوي على 11 مليون ناخب من الذين تفوق أعمارهم 60 عامًا، أي نحو ثلث الناخبين، ويدعو إلى مواصلة الإدارة المالية السليمة التي تضمن المعاشات التقاعدية، محذرًا من أن الناخبين سيرتكبون "خطأ كبيرا" إذا اختاروا "التجارب".
لكن هذه الإستراتيجية لم تكن كافية للحؤول دون صعود بوديموس ومثله سيودادانوس بزعامة الشاب البير ريفيرا -36 عاما- الذي يتمتع بشعبية لدى الشبان، وكان بوديموس وعد بإجراءات اجتماعية عاجلة لجميع المهمشين، فيما تعهد سيودادانوس بإصلاح عميق لقطاع التعليم، ووضع عقد عمل موحد يزيل الهوة بين العقود غير المحددة الأجل وتلك الموقتة.
وطالب الحزبان بـ"تجديد الديمقراطية" وبمزيد من الشفافية في الحياة السياسية لوضع حد للفساد.
وقال فرانشيسكو بيريز -53 عاما-: فيما كان يدلي بصوته لبوديموس في كاتالونيا (شمال شرق) المدينة القريبة من برشلونة "عشنا ثنائية الحزبين لأعوام طويلة.. حان الوقت لتجديد السياسة".
وفي مدريد، قال انتونيو فيلاسكو -28 عامًا، الذي يعمل بوابًا، بعدما صوت لسيودادانوس-: إن "النخبة نأت بنفسها عن الطبقة الشعبية ولم تعد هناك طبقة وسطى".
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز