انطلاق أعمال القمة الأفريقية الـ28 في أديس أبابا
قمة الاتحاد الأفريقي على مستوى رؤوساء الدول الأعضاء تبدأ أعمالها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة.
انطلقت أعمال الدورة الـ28 لقمة رؤوساء الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي، الإثنين، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والذي من المقرر أن يلقي الكلمة الافتتاحية.
وتعقد اجتماعات هذه القمة على مدى يومين، تحت شعار "تسخير العائد الديموجرافى من خلال الاستثمار في الشباب"، ومن المتوقع أن تناقش عدداً من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية أبرزها عودة المغرب لعضوية الاتحاد، والنزاع الليبي، والعنف في جنوب السودان، وتعيين سلطة تنفيذية للتكتل.
ويتحدث خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة، كل من إدريس ديبي رئيس تشاد ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، ورئيسة المفوضية الإفريقية ديلاميني زوما، وتختتم الجلسة بكلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يجري بعدها إطلاق الشعار الرئيسي للقمة.
وقالت زوما خلال كلمتها إن الاتحاد الأفريقي يحتفل بمرور 55 عاما على تشكيله، مؤكدة أن الدول الأفريقية تعهدت بالتعاون مع بعضها البعض في كافة المجالات.
وقالت زوما إن عام 2016 شهد عدة تطورات مهمة، على رأسها وفاة زعيم كوبا فيدل كاسترو الذي لعب دورا محوريا في الكفاح العالمي ضد الاستعمار وكذلك لدعم وحدة الدول في الجنوب، مؤكدة أن كاسترو ساعد أفريقيا بشكل كبير وقدم لحركات التحرر كل الدعم مما ساعد في تطوير أنظمة التعليم والصحة وتدريب الأفراد، وكل ذلك مبنى على أسس الاحترام المتبادل،
وأشارت زوما إلى أننا نحتفل باليوبيل الذهبي للجنة المرأة، مؤكدة أن المرأة الأفريقية قامت بتحقيق الكثير من المساعدة ولعبت دورا محوريا في تحقيق التعاون بين الدول الأفريقية.
وعن الشباب، أكدت زوما ضرورة الاهتمام بالدور الذي يمكن أن يلعبه شباب أفريقيا في مستقبل القارة السمراء، مشيرة إلى أن هذه القارة تضم 200 مليون من الشباب تترواح أعمارهم بين 15 و25 ولابد الاستفادة من طاقتهم.
وأعلنت أن الاتحاد الأفريقي سيختار مبعوثا للشباب لكي يقوم بحشد وتأييد ومناصرة الشباب في القارة خلال العام الجاري، مشددة على ضرورة التركيز على التصدي لبطالة الشباب وتقديم برامج متنوعة اقتصادية لخلق الكثير من فرص العمل.
وتشكل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وانتخاب سلطة تنفيذية جديدة لهذه الهيئة والأزمات في المنطقة، أبرز محاور مناقشات القمة الإفريقية التي افتتحت أعمالها، الإثنين، في أديس أبابا وستكون على ما يبدو أحد أهم اجتماعات الاتحاد في السنوات الأخيرة.
وقد تكون القمة الـ28 للاتحاد حاسمة لمستقبل المنظمة وتلاحمها؛ إذ إنها تعقد وسط انقسام بين الدول الأعضاء حول عدد من القضايا، من الملف المغربي إلى المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى المنافسات التقليدية بين مختلف الكتل الإقليمية.
ويأتي ذلك أيضا في أوضاع دولية يؤثر عليها وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبدرجة أقل تولي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس مهامه، والذي من المقرر أن يلقي كلمة في افتتاح القمة.
عودة المغرب
انسحب المغرب من الاتحاد الإفريقي في 1984 احتجاجا على قبول المنظمة "الجمهورية الصحراوية" التي أعلنتها "جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" (بوليساريو)، ويعتبر المغرب هذه المنطقة جزءا من المملكة.
ولكن الرباط أعربت في يوليو/تموز عن رغبتها في العودة إلى الاتحاد الإفريقي، بينما قام العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي أعلن أنه سيحضر القمة، بزيارات رسمية إلى عدد من الدول للحصول على دعمها في هذه المسألة.
ومن جهة أخرى، يمكن أن تشكل عودة المغرب مكسبا للاتحاد الإفريقي الذي يسعى إلى أن يصبح مستقلاً على الصعيد المالي، لكنه خسر برحيل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي متبرعاً سخياً، وبات حالياً 70% من تمويل الاتحاد حالياً يأتي من مانحين أجانب.
لكن عودة المغرب ما زالت تثير انقساما في الاتحاد الإفريقي؛ إذ إن اثنين من أكبر بلدانه -الجزائر وجنوب إفريقيا- يدعمان كفاح بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، وتعارضان أو تتحفظان على عودة المغرب إلى الاتحاد.
معركة السلطة التنفيذية
الملف الشائك الآخر هو انتخاب أعضاء المفوضية الإفريقية، السلطة التنفيذية للاتحاد. ويتنافس 5 مرشحين على منصب رئيس المفوضية خلفا لنكوسازانا دلاميني-زوما (جنوب إفريقيا) في هذه الانتخابات التي أرجئت في قمة يوليو/تموز الماضي.
ولكن بعد مشاورات دبلوماسية مكثفة ومناظرة غير مسبوقة بين المرشحين الخمسة، رجحت كفة 3 منهم هم وزيرة الخارجية الكينية امينة محمد، ورئيس الوزراء التشادي موسى فكي محمد، والدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي.
ويمكن ان تثير معارضة بعض الدول الأفريقية للمحكمة الجنائية الدولية نقاشات حادة أيضاً، حيث قررت بوروندي وجنوب إفريقيا وجامبيا في 2016 الانسحاب من المحكمة، متهمة إياها بأنها لا تستهدف إلا البلدان الإفريقية.
وهددت كينيا بأن تحذو حذو هذه البلدان فيما تبدي السنغال وبوتسوانا، من بين بلدان أخرى، دعمهما الصريح للمحكمة الجنائية الدولية.
ويتضمن جدول أعمال القمة عددا كبيرا من الأزمات في القارة أيضا، مثل الفوضى في ليبيا، والمجموعات الإرهابية في مالي والصومال ونيجيريا، والتوترات السياسية في جمهورية الكونجو الديمقراطية.
ويتوقع ان يكون موضوع جنوب السودان الذي تسببت الحرب الأهلية فيه بسقوط عشرات آلاف القتلى وتهجير أكثر من 3 ملايين منذ ديسمبر/كانون الأول 2013، في صلب الاهتمامات مجددا.
ويفترض أن يعلن القادة الأفارقة مواقفهم من مقترحات تقدم بها الرئيس الرواندي بول كاجامي حول إصلاح عمل الاتحاد وتمويله.